الامام المهدي شمس لاتغطيه سحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الامام المهدي شمس لاتغطيه سحاب

ليس سياسيا ولاينتمي لاي جهه دينيه
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  » كتاب النبي دانيال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اباذر العراقي الشرع
Admin
اباذر العراقي الشرع


المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 27/04/2017
العمر : 64
الموقع : العراق

 »  كتاب النبي دانيال  Empty
مُساهمةموضوع: » كتاب النبي دانيال     »  كتاب النبي دانيال  Icon_minitime1الخميس يناير 23, 2020 11:06 am

الكتاب موصوف بجمع الملاحم. ان هذا الكتاب عندهم مسموع من كبرائهم لا يكادون يدفعونه الا الى من يثقون بكتمه، لمعرفتهم بما يتضمنه من عجائب الملاحم الآتية، وتركت الكتب الماضية. فابتدأت من ذلك بآخر عمر المعتمد الى آخر الكتاب. فذكر دانيال عليه السلام في كتابه هذا: (اظن ان هذا كتاب من احاديث الرسول ص ونسب الى دانيال عليه السلام لحفظه من الحرق على يد المخالفين لاحتوائه على أسماء الشهور العربية وايات قرآنية لم تكن معروفة زمان النبي دانيال عليه السلام! ) : ( .. ويبلغ الملك خروجه وأهل العراق، فيقولون للملك: هذا رجل قد بلغنا أنه يملك، وأنه يقتل كل من حاربه ممن يرجو أن يظفر به فيقاتله، بل نلزم بيوتنا أو نهرب عنه اذا بلغ الينا! ويبلغ ذلك من قولهم الملك ويسوؤه ذلك، ويجمع خاصته من الأترك والعجم من أهل خراسان وغيرهم، فيقول لهم: ان هذا العدو لا نطيقه، ولا نقاتله الا من كان علي مثل رأيكم، فاستعدوا لقتاله، ودعوا الوجوه الاخر. ثم يجمع أهل بيت المملكة ومواليهم ويرسل الى بني عمهم قبيلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم (بنو هاشم) فيعلمهم أن هذا هو السفياني يجدونه في أخبار مشايخ العلماء، أنه يخرج فيقتل كل من قدر عليه من ولدها ومن مواليهم، فالرأي أن تخرجوا اليه في مواليكم وعبيدكم، ومن أطاعكم، فنحاربه علي أنفسنا وملكنا حتى نظفر أو نهلك، فانا ان أمسكنا عن قتاله لم يمسك عنا، ومتى قدر علي أحد منا ذكرا كان أو انثي لم يستبقه قتلا وذمارا. فيجتمعون ويتوجهون اليه في سبعة عسكر يتبع بعضها بعضا، في أوائلها الجيش الكبر في الأترك وعجم أهل خراسان ومن أطاعهم من سائر الناس، ولا يخرج بهم من سائر أهل الأمصار الا الجهال لما قد بلغهم أن السفياني يقتل كل من ظفر به الى أن يأتي بلدهم، فيحاربوه عن حريمهم، وبنادر عسكر الملك. فيسير الأول فينزل الرقة، والعسكر الثاني دونه بمرحلة، ثم الثالث دون الثاني بمرحلة، ثم الرابع دون الثالث بمرحلة، ثم الخامس دون الرابع بمرحلة، ثم السادس دون الخامس بمرحلة، ثم السابع دون السادس بمرحلة؛ ويقتل القائد الأول ومعه الأترك وغيرهم، وهم سبعون ألفا ونيف، ويعجلون السير الى الرقة، فيلقاهم السفياني فيقتتلون يومهم وليلتهم في ليلة النصف من الشهر في ضوء القمر، فيقتل منهم مائة ألف قتيل، كثرهم من جند الملك. ثم ينهزم جند الملك الى الرقة، وقد بلغ أهل الشام من أهل كل مدينة، مسير السفياني والتقاؤه هو وجند الملك، فقالوا: نحن مع من غلب. ويسير السفياني خلفهم الى الرقة، فيلتقون فيقتتلون، فيهزم السفياني من جند الملك، وتجتمع العسكر كلها الى دون الرقة، وتعجبهم كثرتهم، ثم يلتقون فيقتتلون، فيهزم جند الملك، ويتبعهم السفياني يقاتلهم كل يوم وهم ينهزمون حتى يبلغ بهم (الأنبار) من أرض العراق، وجند السفياني في الجانب الغربي، وفيه يحاربهم جند الملك. فاذا صاروا الى الأنبار، عقد جند الملك الجسر، وعبروا أسفل الأنبار بمسيرة نصف يوم، ثم قطعوا الجسر وأخرجوا سفن الجسر وغيرها لكيلا يعقد السفياني فيها جسرا ويعبر اليهم، وللسفياني سفن فيها خزائنه أخذها من الرقة، فجعل فيها خزائنه والأعلاف من التبن والشعير والدقيق، وسفن التجار فيها الدقيق، وجميع ما يباع من التمر والفوكة وغير ذلك، فقال للتجار: أخرجوا ما في سفنكم الى الشط. ثم يجمع تلك السفن فعقد جسرا، ثم أرسل الفرات، فأتي السفن ليعقد للتجار جسرا، ويرد عليهم سفنهم أو بدلها، أي ذلك أحبوا فعل، وأجابهم اليه، فعقد الجسر وأقامه؛ ثم أرسل الى أسفل الفرات ليؤتي بالسفن التي هي هنالك، فاذا السفن التي يؤتي بها أحكم صنعة وأجود من السفن التي كانت معه، فلما رأها كذلك اشتراها، وعقدها جسرا، ورد تلك السفن الى أصحابها. ثم ان السفياني يعبر، فيلتقون مع جند الملك دون الفرات، فيقتتلون فيقتل من جند الملك نصفهم، وينهزم الباقون الى موضع يقال له (عقرقوف) وهنالك بساتين ونخيل وأشجار وأنهار يأخذ بعضها من بعض، فيأمر السفياني أصحابه كلهم فيرحلون، ويدخلون فيقاتلون جند الملك الى مدينة الملك. ويرسل الى جميع من يرجو نصره من شاطي ء دجلة الى أرض الجبل الى البصرة، والى الأهواز وفارس أن يعينوه، فيجتمع اليه ثلاثمائة ألف من الناس، ويعسكر علي ثلاثة فراسخ من دجلة فيما بين عقرقوف ودجلة ناحية المشرق ونحو الفرات، ويتبعهم السفياني فيقتتلون أشد قتالا كان قبل ذلك. فيهزمون جند الملك، ويتبعهم الى دجلة، ويحولون بينهم وبين من يليهم، فيغرق كثرهم، ويرمون أنفسهم في دجلة فيغرقون، ويهرب بعضهم الى أسفل من ذلك الى مدائن كسري، ويبقي الملك في المدينة. فيحاربهم السفياني ويخرج اليهم الملك، فينزل علي باب مدينة الملك، ويصف جنوده حول المدينة، وعلي مدينة الملك سور قد بناه علي مدينة حديثة البناء لم يستحكم بعد، ومع هذا (القيسي) قوم من الأعراب معهم نساءهم وأولادهم، ويقاتلون معه في الناحية التي أمره الملك أن يقيم بها، ويكفيه ناحيتها، وخلف القيسي أيضا جندا، عليهم بعض قواد الملك، قد أحدقوا بسور المدينة لكيلا يدخلها جند السفياني فيحاربهم، ولا يزال السفياني يحاربهم ويمنعهم المسيرة من فوق المدينة ومن تحتها، ويرسل السفياني جندا الى (المدائن) فيأخذونها وجميع السفن، فيعقد الجسر أسفل المدينة مما يلي المدائن (عقد الجسر مما يلي الكرخ لمدينة السلام). ويعبر نصف جنده، فيحاصرون مدينة الملك شهرا، ثم يهدمون السور، ويدخلون المدينة، فيقتلون الرجال في السكك والأسواق والدروب، ويدخلون الدور فيقتلون من فيها، ويأخذون الأموال والأمتعة، ويأخذون من استحسنوا من النساء والجواري والغلمان، ويأخذون بنات القيسي الذين هم قومه، فيردفونهم خلفهم، وعلي نساء القيسي خلاخل من فضة يري بريقهن وهن مرتدفات خلف الأترك. ويبلغ الملك الهزيمة، فيخرج من المدينة فيمر مستخفيا هاربا من دار الى دار، ومن درب الى درب حتى يفلت فيأتي حلوان (الحلة) ويغضب (القيسي) فينادي في أصحابه القيسيين: ألحقوا بنا القوم الذين أخذوا حرمنا نقاتلهم حتى نستنقذ حرمنا أو نموت. فيخرجون، فاذا رأينهم رمين بأنفسهن عن الدواب، ويلاحقهن القيسيون مصلتي السيوف، فيقتلون بعض الأترك، ويهرب عنهم اولئك الأترك، وهم قليل فيأخذون نساءهم، ويرجعون. ثم يفتح، المدينة ويسأل السفياني عن الملك، فيقال له: قد هرب، ويظهر الملك بحلوان، ويجتمع اليه بنو هاشم ومواليهم في جند أغلبهم من قد وطن نفسه علي الموت من الأترك، لأنه قد قتل كثرهم. فيسير اليهم السفياني، فيصلون حلوان فيقتل من جند الملك نيفا علي خمسين ألف، وينهزم الملك، ويتفرق عنه أصحابه، ويومئذ لا يبقي تركي من جند الملك الا قتل، ويهرب الملك الى خراسان، ويرجع السفياني الى (المدائن) فينزلها، ويخطب في أصحابه يوم الجمعة، وعليه لباس أحمر، وعلي رأسه عمامة خضراء، وهو شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم القامة، في وجهه أثر جدري، يكسر عينه اليسري، يحسبه من لا يعرفه أعور، وليس بأعور. ثم ينزل عن المنبر، فيقود القواد، ويولي الولاة علي الوجوه التي افتتحها، ويأمر خليفته (الزهري) واسمه (عبيد بن نباتة الزهري) والثاني (مالك بن المقدام) أخو (المقدام الجهني) والثالث (المعمر بن عباد الهلالي) والرابع (الطفيل ابن عمرو العبسي) والخامس (نصر بن منصور القيسي) وهو (ابن عمر بن عمرو القيسي) والسادس (غالب بن عامر الكلبي) والسابع (عمارة بن عقال العامري) والثامن (مسمع بن سالم الربعي الشيباني) والتاسع (وائل بن ربيعة اليشكري) والعاشر (مسروق بن مسعدة التغلبي) من تغلب ربيعة. ثم يأمر الزهري أن يسير الى الكوفة، فان دخلوا في طاعته وبايعوا له أخذ بيعتهم، وولي عليهم رجلا منهم يرضاه، وسار الى المدينة، ثم الى مكة، وان هم أبوا وقاتلوا قاتلهم، فان ظفر قتل الرجال وسبي النساء والذراري، وأخذ الأموال، وسار الى المدينة يفعل مثل ذلك، ثم سار الى اليمن، فيفعل مثل ذلك. فيسير الزهري، ويسير وائل بن ربيعة اليشكري الى البصرة وأرضها، ويسير عمارة بن عقال العامري الى خراسان - وهو خليفة لابن السفياني - فيسير كل واحد من هؤلاء الى الوجه الذي وجه له، فيحارب أهله، فيظهر عليهم، ويستقيم له أمر سواد بابل، وأرض البصرة، والأهواز وفارس الا أهل الكوفة، فانه يحاربهم أربعة أيام، فيهزمهم ويدخل الكوفة، فيقتل الرجال ويدخل علي النساء، فيقتل كل من يمتنع منه، فكم من امرأة حامل مبقورة البطن، وكم من عذراء مفترعة، وكم من وليد مشدوخ، ومال منهوب، وجارية عذراء مكشوفة تساق كما يساق السبي من الروم وأهل الكفر، ويقيم في ذلك عشرة أيام. ثم ينزل بين الحيرة والكوفة، ويكتب بذلك الى السفياني، فيكتب اليه: أن قد أصبت فاقسم الفيء بين أصحابك، وسر لوجهك الذي امرت به أن تسير اليهم. فيقسم السبي والأموال بين أصحابه، ويسير الى المدينة، فيجتمع أهل المدينة، فيسألوه أن يعطوه مالا ولا يدخل اليهم، ويسير عنهم. ..). الملاحم لابن المنادي ص 31-46

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asd1965.ahlamontada.com
اباذر العراقي الشرع
Admin
اباذر العراقي الشرع


المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 27/04/2017
العمر : 64
الموقع : العراق

 »  كتاب النبي دانيال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: » كتاب النبي دانيال     »  كتاب النبي دانيال  Icon_minitime1الخميس يناير 23, 2020 11:08 am

يقول دانيال << ان الملك تهيج به حرارة من قبل الشراب، فتأتي علي نفسه.ثم يملك من بعده رجل برأسه شامة بيضاء، قد كان قبله ابن للملك الذي هاجت به الحرارة، وكان مذموما، وكان في القران الضيق، وتناقض البلدان لكثرة الخوارج والصعاليك والكراد والأعاريب وقطاع السبيل، فخلع من الخلافة، وقيل: في سر، وكان قاتله صاحب الشامة الذي تولي الأمر، فانقادت له الجبابرة في الأطراف من الأرض، وصلح أمر الناس في زمانه، وهابه الصغير والكبير، فيبقي في الملك عشرة أعوام، ثم يموت؛
ويتولي بعده ابنه الأمر فيملك أقل من ثمان سنين، ثم يموت؛
ويتولي الأمر بعده غلام لم يحتلم، فيكون في زمانه دولة الاماء والصبيان والخدم، ويتسع الناس في تجاراتهم وضياعهم حتى يستغني الفقراء، ويكثر الفساد في المدائن كلها للبطر الذي أخرجهم الى معاصي الله، فيبقي اثنين وعشرين سنة، ثم يخلع فيبقي ثلاثة أيام، ثم يرد الى الملك، فيملك أقل من ثلاث سنين، ثم يقتل علانية.
ثم يتولي الأمر بعده أخوه، ثم من بعد أخيه ابنه.
ثم يقع التدابر والاختلاف بين الامراء من العجم، فلا يزالون يخلعون خليفة ويولون خليفة، ويعزلون من أرادوا، ويولون من أرادوا مدة غير طويلة الى أن يصير الأمر بعدها ولاء (الي) أن يتول أمر الناس رجل من ولد الملك السابع.
ثم يتولي بعد شهور يسيرة رجل من أهل بيت الملك الثالث، يقال له: (السفياني، عنبسة بن هند)وهو رجل شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم الهامة، في وجهه أثر جدري، يكسر عينه اليسري كسرا شديدا، يحسبه من يراهأنه أعور، تجتمع اليه قبائل العرب، فيكثر أصحاب السفياني، ويعظم أمره، وينتصب له رجل من ربيعة، فيحاربه شهرا، ويستغنم (الجرهمي) شغل السفياني بالربيعي فيغلبه علي حمص، ويخرج (الأصهب) بنصر،ويخرج (الجحافي)باصطخر من فارس، ويخرج (الباري)بما سندان فيغلب علي الجبال التي تليه، ويخرج علي (الجحافي) رجل من الأنبار، فيحاربه (الجحافي) بالكراد حتى تكثر القتلي بينهم، ثم يدعوه (الجحافي) الى الصلح علي أن يوليه فارس، ويجعله خليفته، ويأتيه ويكون معه، فيختار أن يلي نصف أرض فارس وما يليها من الأهواز، فتشتعل الأرض بالفتنة والحرب، فيرسل اليه، فيدعوه الى طاعته، ويجعله خليفته، فلا يجيب (الجرهمي).
فيقوم السفياني في أصحابه خطيبا علي منبر دمشق، فيقول:
يا أهل هذا المصر، يا أهل دمشق، أنتم لحمي ودمي، وأنا عدو عدوكم، وحبيب حبيبكم، ويمنيهم ويعدهم أنه لا يستأثر عليهم بشيء.
ثم يخرج الى معسكره من الوادي اليابس،ثم يدعوه (الجحافي) الى الصلح، فلا يجيبه، فتشتعل الأرض بالفتنة والحرب، فعند ذلك يبقي الملك الأعلي ومن معه من الموالي الخاصة وغيرهم، لا مادة لهم، ولا يأتيهم مال.
فيرسل الى بني عمه الذين بالمدينة العتيقة، وأصحابه من أهل خراسان أن الأرض قد فسدت علينا وعليكم، ولا مال يأتينا ولا يأتيكم، فعلام نقتل أنفسنا وجندنا، بل نصطلح، وتجتمع كلمتنا، ونكون يدا واحدة علي عدونا، ونكتب وتكتبون الى ابن عمنا الذي بالبصرة، واخواننا من أهل البصرة بمثل ما دعونكم اليه من الصلح، ونجتمع ونحارب أعداءنا، وان لم تفعلوا ونفعل نهلك قتلا وجوعا.
فيفعلون ذلك ويصطلحون، ويبايعون الملك الأعلي، ويستقرضون من التجار، ويتهيأون لمحاربة أعدائهم، ويسير صاحب البصرة الى الأنبار، ويسير أهل المدينة العتيقة الى (البكري) الذي بماسندان، فيحارب بعضهم بعضا، ويسير (البرقي) الى (الجرهمي).
ثم انهم يصطلحون علي أن يرجع (البرقي) الى (برقة)،ويسالم كل واحد منهما صاحبه ولا يقاتله، ويكون كل واحد منهما علي ناحيته.

أما (الجرهمي) فيكون علي ما يليه من أرض الشام، وأما (البرقي) فيكون علي ما يليه من حد (برقة) وما وراء برقة من المغرب، علي أنه متي نازع أحدا منهما عدو أتاه صاحبه فنصره عليه، فيصطلحون علي ذلك. ....

<< ثم يسير (الجرهمي) الى صاحب مصر، فيحاربه فيهزمه المصري، ثم يتداعون الى الصلح علي أن يكونا جميعا علي (السفياني) ويصطلحون علي ذلك، ويرجع (الجرهمي) الى الشام، ويقيم (المصري) بمصر.
ثم يقوم (السفياني) في أهل دمشق، فيقول: يا أهل (دمشق)، انما أنا رجل منكم، وأنتم خاصة جدي (معاوية بن أبي سفيان) وليكم من قبل ملكه، فأحسن وأحسنتم، ثم قتل صاحبه فطلب بدمه واستنصركم، فنصرتموه، وقتل معه أشرافكم، وأنا اليوم أطلب بثأر أهل بيتي، وبثأر من قتل من أشرافكم، فمن أحق بنصرتي علي ذلك منكم!! فينادونه بالاجابة، ويبايعونه.
ثم يكتب عند ذلك الى (الجرهمي) يدعوه الى طاعته علي أن يوليه اذا استقام الأمر موضعه الذي هو فيه، ويزيده ولا يؤاخذه بما كان منه، فيجيبه.
ويكتب الى (البرقي) بمثل ذلك؛
وكل هؤلاء وغيرهم من أهل كل بلد قد بلغهم، وسمعوا من علمائهم أن رجلا يقال له: (السفياني) يخرج علي الملك الذي في زمانه، فيغلبه ويغلب كل من حاربه حتى يملك، ويستقيم له أمر مملكته، فيجيبونه الى ذلك؛ فيأتيه (الجرهمي) فيبايعه واسم الجرهمي (عقيل بن عقال)، ثم يبايعه (البرقي) فيتابعه، واسم البرقي (همام بن الورد) فيجعل (الجرهمي) علي الجبل، ويجعل (البرقي) علي الرجالة، وكل علي خيله ورجالته من خاصته الذين معه وعلي أنه والي علي موضعه من قبل السفياني.
وبلغ صاحب مصر خبره، فيرسل اليه بالطاعة، فلا يرضي الا أن يأتيه، فيأتيه فيبايعه، ويرده الى مصر، فيمنعه أهل مصر الدخول الى مصر، فيرجع، فيخبر السفياني، فيسير اليهم السفياني، ويخرج اليه أهل مصر فيلتقون، فيقتتلون علي قنطرة (الفرما) أو دونها سبعة أيام، ثم ينصرف أهل مصر، وقد قتل زهاء سبعين ألف نفس، ثم يصالحه أهل مصر ويبايعونه، فينصرف عنهم، ويرجع الى الشام.
فيعقد لأصحابه، ويقود القواد، ويعقد لرجل من حضر موت علي أرمينية وما يليها؛
ويعقد لرجل من خزاعة علي ثغور الروم من ناحية الأندلس؛
ويعقد لرجل من بني عبس علي ثغور الروم التي تلي عسقلان؛
ويعقد لرجل من بني تغلبة علي الثغور التي تلي الشام من دون أرمينية الى حد المصيصة.
ويتوجه البرقي الى أفريقية، فيلتقون فيقتتلون ثلاثة أيام، فيقتل من أهل أفريقية نيفا علي ثمانين ألفا، ثم يصالح أهل أفريقية (البرقي) ويبايعونه للسفياني كذلك، ويولي عليهم ابنا له، ويرجع هو الى (برقة).
ويكتب الى السفياني بذلك، فيكتب، أن يستخلف علي برقة وما يليها ابنه أو من يرضاه، فيفعل.
ثم يسير السفياني يريد برقة، وخليفته علي جميع جنده رجل من بني زهرة من طي، يقال له (الزهري المؤمل بن نباتة) ويجعل علي مقدمته من جهينة اسمه (المقدام بن الهقل).
ويبلغ الملك خروجه وأهل العراق، فيقولون للملك: هذا رجل قد بلغنا أنه يملك، وأنه يقتل كل من حاربه ممن يرجو أن يظفر به فيقاتله، بل نلزم بيوتنا أو نهرب عنه اذا بلغ الينا!
ويبلغ ذلك من قولهم الملك ويسوؤه ذلك، ويجمع خاصته من الأترك والعجم من أهل خراسان وغيرهم، فيقول لهم:
ان هذا العدو لا نطيقه، ولا نقاتله الا من كان علي مثل رأيكم، فاستعدوا لقتاله، ودعوا الوجوه الاخر.
ثم يجمع أهل بيت المملكة ومواليهم ويرسل الى بني عمهم قبيلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم (بنو هاشم) فيعلمهم أن هذا هو السفياني يجدونه في أخبار مشايخ العلماء، أنه يخرج فيقتل كل من قدر عليه من ولدها ومن مواليهم، فالرأي أن تخرجوا اليه في مواليكم وعبيدكم، ومن أطاعكم، فنحاربه علي أنفسنا وملكنا حتى نظفر أو نهلك، فانا ان أمسكنا عن قتاله لم يمسك عنا، ومتى قدر علي أحد منا ذكرا كان أو انثي لم يستبقه قتلا وذمارا.
فيجتمعون ويتوجهون اليه في سبعة عسكر يتبع بعضها بعضا، في أوائلها الجيش الكبر في الأترك وعجم أهل خراسان ومن أطاعهم من سائر الناس، ولا يخرج بهم من سائر أهل الأمصار الا الجهال لما قد بلغهم أن السفياني يقتل كل من ظفر به الى أن يأتي بلدهم، فيحاربوه عن حريمهم، وبنادر عسكر الملك.
فيسير الأول فينزل الرقة، والعسكر الثاني دونه بمرحلة، ثم الثالث دون الثاني بمرحلة، ثم الرابع دون الثالث بمرحلة، ثم الخامس دون الرابع بمرحلة، ثم السادس دون الخامس بمرحلة، ثم السابع دون السادس بمرحلة؛
ويقتل القائد الأول ومعه الأترك وغيرهم، وهم سبعون ألفا ونيف، ويعجلون السير الى الرقة، فيلقاهم السفياني فيقتتلون يومهم وليلتهم في ليلة النصف من الشهر في ضوء القمر، فيقتل منهم مائة ألف قتيل، كثرهم من جند الملك.
ثم ينهزم جند الملك الى الرقة، وقد بلغ أهل الشام من أهل كل مدينة، مسير السفياني والتقاؤه هو وجند الملك، فقالوا: نحن مع من غلب.
ويسير السفياني خلفهم الى الرقة، فيلتقون فيقتتلون، فيهزم السفياني من جند الملك، وتجتمع العسكر كلها الى دون الرقة، وتعجبهم كثرتهم، ثم يلتقون فيقتتلون، فيهزم جند الملك، ويتبعهم السفياني يقاتلهم كل يوم وهم ينهزمون حتى يبلغ بهم (الأنبار) من أرض العراق، وجند السفياني في الجانب الغربي، وفيه يحاربهم جند الملك.
فاذا صاروا الى الأنبار، عقد جند الملك الجسر، وعبروا أسفل الأنبار بمسيرة نصف يوم، ثم قطعوا الجسر وأخرجوا سفن الجسر وغيرها لكيلا يعقد السفياني فيها جسرا ويعبر اليهم، وللسفياني سفن فيها خزائنه أخذها من الرقة، فجعل فيها خزائنه والأعلاف من التبن والشعير والدقيق، وسفن التجار فيها الدقيق، وجميع ما يباع من التمر والفوكة وغير ذلك، فقال للتجار: أخرجوا ما في سفنكم الى الشط.
ثم يجمع تلك السفن فعقد جسرا، ثم أرسل الفرات، فأتي السفن ليعقد للتجار جسرا، ويرد عليهم سفنهم أو بدلها، أي ذلك أحبوا فعل،وأجابهم اليه، فعقد الجسر وأقامه؛
ثم أرسل الى أسفل الفرات ليؤتي بالسفن التي هي هنالك، فاذا السفن التي يؤتي بها أحكم صنعة وأجود من السفن التي كانت معه، فلما رأها كذلك اشتراها، وعقدها جسرا، ورد تلك السفن الى أصحابها.

ثم ان السفياني يعبر، فيلتقون مع جند الملك دون الفرات، فيقتتلون فيقتل من جند الملك نصفهم، وينهزم الباقون الى موضع يقال له (عقرقوف) وهنالك بساتين ونخيل وأشجار وأنهار يأخذ بعضها من بعض، فيأمر السفياني أصحابه كلهم فيرحلون، ويدخلون فيقاتلون جند الملك الى مدينة الملك.
ويرسل الى جميع من يرجو نصره من شاطي ء دجلة الى أرض الجبل الى البصرة، والي الأهواز وفارس أن يعينوه، فيجتمع اليه ثلاثمائة ألف من الناس، ويعسكر علي ثلاثة فراسخ من دجلة فيما بين عقرقوف ودجلة ناحية المشرق ونحو الفرات، ويتبعهم السفياني فيقتتلون أشد قتالا كان قبل ذلك.
فيهزمون جند الملك، ويتبعهم الى دجلة، ويحولون بينهم وبين من يليهم، فيغرق كثرهم، ويرمون أنفسهم في دجلة فيغرقون، ويهرب بعضهم الى أسفل من ذلك الى مدائن كسري، ويبقي الملك في المدينة.
فيحاربهم السفياني ويخرج اليهم الملك، فينزل علي باب مدينة الملك، ويصف جنوده حول المدينة، وعلي مدينة الملك سور قد بناه علي مدينة حديثة البناء لم يستحكم بعد، ومع هذا (القيسي) قوم من الأعراب معهم نساءهم وأولادهم، ويقاتلون معه في الناحية التي أمره الملك أن يقيم بها، ويكفيه ناحيتها، وخلف القيسي أيضا جندا، عليهم بعض قواد الملك، قد أحدقوا بسور المدينة لكيلا يدخلها جند السفياني فيحاربهم، ولا يزال السفياني يحاربهم ويمنعهم المسيرة من فوق المدينة ومن تحتها، ويرسل السفياني جندا الى (المدائن) فيأخذونها وجميع السفن، فيعقد الجسر أسفل المدينة مما يلي المدائن.
ويعبر نصف جنده، فيحاصرون مدينة الملك شهرا، ثم يهدمون السور، ويدخلون المدينة، فيقتلون الرجال في السكك والأسواق والدروب، ويدخلون الدور فيقتلون من فيها، ويأخذون الأموال والأمتعة، ويأخذون من استحسنوا من النساء والجواري والغلمان، ويأخذون بنات القيسي الذين هم قومه، فيردفونهم خلفهم، وعلي نساء القيسي خلاخل من فضة يري بريقهن وهن مرتدفات خلف الأترك.
نكمل معا لنتعرف على الحسني وجيش الخسف ..
<< ويبلغ الملك الهزيمة، فيخرج من المدينة فيمر مستخفيا هاربا من دار الى دار، ومن درب الى درب حتى يفلت فيأتي (حلوان).
ويغضب (القيسي) فينادي في أصحابه القيسيين: ألحقوا بنا القوم الذين أخذوا حرمنا نقاتلهم حتى نستنقذ حرمنا أو نموت.
فيخرجون، فاذا رأينهم رمين بأنفسهن عن الدواب، ويلا حقهن القيسيون مصلتي السيوف، فيقتلون بعض الأترك، ويهرب عنهم اولئك الأترك، وهم قليل فيأخذون نساءهم، ويرجعون.
ثم يفتح، المدينة ويسأل السفياني عن الملك، فيقال له: قد هرب، ويظهر الملك بحلوان، ويجتمع اليه بنو هاشم ومواليهم في جند أغلبهم من قد وطن نفسه علي الموت من الأترك، لأنه قد قتل كثرهم.
فيسير اليهم السفياني، فيصلون (حلوان) فيقتل من جند الملك نيفا علي خمسين ألف، وينهزم الملك، ويتفرق عنه أصحابه، ويومئذ لا يبقي تركي من جند الملك الا قتل، ويهرب الملك الى خراسان، ويرجع السفياني الى (المدائن) فينزلها، ويخطب في أصحابه يوم الجمعة، وعليه لباس أحمر، وعلي رأسه عمامة خضراء، وهو شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم القامة، في وجهه أثر جدري، يكسر عينه اليسري، يحسبه من لا يعرفه أعور، وليس بأعور.
ثم ينزل عن المنبر، فيقود القواد، ويولي الولاة علي الوجوه التي افتتحها، ويأمر خليفته (الزهري) واسمه (عبيد بن نباتة الزهري) والثاني (مالك بن المقدام) أخو (المقدام الجهني) والثالث (المعمر بن عباد الهلالي) والرابع (الطفيل ابن عمرو العبسي) والخامس (نصر بن منصور القيسي) وهو (ابن عمر بن عمرو القيسي) والسادس (غالب بن عامر الكلبي) والسابع (عمارة بن عقال العامري) والثامن (مسمع بن سالم الربعي الشيباني) والتاسع (وائل بن ربيعة اليشكري) والعاشر (مسروق بن مسعدة التغلبي) من تغلب ربيعة.
ثم يأمر الزهري أن يسير الى الكوفة، فان دخلوا في طاعته وبايعوا له أخذ بيعتهم، وولي عليهم رجلا منهم يرضاه، وسار الى المدينة، ثم الى مكة، وان هم أبوا وقاتلوا قاتلهم، فان ظفر قتل الرجال وسبي النساء والذراري، وأخذ الأموال، وسار الى المدينة يفعل مثل ذلك، ثم سار الى اليمن، فيفعل مثل ذلك.
فيسير الزهري، ويسير وائل بن ربيعة اليشكري الى البصرة وأرضها، ويسير عمارة بن عقال العامري الى خراسان - وهو خليفة لابن السفياني - فيسير كل واحد من هؤلاء الى الوجه الذي وجه له، فيحارب أهله، فيظهر عليهم، ويستقيم له أمر سواد بابل، وأرض البصرة، والأهواز وفارس الا أهل الكوفة، فانه يحاربهم أربعة أيام، فيهزمهم ويدخل الكوفة، فيقتل الرجال ويدخل علي النساء، فيقتل كل من يمتنع منه، فكم من امرأة حامل مبقورة البطن، وكم من عذراء مفترعة، وكم من وليد مشدوخ، ومال منهوب، وجارية عذراء مكشوفة تساق كما يساق السبي من الروم وأهل الكفر، ويقيم في ذلك عشرة أيام.
ثم ينزل بين الحيرة والكوفة، ويكتب بذلك الى السفياني، فيكتب اليه: أن قد أصبت فاقسم الفيء بين أصحابك، وسر لوجهك الذي امرت به أن تسير اليهم.
فيقسم السبي والأموال بين أصحابه، ويسير الى المدينة، فيجتمع أهل المدينة، فيسألوه أن يعطوه مالا ولا يدخل اليهم، ويسير عنهم.
فيأبي ذلك عليهم، ويقاتلهم فيهزمهم، ويدخل المدينة، فيقتل الرجال والنساء والولدان من الجواري والغلمان، فكم من قتيل علي باب داره وفي داره، وكم من بطن مبقورة، وكم من وليد مشدوخ، وعذراء مفترعة، ومال منهوب.
ثم يخرج بالسبي من الذراري والأموال، فينزل ظاهر المدينة، ثم يعرض عليه السبي، وفيهم غلام وجارية من ولد بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسم ذلك الغلام (علي) واسم تلك الجارية وهي اخته (فاطمة) قتل أبوهما في من قتل، واسم أبيهما (محمد بن عبد الله) واسم امهما (فاطمة).
فيقول الزهري للغلام: من أنت؟
فيقول له: اسمي علي بن محمد بن عبد الله، واسم امي فاطمة بنت محمد بن عبد الله.
فيقول للجارية: من أنت؟ فتقول: أنا اخت هذا الغلام.
فيقول: ما اسمك؟ فتقول: اسمي فاطمة باسم امي.
فيقول: والله ما قاتلني الا أبوكما.
فيأمر بهما فيبطحان قدامه، ويأخذ الحربة فيدخلها في بطن الجارية، فيحول أخوها وجهه عنها، فيقول الزهري لمن علي رأسه: حولوا وجهه الى اخته ليري الخزي والهوان!!
فيحولون وجهه الى اخته، فيغض بصره، ويضع يده علي عينيه، فيدخل الحربة في بطنه، ثم يدخلها في دبره، ثم في دبر اخته، والغلام يقول:
اللهم لك الحمد، عجل له ولأصحابه النقمة والخزي، وعرفهما قدرتك.
ثم يأمر بهما فيرميان تحت الخيل لتطأهما الخيل، فلا تطأهما، فيأمر بهما أن يحملا، فيرميا خلف عسكره، فيفعل بهما ذلك.
ثم يقسم السبي بين أصحابه، ولا يرأف ولا يرحم، فكم من جارية تباع، وكم من غلام يباع، ثم لا يترك أحدا يشتريهم الا أصحابه، فيقيم خارج المدينة ثلاثة أيام، وقد هرب منه بعض أهل المدينة الى الجبال والشعوب والأودية.
ثم يخرج يريد مكة ومعه جيشه، فاذا بلغ موضعا يقال له (البيداء) نادي صوت من السماء: يا بيداء أبيديهم.
فتبلعهم الأرض الى أعناقهم، وتبقي رؤوسهم خارجة وتبقي جميع خيلهم وأثقالهم وخزائنهم وجميع مضاربهم والسبي علي حالهم، ولم يفلت منهم الا رجلان، ضل لهما بعيران عليهما أثقالهما، فيخرجان في طلبهما فيجدانهما، فيأخذانهما، ويرجعان يريدان العسكر.
فاذا جبرئيل الملك الأمين عليه السلام قد تلقاهما، فيقول لهما: أين تريدان؟
فيقولان: نريد العسكر. فيقول لهما: أشهدتما الوقعة؟ فيقولان: لا، نحن أخوان لأب وام، مع أننا أخرجنا أبونا معه، ونحن كارهان للخروج في هذا الجيش، ما قاتلنا معهم، ولا أعنا، ولو أمكنا ألا نصحبهم لفعلنا، قد علم الله ذلك منا.
فيقول لهما: فلذلك أضل الله بعيريكما، هذا العسكر قدامكما، فامضيا.
فيأتيان العسكر، فيريان ما أصاب القوم فيسترجعان، فيقول جبرئيل:
قد أنجكما الله لترككما القتال مع أبيكما وكراهتكما لذلك، فليمض أحدكما الى السفياني، فيعلمه بالذي أصاب جيشه، ويذهب أحدكما الى أهل مكة بما أرسله به اليهم.
فيقولان له: نعم، أرسلنا. فيقول للذي يرسله الى السفياني: ما اسمك؟
فيقول: اسمي (وبر). فيقول له: اذهب أنت يا وبر الى السفياني، فأخبره بما لقي جيشه بالبيداء من أرض الحجاز، جازاه الله بما فعل بأهل الكوفة وأهل المدينة، وبقتله من قتل وبما صنع بالأنفس الطيبة الطاهرة الزكية من العترة الهادية المهدية.
ثم يتفل في وجهه، فيتحول وجهه الى قفاه، ويقول له: ان هذا آية لك حتى تخبر السفياني بما لقي جيشه، فساعة تخبره يرجع وجهك الى ما كان.
ثم يقول للآخر: ما اسمك؟ فيقول: اسمي (وبره). فيقول له: اذهب أنت يا وبره الى مكة، فانك تجد فيها من ولد الطاهرة (فاطمة بنت محمد) النبي الامي زوجة ولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولي المؤمنين، فيهم شاب أبيض، حسن الوجه، قاعد وسط جماعة من أهل بيته من أهل مكة، فأخبرهم بما صنع جيش السفياني بأهل الكوفة، وبأهل المدينة، وبما عاقبهم الله تعالى بعد ذلك بالبيداء، أحياء قد أبتلعتهم الأرض الى اعناقهم ورؤوسهم خارجة، وهم أحياء الى قدومك عليهم حتى تراهم أنت وأصحابك، ثم تبلعهم الأرض.

وتجد عسكر السفياني بما فيه من خزائنه وأمواله، وتجد السبي الذين سبوا من أهل الكوفة، ومن أهل المدينة علي حاله، فترد كلا الى أهله، وتقسم الفي ء ثلاثة أثلاث: ثلثا لأهل المدينة، وثلثا لأهل الكوفة، وثلثا بين أصحابك، غير أنك تنظر ما اخذ من أهل الكوفة وأهل المدينة، فترد ذلك الى أهله بعد أن يعرف ذلك ويعرفه الذين اخذ منهم.
ثم ان جبرئيل يتفل في وجهه، فيتحول وجهه الى قفاه حتى يبلغ الرسالة، فيأتي (وبره) مكة، فيبلغها قبل أن يأتي (وبر) السفياني، فيجد أهل مكة، وفيهم الرجل الذي وصفه جبرئيل، فيبلغه ذلك، فيبايع له أصحابه، ثم يعرضهم، فيجدهم (ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا) يأخذ بيعتهم بين الركن والمقام، ويرجع وجه (وبره) الى حاله الأول، ويخرج مسرعا الى المدينة ويرجع معه.
ويبلغ (وبر) السفياني وهو نازل بالأنبار - قدم من المدائن، فنزل الأنبار - فيبلغه، فساعة يبلغه يتغير لونه، ويسود وجهه، وتأخذه الرعدة، ويقع متخبل البدن، ويرجع وجه وبر الى حاله الأول.
ويطوي الله الأرض للطاهر الخارج من مكة، واسمه (محمد بن علي) من ولد السبط الكبر الحسن بن علي، فيتسمي بالامام الحسني، فيبلغ البيداء من يومه، فيجد القوم أبدانهم داخلة في الأرض، ورؤوسهم خارجة، وهم أحياء، فيحمد الله هو وأصحابه، وينتحبون بالبكاء، ويدعون الله ويسبحونه ويحمدونه علي حسن صنيعه اليهم، ويسألونه تمام النعمة والعافية.
فتبلعهم الأرض من ساعتهم تلك، ويجد الحسني العسكر علي حاله، والسبي علي حاله، وقد اجتمع اليهم من بلغه خبرهم ممن كان هرب من المدينة ومن كان حول المدينة.
وكان جبرئيل عليه السلام قد تشبه لهم جميعا برجل من المعمرين، فقال لهم: لا تتعرضوا لشيء، فان اخوانكم المؤمنين مع ولي الله الحسني يأتونكم وهم في العسكر، والسبي مسرورون بالذي صنع الله بجيش السفياني.
فيأمر السبي (من) النساء والجواري والغلمان، أن من عرف شيئا مما أخذ أصحاب السفياني فليخبرنا به، وفي السبي نساء قد ولدن الأولاد غافلات، قد عرفن ذلك من أهل الكوفة، ومن أهل المدينة، فيعرض عليه شيء فشيء، فيعرض عليه نساء أهل الكوفة والجواري والغلمان والأمتعة والذهب والفضة، وسائر الأموال، ويعرض عليه نساء أهل المدينة، وما اخذ من الجواري والغلمان والذهب والفضة والأمتعة.
فيعزل الحسني ذلك كله، ويرد ما كان اخذ من أهل المدينة، ثم يقسم ما كان في عسكر السفياني من الخزائن والمضارب والأمتعة والذهب والفضة بين أصحابه، ويقيم بالمدينة عشرة أيام، فيأمر باصلاح ما فسد من المسجد والدور وغير ذلك، ويأمر بدفن من قتل منهم.
ثم يستخلف الحسني علي العراقين وما والاهما، ويخرج الى الروم.
فيكتب ملك الروم الى ملك الصقالبة:ان هذا العدو الذي قدم لقتالي، اذا هزمني أقبل اليك فأمدني كفك أمره.
فيمده ويكتب الى صاحب أرمينية مثل ذلك. فأما صاحب أرمينية فقد شغله صاحب الحسني، فلا يجيبه بلا، ولا نعم، ويحارب الحسني الروم، فيفتح منها مدنا وحصونا كثيرة، ويقيم بطرسوس،ويبث أصحابه وجيوشه في جميع الثغور، فيفتتح الوجه الذي فيه، ويغنم، ويكتب بذلك الى الحسني.
ويكتب الحسني الى ملك الروم:
ان الملك الذي هرب اليك ابن عمنا، وهم قوم قد ذهبت دولة ملكهم، والذي هرب منه اذ هزمه وجنوده حتى ألجأه الى أن هرب اليك هو السفياني، عدو لنا وله، وقد أظفرنا الله به فقتلناه، فقل للملك - الذي هرب اليك فآويته وأنزلته، وقد أحسنت وقضيت فيه ما عليك -: ابن عمك قد كتب الى فيك، فأقبل الى فلك الأمان، ان أقبلت الى نصل رحمك ونمن عليك، وننزلك منزلة الشريف منا.
وكتبت اليه كتابا، فأوصله اليه.
ويكتب الى الملك: من الحسني المنصور من الله الى ابن عمه عبد الله:
قد قتل الله عدوك وعدونا، فاقبل آمنا بأمان الله، لك بذلك عهد الله وميثاقه، وذمتنا وذمة رسوله.
فيفعل ذلك ملك الروم، فيقول لملك الروم: المقام عندك في جوارك أحب الى من أن آتي ابن عمي هذا، وهو اليوم فوقي وأنا دونه، وكنت الملك قبله، فاذا كان كون كسائر من عنده من الرعية، فالمقام عندك ان أنت تركتني أحب الي.
فيقول له ملك الروم: فأقم اذا أحببت ذلك.
ويكتب ملك الروم الى الحسني، فيكتب اليه الحسني:
أما اذا أبي أن يأتينا واختارك علينا، فانا لا نرضي أن يقيم ابن عمنا في غير أهل ديننا، فانك ان لم تبعث به الينا، قاتلنك علي أنك علي غير ديننا، فان أنت أسلمت ودخلت في ديننا، والا قاتلنك علي تركك الدخول في ديننا، دين الاسلام.
فيأبي ملك الروم، ويحاربه، فيقول له بطارقة الملك: أيها الملك ما ترجو بايواء رجل ليس من أهل دينك؟! ابعث به الى صاحبه.

فيقول ملك الروم: لا أفعل، استجار بي فأجرته، ولست اسلمه مع أنني لو بعثت به أيضا الى صاحبه لما أمسك عن حربكم، وذلك أنه ليس يقاتلكم علي ترككم لبعثه لهذا الرجل اليه، انما يقاتلكم علي أنكم ليس تدخلون في دينه، فلا تظنوا به غير ذلك.
فاذا قال لهم ذلك، أمسكوا عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asd1965.ahlamontada.com
اباذر العراقي الشرع
Admin
اباذر العراقي الشرع


المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 27/04/2017
العمر : 64
الموقع : العراق

 »  كتاب النبي دانيال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: » كتاب النبي دانيال     »  كتاب النبي دانيال  Icon_minitime1الخميس يناير 23, 2020 11:10 am

الملحمة والصيحة و فتح القسطنطينية ...
<< ثم ان بعض بطارقته يشد علي ذلك الملك، فيقتله بغير اذن ملك الروم، فخبر بذلك ما فعل هذا البطريق فيقول له: أقتلت رجلا قد أجرته؟! فيقول له البطريق: أما انك قد وفيت له أنت، وأما أنا فاني انما قتلته عن غير رأيك، وعن غير أمرك، فلا عتب عليك في قتلي اياه، لأنك لم تغدر به.
فاذا قال (قال) له علماء أهل ملته من الروم: صدق أيها الملك، ما عليك في ذلك عتب. فيمسك عنه.
ويكتب الى الحسني، فيعلمه ما فعل ذلك البطريق، ويسأله الصلح والانصراف عنه.
ويرسل اليه الحسني: لا صلح بيننا وبينك الا أن تدخل في الاسلام فتسلم، فان فعلت ذلك، والا حاربنك حتى نقتل أو يظهرنا الله عليك، فان لنا بذلك وعدا من الله لا يخلفه، انه ينصرنا عليك.
فيقرأ ملك الروم كتابه علي بطارقته، ويقول لهم: ألم أقل لكم: انه انما يقاتلكم علي ترككم الدخول في دينه؟ فقاتلوا الآن بنية صادقة، فانا علي ما هم عليه من قتالهم ايانا علي ما وعدهم الله بزعمهم، فانا علي مثل ذلك من ميعاد الله ايانا.
فيجيبونه الى ذلك، ويقاتلون الحسني بجد وبصيرة، فيشتد القتال حينئذ بينهم.
ثم انه يخرج علي الحسني باصفهان رجل كذاب يقال له (المحق) وكراد وصعاليك الجبال، ويخرج في اصطخر من فارس (النغاف) (في) خمسة آلاف من الناس من أهل فارس، ويخرج عليه قوم من (المطوعة) فيقاتلون (النغاف) فيهزمهم النغاف، ثم تخرج (الخوارج) باليمامة، وببلاد اليمن، وبأرض الموصل من الجزيرة.
ويوجه صاحب الحسني الذي في كل وجه من هذه الوجوه الى الذي خرج في أرضه، فيحاربه فيهزمه الخارجي، ويكتب كل الى خليفة الحسني، فيكتب خليفة الحسني الى الحسني وهو في أرض الروم بذلك، ويعلمه أن فيهم رجلا يفعل بالسحر، ويفتن الناس بذلك، وهو باصفهان، وهو رجل كذاب يقال له (المحق) فالله الله في القدوم، فان قتال هؤلاء واجب، أهم من قتال الروم، وتكثر الخوارج في الأرض.
ويخرج بالشام رجل من جذام يقال له (روح بن بنانة) ويخرج ببرقة رجل من لخم يقال له (أوس بن شداد) فيطرد كل واحد من هؤلاء - أصحاب الحسني - ويكثر القتل وسفك الدماء والفساد، ويخرج ذلك الاصفهاني بسحره وكذبه الى الناس، فيريهم من آيات سحره العجائب، ومن ذلك انه يدعو الطائر من الهواء، فينزل اليه، ويدعو الحوت فتخرج اليه من الماء، فتعظم الفتنة لذلك.

ويكتب الى الحسني بذلك، وقد افتتح الحسني قسطنطنية، وهرب ملكها، وقد قسم السبي، وغنم ما يعجز عن قسمته، حتى يكيل الذهب والفضة بكيل بالترسة،فيدعوا الجماعة من أصحابه فيقول لهم: هذا الذهب، وهذا الورق، يطول وزنه علينا، فخذوه واقسموه بينكم، ويكيل ذلك لهم بالترس.
ويأتيه خبر هؤلاء الخارجين في أرضه، فيخل ما في يديه، ويأخذون ما خف عليهم، ويقبلون فيجدون الأرض مثبطة حوبا هي أشد من حرب السفياني، وفي كل بلدة قتال، من خارج من أهلها، وباغ عليها غير أهلها، فيفرق الحسني أصحابه في هذه الوجوه، فيقاتلون من خرج فيها، وذلك في شهر رمضان في أيام حارة، وينكسف القمر في ليلة الأربعاء، وهي ليلة ثلاث عشر من شهر رمضان، فيقول الحسني لأصحابه: يا قوم أحسنوا الظن بالله عز وجل فقد عهدنا مع آبائنا، فلم نسمع أن القمر انكسف مرتين في ليلتين متتابعتين الا في شهرنا هذا، فهاتان آيتان من آيات الله تعالى، فجدوا في جهاد أعداء الله، ودعوا الرغبة في الدنيا.
فيجتهدون في الصوم والصلاة في ليلة الجمعة ليلة النصف من شهر رمضان، فاذا مضي الثلث الأول جاء صوت من السماء لم يسمع الناس مثله، فيصعق فيه سبعون ألفا من الفسقة، ويعمي فيه سبعون ألفا، ويصم فيه سبعون ألفا، ويخرس فيه سبعون ألفا، وتنفتق فيه سبعون ألف عذراء، وذلك كل في أهل الفسق والمستحلين، ما حرم، فأما من تعوذ بالله وتضرع اليه، وأحسن عمله، فان الله ينجيه من ذلك، ومما هو أشد من ذلك.
ثم اذا كان عند طلوع الفجر من تلك الليلة كان صوت آخر غير الصوت الأول، وكان بعده ظلمة الى طلوع الفجر، كان الأول صوت جبرئيل صاح صيحة كان فيها الذي كان، ثم سمع فيه صوت يقول:
(لا اله الا الله نجي أولياء الله وهم قائلوها).
وكان الصوت الآخر صوتا مهولا لم يصعق فيه أحد، ولا عمي ولا صم ولا خرس ولا انفتقت فيه عذراء، وكان في آخره ظلمة، وسمع فيه صوت يقول:
(لا تخافوا أقبلوا علي لهوكم، وتمتعوا فان الأصوات التي سمعتموها انما هي صوت الجن يلعبون في الهواء).
فالصوت الأول هو صوت جبرئيل يثبت المؤمنين والمؤمنات.
والصوت الآخر صوت ابليس يثبت أصحابه علي المعاصي

ويفرق الحسني أصحابه يجاهدون الخوارج في كل موضع خرجوا فيه، ويتوجه هو بنفسه الى ذلك باصبهان، فيلقاه فيقتله، ويقتل أصحابه الا من هرب، وذلك في أول شوال.
ثم اذا كان في النصف من شوال كانت المعمعة الكبري، والطامة العظمي.
ويتوجه الحسني الى الذي بفارس، فيصطلمه ويصطلم عسكره من هرب منه.
ثم يكون في النصف من ذي القعدة زلازل، وصواعق، وخسف في بلدان الأرض كلها؛
ويكون في ذي الحجة المعمعة الثانية، وهي أطم من الاولى وأهول.
وفي المحرم تسلب أهل مكة ما حول البيت، ويسلب الحرم، وتنهب الأعراب دور أهل مكة، ثم يجتمع أهل مكة ومن حولهم، فيخرجون خلفهم، ويعينهم الله عز وجل بالريح والتراب، فيقتلون اولئك الأعراب، ويأخذون جميع ما كانوا قد أخذوا منهم من الأبل والسلاح وغير ذلك، ويرجعون غانمين.
ويخرج أصحاب الحسني في كل وجه من الوجوه، ويفتحون البلدان، ويصفو الأمن للحسني، وقد كان ملك الروم لما بلغه عن الخوارج قد خرجوا علي الحسني، حلف - وهو بالرومية خلف قسطنطينة- أن يخرج الى أرض الاسلام، فيغلب علي ما قدر عليه من مدنها، ويدخلها كما دخل الحسني قسطنطينة، ويرجع الى (قسطنطينة) ثم يجمع بطارقته وجنده، ويسير الى (طرسوس) ثم يخرج منها حتى يأتي الفرات، ويمهله الحسني حتى يأتي (حران).

ثم يأخذ عليه الحسني من ورائه ومن قدامه، فيقتل أصحابه، ويأخذ صلبانهم، وينزع ملك الروم ثيابه، ويلبس ثياب أهل طرسوس، ويتزيا بزي أهل الثغر، ويتقلد سيفا، ويركب بغلا، ويلطخ فمه بدم، فكلما تلقاه رجل من المسلمين، أومي اليه بيده، كأنه يسلم عليه ويدعو له، فيظن أنه رجل من أهل الثغر قد أصابه ذلك في جهاده الروم.
فلا يزال كذلك حتى يأتي طرسوس، ثم يضرب الى الروم، وينادي الروم، ويسأل: هل رأيتم الطاغية؟ فيقولون: هرب، ولو كان في القتلي لوجدناه. فيولي الولاة ويوجههم في وجوه بلاد الاسلام كلها، وقد استقام أمر الاسلام كله.
ثم يخرج في أصحابه، فيجاهد الروم، ويرسل اليه ملك الروم بحيلته التي نجا بها، ويسأله الصلح أو الرجوع، ويخوفه فساد بلاده، ان هو اشتغل بقتال الروم، فيقول: لسنا نقاتلك علي الأموال والغنائم، انما نقاتلك علي أن يكون الدين دين الاسلام، وتقر بكلمة الاخلاص، وهو قول: (لا اله الا الله وحده لا شريك له (وأن محمدا عبده ورسوله) وأن عيسي بن مريم عبد الله ابن أمته، وكلمته وروحه، ابن العذراء البتول التي لم يمسسها بشر، كون الله منها المسيح كما كون الله آدم من تراب، فجعله بشرا، ثم كون من آدم حواء زوجة، ثم كون منها هذا الخلق كله، وجعلهم قبائل وشعوبا وامما، ثم فرق لغاتهم، وهو بكل شيء منهم ومن غيرهم عليم، ولو شاء لجعلهم امة واحدة، ولكن يدخل من يشاء في رحمته).
فنحن ندعوك وأهل ملتك الى دين الاسلام، فان أحببت قبلنا ذلك منك، وخلينك وأرضك، وأديت الينا مثل أهل ملتنا من الخراج المعلوم، وان أنت أبيت الجزية فالحرب بيننا وبينك أبدا حتى ينصر الله أحب الفريقين اليه، ولنا النصر، ولمن قتل منا الجنة، وان نصرت علينا فلنا الجنة لصبرنا وبصيرتنا.
فيقرأ ملك الروم كتابه علي بطارقته، ويقول: ما يكون هذا أحرص علي الجهاد منكم؟ فيقولون له: صدقت، فأخرج بنا اليه.
فيجتمعون ويخرجون الى الحسني في ألف صليب، تحت كل صليب جمع كثير، ويلقاهم الحسني، فيقتل منهم كل يوم مقتلة عظيمة، وينهزمون ويتبعهم حتى يبلغ بهم القسطنطينة، ثم يحاصرهم في مضيق عليهم، ويسألونه الصلح، فيأبي عليهم، فينهزمون عنها الى (رومية) ويخلونها له، فيدخلها في أصحابه، فيهدمون بيعتها العظمى بعد أخذهم بيت مذبحها وصلبانه، ويخربون القسطنطينة، ويهدمون سورها، ويقيمون فيها وفيما حولها، ويريدون المسير الى (رومية) فيرسل الحسني جيشا الى ملك الصقالبة، فيهزمونه أيضا، ويأخذون بعض بلاده.
ويخرج باصطخر من فارس، رجل أعور يدعي أنه الدجال، ويسمي نفسه فيقول: (أنا الاله الدائن لأهل الأرض من قبل اله السماء) !!
فيتبعه غوغاء الناس والكراد والزط وجهال الجبال، فيكثر أتباعه، ويغوي الناس، ويكثر فساده في الأرض.

وتخرج بالأهواز امرأة يقال لها (حميدة) في اناس يزعمون أنهم من العرب من الأزد، تقول: أنا ناصرة أهل الدين، اقاتل علي دين الحسني من قاتل الحسني. فتجبي الخراج وتقسمه في أصحابها، ويكثر أتباعها.
ويخرج (الأصهب) بدمشق في خمسين ألفا مخالفين للحسني.
نكمل معا لنعرف ما جاء في أمر الدجال ونزول المسيح
ثم يخرج بأصفهان (الدجال الكبر) وهو من أعلم السحرة، معه ابليس ومردة أصحابه، وسحرة الجن، ويجتمع اليه سحرة الانس، يحشرهم اليه الشياطين ومردة الجن، عن يساره ابليس، فيحلون علي الناس ما يرون منهم أنه الحق، ويهيئ الدجال من شيء من الأطعمة والأشربة في مضارب وفساطيط، وذلك أنها تتخذ من كل ما يأخذ من الناس من الأموال والأنعام من الغنم والبقر والابل وسائر الأموال، ويتخذ منها الخمور والعسل والسكر في الخزائن التي معه، ويذبح له من البقر والغنم ومن الجدي والحملان، ومن الطير ما يريد أن يغوي به الناس، ويهيئ من الأخبصة والفالوذجات وألوان الحلوي، وأنواع الفكهة، ويجلب له من ألبان البقر والغنم ما شاء في الوقت الذي يريده طريا، وغير مهيأ، ويشبه علي الناس أن معه الجنة، ويدعو بالذي يريد من ذلك، فيؤتي به فيطعم أصحابه ومن اتبعه ألوان الأطعمة.
وقد اتخذ قدور من نحاس تحتها الفحم، فمن أبي أن يؤمن له أمر به أن يدخل جهنم، وله بيت من صفائح الحديد، وأرضه أطباق الحديد مثل السرير، وفوق الصفائح قدر كبيرة علي هيئة القبة علي هذه الصفائح، فقد صار بيتا من حديد، فمن يريد ادخاله فيه، يأمر فيوقد تحته حتى يحمر فيصير مثل النار، ويأمر فتملأ تلك القدور الماء، ثم يغلي ويطبخ الصبر مع الزرنيخ والسقمونيا جميعا، فاذا أتي من لا يؤمن له، يقول لأصحابه: أدخلوه جهنم! فيدخل الى ذلك البيت، وقد احمي، فيحترق ويقول: صبوا علي رأسه من الحميم! فيصب علي رأسه من ذلك الماء المغلي، ثم يقول: أطعموه من الزقوم والضريع! فيطعم من ذلك الصبر والزرنيخ والسقمونيا، فلا يزال كذلك حتى يموت، أو يقول: أنا اؤمن لك، فان آمن به، هلك وفتن الناس، وأطعمه من الذي يزعم أنه من الجنة من الأطعمة والأشربة من الخمور والألبان والفوكة والحلوي، ومن ألوان الطيب والرياحين والأدهان، وألوان اللباس والحلي والحلل، والدر والياقوت والمرجان الذي أخذه من الناس.
ويري الناس بسحره أنه يحيي ويميت، ويعذب بالنار، ويكرم بالجنة، وهو شاب أعور العين اليمني فيها بياض، والعين اليسري كأنها كوكب حسن يسحر أعين الناس، فيصير في عين من يراه مثل الجبل العظيم، ويريهم من سحره أنه علي حمار أشهب في ظهره مثل السرج، ولجامه لسانه، وفيه حلقة، يخيل اليهم من سحره أنها حلقة فضة، فيها سيران من حرير أخضر وأحمر وأصفر، ويرون حماره ذلك مثل الجبل العظيم، طوله ميل، وعرضه مائة ذراع، واذنيه مثل الجبلين العظيمين، يستظل تحت اذن حماره امة من الناس، وكل ذلك بسحره يخيل للناس أنه علي ما يرونه، وانما هو في نفسه كسائر الناس، وحماره مثل سائر الحمير، الا أن ذلك سحر سحر به أعين الناس فتنة للمفتونين.
ولباسه أخضر، وعلي رأسه طيلسان أخضر، وكذلك لباس أصحابه الطيالسة الخضر، وكثر أتباعه اليهود، والمجوس، والزنادقة من النصاري، وكل فاسق.و يجتمع اليه هؤلاء الكذابون، ويجول البلدان، فلا يدع بلدة بين اصبهان وما دونها الى الموصل والجزيرة والشام ومصر وأرض الحجاز، ويتحول من بلد الى بلد، يقول: أنا اله الأرض! فمن تنحي عن طريقه سلم منه.
فيخرج من اصبهان الى أعراق بابل من ناحية الأهواز، ثم الى فارس، ثم يرجع الى الري من خراسان، ثم يصاعد الى أرمينية، ثم ينحدر الى الجزيرة، والي الموصل، ثم يخرج الى الحجاز، فاذا بلغ مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبلته الملائكة فتسفع في وجهه ووجوه أصحابه بأجنحتها فيرجع عنها.
ثم يسير الى مكة، فتسفعه الملائكة بأجنحتها، فيرجع عنها، ثم يسير الى بلاد اليمن، ثم يسير علي البحر حتى مصر، ثم يخرج الى الشام، والحسني والمؤمنون معه من خلف هذا الساحر الأعور يطلبونه وينادون:
يا أيها الناس لا تغتروا بهذا، فانه الدجال الأعور الكذاب المفتن، فتنحوا عنه ينجيكم الله من فتنته وسحره؛

يا أيها الناس انه مكتوب بين عينيه (هذا الدجال الكذاب الكافر بالله) يفتن كل ضال، فأما المؤمنون فانهم يعرفونه ويبرأون الى الله عز وجل منه.

ولا يزالون خلفه علي ذلك، ويكثر في ذلك الوقت الفجور والفسوق والزنا واللواط حتى أن الرجل ليلقي المرأة في الطريق فيقع عليها، فأمثلهم من يقول له: لو نحيتها عن الطريق!!
والدجال يخيل للناس أن معه جنة ونار، وليس كما يقول، بل ذلك سحر به أعين الناس، فمن افتتن دخل تلك التي يزعم أنها جنة فهي النار، ومن سلم عن فتنته دخل تلك النار التي يزعم أنها النار فهي الجنة.
ويتفرق أصحابه في الطريق، ومعهم المزامير والطبول والبوقات، وكل صنف من الملاهي، فيضربون بطبولهم، وينفخون بتلك البوقات والقرون والمزامير. والمسلمون مع الحسني يكبرون الله، ويسبحون ويهللون حتى اذا بلغ الدجال موضعا من المقام يقال له (باب لد) يريد دخول بيت المقدس، تلقاه (الخضر) المعمر، وناس من الأبدال، فيقولون له:
يا دجال! فتنت الناس بسحرك، وانما أنت كافر كذاب ساحر.
فيقول: بل أنا اله الأرض! فيقول له الخضر: ان كنت الها في الأرض، أفتقدر أن تميت نفسا ثم تحييها؟ وما أقول لك غير هذا.
فيقول له: نعم! فيقول له: فأمتني من غير ذبح، ولا قتل، كثر من أن تقول لي: مت، فأموت، ثم احي، فأحيا، والا فقل لما شئت من خلق الله تعالى من البقر والغنم: مت، فيموت، ثم قل له: احي، فيحيا، ان كنت صادقا.

فيغضب عند ذلك، ويأمر بضرب عنقه، فيفعل به ذلك، فيحييه الله من ساعته.
فيقول للناس: يا أيها الناس، ان الله أحياني، وقال لي: قل للناس انه قتلني وأحياني الله، ليتبين لكم أنه كذاب، فليقتلني الآن مرة اخري، ثم يحييني ان كان صادقا، فان الله عز وجل قال لي: انه يقتلك، ثم لا يقدر أن يحييك، ويهلكه الله بعدك وجميع أصحابه، ولا يمهل أحدا منهم بعد قتله ايك، ولا يحييك لهم، بل يلحقك بالأنبياء الشهداء الصالحين.
فيدهش الدجال عند هذا الكلام، وينبهت، فيضرب عنقه ولا يقدر أن يحييه، وينزل المسيح عيسي بن مريم في غمامة بيضاء، يراها جميع أهل الأرض من المشرق والمغرب، وينادي مناد:
يا أيها الناس هذا المسيح عيسي بن مريم العذراء البتول، الذي كونه الله من غير أب، قد أنزله الله لقتل الدجال الكذاب، ويقيم لكم اماما يدين بدين الله القيم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقد أذهب الله الكفر والشرك وأبطل الباطل، وأظهر الدين الذي لا يشوبه شرك ولا كفر ولا نفاق بعد اليوم، ولا يبقي كافر ولا مشرك الا نادي ذلك الموضع، بيتا كان أو بقعة من الأرض، أو شجرة أو دابة:
يا مؤمن، هذا الذي تحتى كافر فتعالوا فاقتلوه.
يسمع ذلك النداء أهل الأرض، فيفهمه أهل كل لغة بلغتهم؛
ثم ينزل عيسي ومعه عكازة في طرفها زج، فيقمعه بها بضربة بعرض العكاز، فيذوب علي حماره، كما يذوب الشمع اذا أصابته النار، ويرونه في صورة واحد من الناس، ويرون حماره كصورة الحمير، ثم يقع حماره فيذوب.
ثم يقول عيسي للحسني وأصحابه: دونكم أصحاب الدجال، وكل من لا يقول: (لا اله الا الله وحده لا شريك له) فاقتلوه.
فيضعون فيهم السلاح فيقتلونهم عن آخرهم.
ثم يقول المسيح عيسي للحسني وأصحابه: قد قضيت ما عليك، ووجب أجرك، وهذا آخر يومك من الدنيا. فيأتيه ملك الموت فيقبض روحه بأهون ما قبض روح أحد من الناس، طيبة بذلك نفسه؛
ويقول المسيح لأهل بيت الحسني بن محمد بن عبد الله، وامه فاطمة بنت محمد بن السبط الأصغر من ولد فاطمة بنت الرسول الامي عليه السلام، فيقوم فيقول لنا: عيسي بن مريم روح الله، وكلمته وعبده ورسوله، فيقول له:

تقدم فصل بأصحابك. فيصلي ويصلي المسيح خلفه.

ثم يأمر الناس بالبيعة له، فيبايعه كل من حضره، ثم يقول: جهز الآن صاحبك وابن عمك الحسني، فيغسله ويكفنه، ثم يصلي عليه هو وأصحابه والمسيح بن مريم.

ثم يأمر الامام بقتل الخنزير، وكسر الصليب، وهدم كل بيعة وكنيسة، وبيت نار، وقتل كل من لا يدين بدين الاسلام، ولا يبقي كافر ولا مشرك ولا منافق الا ولي (عن) عتبة الموضع الذي هو فيه، فاذا سمع أن الموضع الذي هو فيه ينادي باسم ذلك الذي فيه اختبأ، قتله المؤمن الذي يسمع ذلك.

ثم ان الروم، والصقالبة وجميع الامم اذا سمعوا أن الامام يدعوهم الى الاسلام أجابوه طوعا للذي قد سمعوا من المسيح عيسي حين نادي بذلك وهو علي الغمامة البيضاء.

ما جاء في الخلفاء الإثنى عشر وبقية العلامات

ثم ان المسيح يأخذ ابليس، ويقول للامام: خذ هذا فاذبحه، فيأخذه الامام فيضجعه، فيذبحه علي صخرة بيت المقدس،ويموت حينئذ جميع أصحابه من الشياطين، ويدخل جميع الناس من جميع الدنيا وملوكها في الاسلام، ويذهب الجور ويحيي العدل، ويموت كل مؤذي من السباع والهوام حتى الذباب والنمل والبعوض وكل مؤذي، وتفشو الأمنة في الأرض كلها، ولا يبقي عاق، وتظهر الأرض كنوزها وبركاتها، وتنزل الرحمة، وتخصب الناس فلا يكون في الأرض فقير ولا مسكين، ويقسم المال بالسوية، ويذهب من الناس التجبر والسفه، ليتم الله كلمته: (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)وقال: (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون)()
فلا يزال الامام الأول يدين بالحق، ويقضي بالحق حتى اذا دنا أجله يلقي في قلبه، فيوصي ويستخلف علي الامة رجلا من أهله، فيقوم مقامه كذلك.
ثم كذلك يفعل عند حضور أجله، يوصي ويستخلف كذلك حتى يملك من السبط الأصغر خمسة.
ثم يوصي آخرهم الى رجل من السبط الكبر، فيسير سيرة الامام الأول، ثم كذلك من بعده حتى يملك منهم أيضا خمسة أئمة.
ثم يوصي آخر الخمسة بالخلافة لرجل من السبط الكبر، فيملك الأول، ثم ولده من بعده، فيتم بذلك أثنا عشر ملكا،(4) وكل ولد منهم امام مهدي رشيد مرشد، فاذا ملك السبط الأصغر، كان عماله من السبط الكبر، وكذلك اذا ملك السبط الكبر، كان عماله من السبط الأصغر؛
فاذا هلك آخرهم الذي من السبط الأصغر، يطلبون من يولونه مكانه من السبط الأصغر فلا يجدون في جميع الأرض منهم أحدا، قد أبادهم الموت، فلم يبق من السبط الكبر ولا من (السبط) الأصغر، فيطلبون من ولد أعمام النبي، فلا يجدون منهم أحدا، قد مات بنو هاشم، فلم يبق من نسلهم أحدا، فيطلبون من بني امية فلم يجدوا منهم أحدا.
فيقول لهم رجل كان مولي للذي مات من السبط الأصغر: اطلبوا في بطون قريش من وجدتموه من قريش فولوه، فان نبيكم قال: (ان الأئمة من قريش) فيطلبون قرشيا في الأرض كلها فلا يجدون قرشيا، قد أفناهم الموت.
فيقولون لذلك المولي: أنت عبد الله. مولي الآخر من ملك من السبط الأصغر، وأنت عتاقه، وقد كان يقدمك ويستأثرك ويعمل برأيك، ومولي القوم من أنفسهم، فقم مقام مولك، فان الامة لابد لها من امام يقوم بأمر امة محمد.
فيأبي ذلك، فيقولون له: لا نتركك، ولن يحل لك أن تمتنع، فانك ان لم تفعل ضاع أمر الامة. فيكرهونه علي ذلك، ويبايعونه، ويولونه أمر الامة، فيليهم ويسير فيهم بسيرة مولاه علي منهاج الأئمة الذين من ولد بنت النبي الامي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال دانيال: ولم يبين لي كم ملك كل واحد منهم، ولا سموا لي بأسمائهم، الا أن الملك الذي نبأني بهذا (عن الله)عز وجل قال لي:
(انهم يملكون بدل ما ملك الذين من قبلهم بالسنة سنتين، وبالشهر شهرين، وباليوم يومين).
فيليهم ذلك المولي، ويسير بسيرة أصحابه المهديين ما بقي حتى يموت، ويقل الرجال، وتكثر النساء في زمان ذلك المولي، ويكثر الفساد في الأرض، ولا يقدر ذلك المولي بضبطهم بالعدل، ويظهر الفاسق والفاجر والمنافق في زمان ذلك المولي، ويحج ذلك المولي فيمن معه من أصحابه، ويتبعه جماعة من أهل الفسق، فاذا قضي مناسك حجه رأي من اولئك ما أنكره في أمر الدين، فهم أن يعاقبهم، ثم يخاف أن يكون ذلك الذي رآه منهم ظنا غير يقين، فيترك معاقبتهم من أجل ذلك.
فعند ذلك تخرج دابة الأرض من الصفا والمروة لها رغاء كرغاء الجمل الهائج، وهي علي خلقة الجمل الأبيض، الا أنها أحسن وألطف من الجمل علي لون الغزال الأبيض، لها جناحان تطير اذا أرادت، فتقبل علي الناس فتقول:
يا أيها الناس لا بأس عليكم مني ان الله تبارك وتعالي أرسلني اليكم لأنكم لا توقنون بآيات الله، وفيكم من يقول: لا اله الا الله غير أنه علي خلاف الاسلام والايمان بالله، فأرسلني لابين المؤمن من المنافق، والكافر الذي لا يؤمن بالبعث يوم القيامة فقفوا.
فاذا قالت ذلك لم يقدر أحد سمعها تقول ذلك الا وقف، فتأتي الانسان فتنقر في جبهته، فيصير موضع نقرتها نكتة بيضاء في جبهة المؤمن حيال أنفه، وتصير في جبهة المنافق والكافر نكتة سوداء.
ثم تغيب تلك الدابة فلا تري، ولا يبقي مؤمن في شرق الأرض وغربها الا صار في جبهته نكتة بيضاء ان كان مؤمنا، وفي جبهة الكافر والمنافق سوداء، فيأمر ذلك المولي بقتل كل من في جبهته نكتة سوداء، ولا يعرض لمن في جبهته نكتة بيضاء رجلا كان أو امرأة، صغيرا كان أو كبيرا، حتى المؤمنات من النساء والكوافر والمنافقات لأن في الأرض من الناس من لا تبلغه دابة الأرض، فيجعل الله في جبهة كل امريء من المؤمنين والمؤمنات نكتة بيضاء، علامة يعرف بها ايمان كل مؤمن ومؤمنة، صغيرا كان أو كبيرا، أو امرأة كان أو رجلا، ويكون في جباه المنافقات والمشركات والكوافر من النساء نكتة سوداء، علامة يعرفن بها.
ويأمر بذلك حيث انتهت ولايته، وحيث بلغ سلطانه من الأرض، ويموت أهل العلم والمعرفة بالله، وقراء القرآن، فيذهب القرآن، فلا يبقي كتاب فيه شيء من كلام الله الا درس، الا أن ذلك المولي يحفظ من القرآن ما يصلي في أصحابه به.
ثم يموت ذلك المولي فيصلي عليه أصحابه ويدفنونه، ولا يخلف ولدا، ولا يجدون مثله، فيقولون لخير من بقي منهم: كن امامنا. فيأبي ذلك، ويقول: ليكن كل رجل منكم امام نفسه! فيتفرقون علي ذلك.
ويدرس الدين بذهاب أهله، فلا يبقي الا اسمه، ويذهب أهل السنة بالموت الا أن في الأرض اولئك الذين قد بقوا من المؤمنين، ثم يفنيهم الموت الا اليسير من أولادهم، لا يكون عددهم مائة نفس.
ويكثر أهل الشرك والكفر، وفي جباههم نكت سود في كل ناحية من نواحي الدنيا، والناس علي ذلك لهم أسواق يتبايعون الأمتعة والأطعمة وغير ذلك.
ثم يأذن الله (ليأجوج ومأجوج)أن ينقبوا السد الذي بناه ذوالقرنين فيخرجون من كل حدب، ويكثر فسادهم في الأرض، فلا يبقي طعام الا كلوه، ولا ماء الا شربوه؛
فبينما الناس كذلك اذ طلعت الشمس من مغربها في غداة يوم الاثنين لثلاثة عشر يوما خلت من ذي الحجة، وقد كانت تلك الليلة ليلة ثلاث عشر طالت علي الناس، ففزع الناس في الأرض كلها من ذلك حتى اذا بلغت الشمس وسط السماء، رجعت فغابت في مغربها!
ثم يطلع القمر من مغربه في ليلة أربع عشر، حتى اذا صار في وسط السماء رجع فغاب في مغربه في ليلة الاثنين، وتغور مياه الأرض، وتجف دجلة والفرات، فاذا صار يأجوج ومأجوج الى دجلة والفرات، لم يجدوا فيها ماء، فيمرون علي وجوههم، فيفسدون في الأرض، وتذهب بركات الأرض وسائر نباتها، ولا تبقي حينئذ مدينة ولا قرية الا كان فيها خسف وقذف، وصواعق وزلازل من نقم الله - في كل كتاب أنزله من قوله: (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا) -.
وقد امتلأت الأرض من نسل يأجوج ومأجوج، وتسلطهم علي الخلق، يموج بعضهم في بعض، قد خلت لهم الدنيا واستولوا عليها بكثرة عددهم، وشدة كلبهم.

ويكثر ولد (حام بن نوح) من السودان، ويخرج رجل منهم في خلق كثير من الحبش، فيأتي بهم مكة فيدخلونها، فلا يبقي أحد الا أهلكوه، ثم يصعد ذلك الحبشي فوق الكعبة التي بناها ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فيضرب بمعول معه ليهدمها، فتجف يده، فيقول لأصحابه: دونكم فاهدموا.
فيأخذون معاولهم ويصعدون الى الكعبة ليهدموها، فيرسل الله عليهم صاعقة من السماء فتحرقهم أجمعين، ومع (أن) يأجوج ومأجوج في الأرض قد دمروا كل شيء في البر، وألجأهم العطش الى أن صاروا الى شاطيء البحر ليشربوا من مائه، وذلك أن الماء قد غار في الأرض، يرسل الله عليهم ريح السموم، وهي الدبور فتحرقهم في يوم جمعة، فتنتن الأرض من جيفتهم، ويبقي من بقي من ولد آدم ممن يقول: (لا اله الا الله محمد رسول الله) وهم قليل، ومع كل رجل منهم مائة امرأة قد ضمهن اليه، لأن الرجال ماتوا، وبقي نساؤهم علي الاسلام كلهم.
ثم يميت الله اولئك المؤمنين أيضا حتى لا يبقي من يقول: (لا اله الا الله)، فعند ذلك يغلق باب التوبة، فلا يقبل لأحد توبة لأن الله عز وجل قد علم أن أهل ذلك الزمان لا يتوبون، والناس يومئذ لا دين لهم ولا عقل، فيرسل الله عز وجل نارا فتسوق الناس من كل أرض الى أرض الشام، أرض بيت المقدس، فيملأون الشام الى البحر - بحر الروم - ويتخذون أسواقا يتبايعون، فبيناهم كذلك يوم الجمعة آخر يوم من ذي الحجة اذا صوت من السماء، فيصعق أهل الأرض وهم في أسواقهم فيموت جميع الناس، فهذا اليوم الآخر من الدنيا.
قال دانيال: الى هذا القول انتهي وحي الله تعالى، فقلت للملك الذي نبأني بهذا: أيها الملك كيف سم الله اسم السفياني وأسماء قواده، وأسماء الذين يكونون في زمانه، وبين أمرهم كله، ولم يسم اولئك الملوك الذين ذكرهم، ولا سمي قوادهم ولا كناهم؟ فقال: لا علم لي بذلك.
قال دانيال: فسألت الله عز وجل أن يبين لي لم ذلك؟ فعاد الى الملك، فقال: يقول لك الله تبارك وتعالي: ان الملوك لهم من يكيدهم حسدا لهم، فاذا سمي الملك منهم وعرف باسمه وصفته، فسحده حاسد من أهل بيته أو من عدوه، أقبل قبله ليقتله، فأخفيت أسماءهم لأهل بيت كل ملك منهم يرجو أن يملك من بعده، فمن أراد أن يكيده من أهل بيته أو من عدوه اذا عرفه باسمه وصفته كاده، واذا لم يعرف ذلك لم يكده، والله لطيف بعباده لأنه رحمن رحيم، فعال لما يشاء، وهو علي كل شيء قدير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asd1965.ahlamontada.com
اباذر العراقي الشرع
Admin
اباذر العراقي الشرع


المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 27/04/2017
العمر : 64
الموقع : العراق

 »  كتاب النبي دانيال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: » كتاب النبي دانيال     »  كتاب النبي دانيال  Icon_minitime1الجمعة مارس 06, 2020 11:22 am

احداث اخر الزمان على لسان يسوع وامتنا عليهم السلام
اخواني السلام عليكم موضوعي اليوم ما جاء في انجيل برناب و ما يذكره عيسى عليه السلام من لظواهر وهو مطابق لما جاء على لسان رسولنا الكريم وال بيته الاطهار وهو مخيف للغاية ولربما لم يسمع بمثله مسلم أو مسيحي أو يهودي اطلاقا وذلك إما لعدم معرفتهم بهذا الإنجيل أو انكارهم له وهذه خسارة كبيرة بالنسبة لهذه الأمم التي لم تطلع على ما في بطن هذا الإنجيل من كلام خوفا منها أن تمر على ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن هؤلاء اثبتوا غباءا مزدوجا حيث أن محمد الذين يُنكروه في إنجيل برنابا ماثل أمامهم بقبره الشامخ في المدينة ومسقط رأسه الباذخ في مكة ،ودينه العظيم وأتباعه الذين يملأؤن الدنيا ولا يزال كتابه يتحداهم بما يمكلون من علم وتقدم هائل أن ياتوا لولو بآية من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فما فائدة أن لا يعترفوا بإنجيل لمجرد أن ذكر محمد ص ورد فيه .فإنجيل برنابا يذكر لنا أنه ومنذ بداية الحديث عن هذه الحوادث المخوفة نرى السيد المسيح باكيا حزينا خائفا بشكل غريب حتى أنه ((يلطم رأسه ويرمي نفسه على الأرض من شدة الخوف)).فارجوالمن يقرء هذا أن يقرأه بإمعان على طوله ويرى لحالة الناس قبل ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كوارث وحروب مهلكة زلازل آيات مخوفات في السماء لا يقدر على وصفها إلا نبي أو وصي نبي ، فتعال معي وكن متأهبا لذلك اليوم .قال السيد المسيح في إنجيل برنابا : ((سأعود قبيل النهاية، وسيأتي معي أخنوخ وإيليا ، ونشهد على الأشرار الذين ستكون آخرتهم ملعونة ، وبعد أن تكلم يسوع هكذا أذرف الدموع ، فبكى تلاميذه بصوت عال ورفعوا أصواتهم قائلين : اصفح أيها الرب الإله وارحم خادمك البريء ، فأجاب يسوع آمين آمين )).قال يسوع : قبل أن يأتي ذلك اليوم سيحل بالعالم خراب عظيم، وستنشب حرب فتاكة طاحنة، فيقتل الأب ابنه، ويقتل الابن أباه بسبب أحزاب الشعوب، ولذلك تنقرض المدن وتصير البلاد قفرا، وتقع أوبئة فتاكة حتى لا يعود يوجد من يحمل الموتى للمقابر بل تترك طعاما للحيوانات، وسيرسل الله مجاعة على الذين يبقون على الأرض فيصير الخبز أعظم قيمة من الذهب، فيأكلون كل أنواع الأشياء النجسة، يالشقاء ((ذلك)) الجيل الذي لا يكاد يسمع فيه أحد يقول: (( أخطأت فارحمني يا الله)) يجدفون بأصوات مخوفة على المجيد المبارك إلى الأبد، وبعد هذا متى أخذ ذلك اليوم في الاقتراب تأتي كل يوم علامة مخوفة على سكان الأرض مدة خمسة عشر يوما، ففي اليوم الأول تسير الشمس في مدارها في السماء بدون نور، بل تكون سوداء كصبغ الثوب، وستئن كما يئن أب على ابن مشرف على الموت، وفي اليوم الثاني يتحول القمر إلى دم، وسيأتي دم على الأرض كالندى، وفي اليوم الثالث تشاهد النجوم آخذة في الاقتتال كجيش من الأعداء، وفي اليوم الرابع تتصادم الحجارة والصخور كأعداء ألداء، وفي اليوم الخامس يبكي كل نبات وعشب دما، وفي اليوم السادس يطغى البحر دون أن يتجاوز محله إلى علو مئة وخمسين ذراعا، ويقف النهار كله كجدار، وفي اليوم السابع ينعكس الأمر فيغور حتى لا يكاد يرى، وفي اليوم الثامن تتألب الطيور وحيوانات البر والماء ولها جوار وصراخ، وفي اليوم التاسع ينزل صيب من البرد مخوف بحيث أنه يفتك فتكا لا يكاد ينجو منه عشر الأحياء، وفي اليوم العاشر يأتي برق ورعد مخوفان فينشق ويحترق ثلث الجبال، وفي اليوم الحادي عشر يجري كل نهر إلى الوراء ويجري دما لا ماء، وفي اليوم الثاني عشر يئن ويصرخ كل مخلوق، وفي اليوم الثالث عشر تطوى السماء كطي الدرج، وتمطر نارا حتى يموت كل حي، وفي اليوم الرابع عشر يحدث زلزال مخوف حتى أن قنن الجبال تتطاير منه في الهواء كالطيور، وتصير الأرض كلها سهلا، وفي اليوم -الكتاب : موسوعة الكتاب المقدس - اخواني اذا اردنا ان نراجع ما جاء في كتبنا نجد ان ماقاله يسوع مطابق لما نطق به اممتنا عليهم السلام وهذا دليل واقع لامحال انظروا قال الامام علي عليه السلام في خطبه طويله اخذة منها خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمى المخزون: (… يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب ) فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال ( ومالي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب.... وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء ... الا أيها الناس سلوني قبل ان تشرع برجلها فتنة شرقية وتطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ورافعة ذيلها تدعو يا ويلها بدحلة او مثلها فإذا استدار الفلك قلت مات أو هلك بأي واد سلك فيومئذ تأويل هذه الآية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ...). مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) - الميرجهاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٨-- عن علي أمير المؤمنين ع قال: ( يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين جوانحي علماً جماً فسلوني قبل أن تبقر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها، ملعون ناعقها ومولاها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله، أو حولها لا مأوى يكنها ولا أحد يرحمها ).الدَّحْل هُوَّة تكون في الأَرض وفي أَسافل الأَودية يكون في رأْسها ضيق ثم يتسع أَسفلها، وكِسْر الخِباء جانبُه.خطام الدابة: زمامها/ مقدمة الرأس.الحطب الجزل : الغابات ذات الاشجار الغليظة الكثيفة اليابسة بسبب الجفاف او شهور الصيف الحارة (اي حطب) او قد تكون اشارة الى البيوت التي تبنى من الخشب وهو مادة البناء الرئيسية في قارة امريكا الشمالية.وعن البخاري عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، دعواهما واحدة، وتكون بينهما مقتلة عظيمة).حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن كعب قال ( إذا ملك رجل من بني العباس يقال له عبد الله وهو ذو العين الآخرة منهم بها افتتحوا وبها يختمون فهو مفتاح سيف الفناء فإذا قرئ كتاب له بالشام من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين لم يلبثوا أن يبلغكم كتاب قد قرئ على منبر مصر من عبد الله عبد الرحمن أمير المؤمنين فإذا كان ذلك ابتدر أهل المشرق وأهل المغرب الشام كفرسي رهان يرون أن الملك لا يتم إلا لمن ضبط الشام كل يقول من غلب عليها فقد حوى على الملك) . كتاب الفتن- نعيم بن حماد المروزي ص 114- وعن حذيفة بن اليمان، قال: فتح لرسول الله ص (... ثم يكون بعد ذلك فتنة بين فئتين عظيمتين، فيقتل بينهما خلق كثير، ودعواهما واحدة، ثم يسلط عليكم موت فيقتلكم قعاصا كما تموت الغنم، ثم يكثر المال ويفيض حتى يدعي الانسان الى مائة دينار فيستنكف أن يأخذها، ثم ينشأ في بني الأصفر غلام من أولاد ملوكهم). فقلت له يا رسول الله: من بني الأصفر؟ قال: ( الروم ....) . ملاحم والفتن للمنادي حديث 21:276 / رواه الحكم في المستدرك: 594:4 ح 8655 باسناده الى عوف وأخرجه في كنز العمال: 221:11 ح 31301 عن نعيم باسناده الى حذيفة (مثله). ورواه أحمد في مسنده: 25:6 باسناده الى عوف ( 4 مصادر). سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ( إذا أراد الله أن يظهر آل محمد، بدأ الحرب من صفر إلى صفر، وذلك أوان خروج المهدي عليه السلام ) قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين، ما أقرب الحوادث الدالة على ظهوره؟ فدمعت عيناه وقال: ( إذا فتق بثق في الفرات، فبلغ أزقة الكوفة، فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم ). معجم أحاديث الامام المهدي ج3: ص 22 الحديث 576 (3 مصدر) اخواني ان الامام علي عليه السلام كان يتكلم عن حرب مدمرة اخر الزمان وهوا مطابق لما تكلم عنه يسوع المسيح انظروا قال يسوع : قبل أن يأتي ذلك اليوم سيحل بالعالم خراب عظيم، وستنشب حرب فتاكة طاحنة، فيقتل الأب ابنه، ويقتل الابن أباه بسبب أحزاب الشعوب، ولذلك تنقرض المدن وتصير البلاد قفرا، وتقع أوبئة فتاكة حتى لا يعود يوجد من يحمل الموتى للمقابر بل تترك طعاما للحيوانات، وسيرسل الله مجاعة على الذين يبقون على الأرض فيصير الخبز أعظم قيمة من الذهب، فيأكلون كل أنواع الأشياء النجسة، يالشقاء ((ذلك)) الجيل الذي لا يكاد يسمع فيه أحد يقول: (( أخطأت فارحمني يا الله)) روايات تشير الى جور الفئتان العظيمتان واختلافهما في معنى العدالة. واحدة من المشرق والأخرى من المغرب. دعواهما واحدة كلاهما يظن ان العدل له، يرون أن الملك لا يتم إلا لمن ضبط الشام .فكيف سيحدث هذا القتل الفظيع ، والموت السريع ، والطاعون الشنيع، الذي لا يبقي من الناس في ذلك الوقت إلا ثلثهم أو اثنان من سبعة؟ ومن هي الفئتان العظيمتان المتقاتلتان ؟ من الواضح أنها حرب عالمية بين الفئتان العظيمتان ذات القوة العسكرية القائدة (معنى الرمحان) في المشرق والمغرب ، أي التحالف الشرقي والتحالف الغربي.حرب مروعة تُستخدم فيها كافة الأسلحة الحرارية النووية والكيمياوية والبيولوجية الفتاكة. تقدر الترسانة العسكرية لاسلحة الدمار الشامل الموجودة الآن عند دول العالم بحوالي 20000 قنبلة نووية والاف الاطنان من الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية. وتنص استراتيجيات الحرب المعلنة على استخدام 90% من هذا الخزين المدمر خلال 3-7 ايام للتدمير المتبادل لمدن العدو والمرافق العسكرية والصناعية والمواصلات والاتصالات ، وابقاء الباقي لفرض سيطرة الدول المنتصرة على العالم بعد الحرب ومنع اعادة بناء قدرات العدو ..يتوقع الخبراء العسكريين ان حرباً عالمية كهذه ستستغرق أسبوع تقريباً وستقضي على حوالي 60% من سكان الأرض نتيجة الإصابات المباشرة (الموت الاحمر) والأمراض والاصابات الكيمياوية والبيولوجية (الموت الابيض والطاعون) والمجاعة نتيجة نقص انتاج ونقل المحاصيل الزراعية والحيوانية خلال الأسابيع والشهور القليلة اللاحقة! وهي نسبة قريبة جداً من الثلثين (66.7%) ومدة الـ 3-7 ايام التي اخبرنا بها الرسول ص والأئمة ع قبل اكثر من 14 قرن!..انظروا ماذا قال يسوع وسيرسل الله مجاعة على الذين يبقون على الأرض فيصير الخبز أعظم قيمة من الذهب، فيأكلون كل أنواع الأشياء النجسة، يالشقاء ((ذلك)) الجيل الذي لا يكاد يسمع فيه أحد يقول: (( أخطأت فارحمني يا الله)) واما في كتبنا فعن الإمام الصادق (ع) انه قال : ( قدام القائم سنة غيداقة ، تفسد فيها الثمار ، ويفسد فيها التمر في النخيل فلا تشكّوا ) (الارشاد للشيخ المفيد ص 361 ، وغيبة الطوسي ص 272) . و المقصود بالغيداقة ، أي غزيرة المطر و الفيضانات و السيول ، من قوله تعالى ( وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ) ( سورة الجن 16) ، وورد عن الإمام الباقر (ع) قال : ( إذا ملأ نجفكم السيل و المدر ، و ملكت بغداد التتر ، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر ) )( مستدرك سفينة البحار ج 7 ص 47 ، وكذلك السراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي 2 / 259.) وعن الامام الصادق عليه السلام قال: (إن قدام القائم علامات تكون من الله(عزوجل) للمؤمنين).قلت: وماهي جعلني الله فداك؟ قال عليه السلام: ذالك قول الله عز وجل: (ولنبلونكم), يعني: المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام.(بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين). قال: (يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم (ونقص مـن الأموال) قال: (كساد التجارات وقلة الفضل) (ونقص من الأنفس) قال: (وموت ذريع). (والثمرات), قال: (قلة ريع مايزرع). (وبشر الصابرين), عند ذلك بتعجيل خروج القائم).وعن الامام علي عليه السلام: (وتجارات كثيرة وربح قليل ثم قحط شديد).وسأل رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: متى قيام الساعة يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها أشراط وتقارب أسواق). قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تقارب أسواقها؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (كسادها ومطر ولا نبات).وعن الصادق عليه السلام: (ويقل الطعام ويقحط الناس ويقل المطر).وأما الأمطار التي تبدأ في العشر الأواخر من جمادي إلى العشر الأولى من رجب ، فليست كلها أمطار طبيعية ، بل هي كما قال تعالى (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) ، فهو " ماء الحياة " ينزل من السماء ، مثل الماء الذي كان يبحث عنه موسى (ع) حيث وضع فيه فتاه ، الحوت الميت ، فعادت اليه الحياة (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ) ، بهذا الماء ينبت الله تعالى لحوم المؤمنين في قبورهم وهم أهل الرجعة ، و بهذا الماء يحيي الله الأرض بعد موتها كما وصفت ذلك الآية : ( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) فهذه اشراط الساعة ، أي تكون قبل الظهور المبارك ومن علاماته التي نزل بها قرآن ، وهي من الآيات الموعودة . اخواني الاعزاء ورد في النصوص غلاء الاسعار وقلة المزروعات والغذاء وقلة الغلات البضائع وانقطاع الطرق والتجارة ولكن لم يرد تحديه بزمن بل سيتصاعد تدريجيا. اما انهيار النظام العالمي الحالي المتعمد على الدولار فلن يكون هو المقصود بالضرورة فهنالك عملات اخرى ودول قوية اقتصادية اخرى في الشرق والغرب وسبق ان انهار النظام العالم الحالي في 1931 وفي 2008 واوجدو حلول لها يقال انها كانت حلول ترقيعية تؤجل الانهيار فقط.من المنطقي ان يكون الانهيار الاقتصادي العالمي متزامن مع الحرب العالمية المدمرة التي ستقتل ثلثي البشر (اي المستهلكين في علم الاقتصاد) وستدمر ثلثي الارض اي قلة المزروعات ومعامل البضائع وستخرب طرق المواصلات فيقل الانتاج والشراء ووسائط النقل. اي الموضوع اكبر من انهيار الدولار اذ ان الناس ستستمر بالزراعة والانتاج والتجارة بعملات اخرى بل ان الكثير من الدول تتاجر فيما بينها حاليا بعملات اخرى بعيدا عن الدولار والنظام الدولي المالي الحالي.والحرب العالمية حسب النصوص ستكون في (العجب كل العجب بين جمادى ورجب) اخواني واليكم احد خطب الامام علي وهي مطابقه لما ذكره يسوع المسيح من خطبة له (عليه السلام)يحذر من الفتن[وَأَحْمَدُ اللهَ] وَأَسْتَعِينُهُ عَلَى مَدَاحِرِ الشَّيْطَانِ وَمَزَاجِرِهِ، وَالاعْتِصَامِ مِنْ حَبَائِلِهِ وَمَخَاتِلِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَنَجِيبُهُ وَصَفْوَتُهُ، لاَ يُؤَازَى فَضْلُهُ، وَلاَ يُجْبَرُ فَقْدُهُ، أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ، وَالْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ، وَالْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ، وَالنَّاسُ يَسْتَحلُّونَ الْحَرِيمَ، وَيَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ، يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَة وَيَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَةِ! ثُمَّ إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ أَغْرَاضُ بَلاَيَا قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَاتَّقُوا سَكَرَاتِ النِّعْمَةِ، وَاحْذَرُوا بِوَائِقَ النِّقْمَةِ، وَتَثَبَّتُوا فِي قَتَامِ الْعِشْوَةِ وَاعْوِجَاجِ الْفِتْنَةِ عِنْدَ طُلُوعِ جَنِينِهَا، وَظُهُورِ كَمِينِهَا، وَانْتِصَابِ قُطْبِهَا، وَمَدَارِ رَحَاهَا. تَبْدَأُ فِي مَدَارِجَ خَفِيَّة، وَتَؤُولُ إِلَى فَظَاعَة جَلِيَّة، شِبَابُهَا كَشِبَابِ الْغُلاَمِ، وَآثَارُهَا كَآثَارِ السِّلاَمِ يَتَوَارَثُهَا الظَّلَمَةُ بالْعُهُودِ! أَوَّلُهُمْ قَائِدٌ لاِخِرِهِمْ، وَآخِرُهُمْ مُقْتَد بأَوَّلِهِمْ، يَتَنَافَسُونَ في دُنْيا دَنِيَّة، وَيَتَكَالَبُونَ عَلى جِيفَة مُرِيحَة وَعَنْ قَلِيل يَتَبَرَّأُ التَّابِعُ مِنَ الْمَتْبُوعِ، وَالْقَائِدُ مِنَ الْمَقُودِ، فَيَتَزَايَلُونَ بِالْبِغْضَاءِ، وَيَتَلاَعَنُونَ عِنْدَ اللِّقَاءِ.
ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذلِكَ طَالِعُ الْفِتْنَةِ الرَّجُوفِ وَالْقَاصِمَةِ الزَّحُوفِ فَتَزِيغُ قُلُوبٌ بَعْدَ اسْتِقَامَة، وَتَضِلُّ رِجَالٌ بَعْدَ سَلاَمَة، وَتَخْتَلِفُ الاَهْوَاءُ عِنْدَ هُجُومِهَا، وَتَلْتَبِسُ الاْرَاءُ عِنْدَ نُجُومِهَا مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ، وَمَنْ سَعَى فِيهَا حَطَمَتْهُ، يَتَكَادَمُونَ فِيهَا تَكَادُمَ الْحُمُرِ فِي الْعَانَةِ قَدِ اضْطَرَبَ مَعْقُودُ الْحَبْلِ، وَعَمِيَ وَجْهُ الاَْمْرِ، تَغِيضُ فِيهَا الْحِكْمَةُ، وَتَنْطِقُ فِيهَا الظَّلَمَةُ، وَتَدُقُّ أَهْلَ الْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا وَتَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا يَضِيعُ فِي غُبَارِهَا الْوُحْدَانُ وَيَهْلِكُ فِي طَرِيقِهَا الرُّكْبَانُ، تَرِدُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَتَحْلُبُ عَبِيطَ الدِّمَاءِ وَتَثْلِمُ مَنَارَ الدِّينَ وَتَنْقُضُ عَقْدَ الْيَقِينِ، يَهْرُبُ مِنْهَا الاَْكْياسُ وَيُدَبِّرُهَا الاَْرْجَاسُ مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ، كَاشِفَةٌ عَنْ سَاق! تُقْطَعُ فِيهَا الاَرْحَامُ، وَيُفَارَقُ عَلَيْهَا الاِسْلاَمُ! بَرِيُّهَا سَقِيمٌ، وَظَاعِنُهَا مُقِيمٌ! منها:بَيْنَ قَتِيل مَطْلُول وَخَائِف مُسْتَجِير، يَخْتِلُونَ بِعَقْدِ الاَيمَانِ وَبِغُرُورِ الاِْيمَانِ; فَلاَ تَكُونُوا أَنْصَابَ الْفِتَنِ، وَأَعْلاَمَ الْبِدَعِ، وَالْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ، وَبُنِيَتْ عَلَيْهِ أَرْكَانُ الطَّاعَةِ، وَاقْدَمُوا عَلَى اللهِ مَظْلُومِينَ، وَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ظَالِمِينَ، وَاتَّقُوا مَدَارِجَ الشَّيْطَانِ وَمَهَابِطَ الْعُدْوَانِ، وَلاَ تُدْخِلُوا بُطُونَكُمْ لُعَقَ الْحَرَامِ، فَإِنَّكُمْ بِعَيْنِ مَنْ حَرَّمَ عَلَيْكُم الْمَعْصِيَةَ، وَسَهَّلَ لَكُمْ سُبُلَ الطَّاعَةِ أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) يقول :تجتمع في أمتي مائة خصلة لم تجتمع في غيرها . فقام العلماء و الفضلاء يتوسلوه و قالوا : يا أمير المؤمنين نقسم عليك بإبن عمك رسول الله أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل و الجاهل !! فقال ( عليه السلام) بعد أن حمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي ، و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالأمر من ذرية ولدي الحسين ، و إلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان . فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين فقال ( عليه السلام ) : إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة و اتبعوا الشهوات و قلت الأمانات و كثرت الخيانات و شربوا القهوات و استشعروا ( استشرعوا ) شتم الأباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات و جعلوها مجالس الطعامات و أكثروا من السيئات و قللوا من الحسنات و عوصرت السموات ، فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ً و الولد غيضا ً و يكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و اروغ من الثعلب و أطمع من الأشعب و الزق من الجرب ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن حدثتهم كذبوك ، و إن أمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم إغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء ، الفقير بينهم ذليل حقير ، و المؤمن ضعيف صغير ، و العالم عندهم وضيع ، و الفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك و القوي عندهم مالك ، لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ، عندهم الأمانة مغنمة و الزكاة مغرمة ، و يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفوهما و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، و يتعاملون بالسحت و الربا ، و يعار على العلماء و يكثر ما بينهم سفك الدماء و قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرأة بالمرأة و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزهة ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة . و تبطل الأحكام و تحبط الإسلام و تظهر دولة الأشرار و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصايغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعته ، فتقل المكاسب و تضيق المطالب و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد و يقل الرشاد ، فعندها تسود الضمائر و يحكم عليهم سلطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر و قلوبهم أنتن من الجيفة ، فإذا كان كذلك ماتت العلماء و فسدت القلوب و كثرت الذنوب و تهجر المصاحف و تخرب المساجد و تطول الآمال و تقل الأعمار و تبنى الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظائم النازلات ، فعندها لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا تقبل صلاته لأن نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ؟! و كيف يحتال على المسلمين ؟! ، و يطلبون الرياسة للتفاخر و المظالم ، و تضيق على مساجدهم الأماكن ، و يحكم فيهم المتآلف ، و يجور بعضهم بعضا عداوة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المساجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر و يرع القوم سفهاؤهم و يملك المال من لا يملكه كان له باهل لكع من اولاد اللكوع ، و تضع الرؤساء رؤسا لمن لا يستحقها ، و يضيق الذرع و يفسد الزرع و تفشوا البدع و تظهر الفتن ، كلامهم فحش و عملهم وحش و فعلهم خبث ، و هم ظلمة غشمة و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون و قضاتهم بما لا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون ، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع ، و الفقير مهجور و مبغوض و الغني محبوب و مخصوص ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب ، و ينشواربالله منهم الرؤوس و يعمي منهم القلوب التي في الصدور ، أكلهم سمان الطيور و الطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير ، يستحلون الربا و الشبهات ، و يتعارضون للشهادات يراءون بالأعمال قصراء الآجال ، لا يمضي عندهم إلا من كان نهاما يجعلون الحلال حراما ، أفعالهم منكرات و قلوبهم مختلفات ، يتدارسون فيما بينهم بالباطل و لا يتناهون عن منكر فعلوه يخاف أخيارهم أشرارهم يتوازرون في غير ذكر الله تعالى ، يهتكون فيما بينهم بالمحارم و لا يتعاطون بل يتدابرون إن رأووا صالحا ً ردوه ، و إن رأووا نهاما ً إستقبلوه ، و من اساءهم يعظموه ، و تكثر أولاد الزنا و الآباء فرحين بما يرون من أولاد القبيح فلا ينهوهم و لا يردونهم عنه ، و يرى الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه ، و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا ً و عرضا ً لم تهمه و لا يسمع ما قيل فيها من الكلام الرديء فذالك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ً ولا عدلا ً، حذارا ً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام و فضيحته بين الأنام ، و يصلى سعيرا ً في يوم القيامة ، و في ذلك يعلنون بشتم الآباء و الأمهات و تذل السادات ، وتعلوا الأنباط و يكثر الإختباط ، فما أقل الإخوة في الله تعالى ، و تقل الدراهم الحلال و ترجع الناس الى شر حال ، فعندها تدور دول الشياطين و تتواثب على أضعف المساكين ، و ثوب الفهد إلى فريسته و يشح الغني بما في يديه ، و يبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل للفقير و ما يحل به من الخسران و الذل و الهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهله ، و سيطلبون مالا ً يحل لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير ، و في آخرها السفياني و الشامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asd1965.ahlamontada.com
اباذر العراقي الشرع
Admin
اباذر العراقي الشرع


المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 27/04/2017
العمر : 64
الموقع : العراق

 »  كتاب النبي دانيال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: » كتاب النبي دانيال     »  كتاب النبي دانيال  Icon_minitime1السبت أكتوبر 28, 2023 7:18 pm

وبالإسناد المتقدّم ، عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن النّضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : إنّ الله تعالى جلّ ذكره أوحى إلى نبيّ من الأنبياء يقال له : إرميا : أن قل لهم : ما بلد تنقّيته من كرائم البلدان وغرست فيه ممن كرائم الغرس ونقّته من كلّ غريبة فأنبت خرنوباً ؟ فضحكوا منه فأوحى الله إليه : قل لهم : إنّ البلد بيت المقدس والغرس بنو إسرائيل ، نّحيت عنه كلّ جبّار فأخلفوا فعملوا بمعاصيّ فلأسلطن عليهم في بلادهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم فان بكوا لم ارحم بكاءهم ، وإن دعوني لم أستجب دعاءهم ثمّ لأخرّبنّها مائة عام ثمّ لأعمّرنّها.

فلمّا حدثهم جزع العلماء فقالوا : يا رسول الله ما ذنبنا ولم نعمل يعملهم؟ فقال : إنّك رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلّط الله عليهم بخت نصّر ، وسمّي به لأنّه رضع بلبن كلبة ، وكان اسم الكلب بخت واسم صاحبه نصّر ، وكان مجوسيّاً أغلف ، أغار على بيت المقدس ، ودخله في ستّمائة ألف عام ، ثم بعث بخت نصّر إلى النبيّ ، فقال : إنكّ نبئت عن ربّك وخبّرتهم بما أصنع بهم ، فإن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فأخرج. قال : بل أخرج ، فتزوّد عصيراً ولبناً وخرج. فلمّا كان مدّ البصر التفت إلى البلدة فقال : {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ} [البقرة : 259] (1).

2 ـ وبالإسناد المتقدّم ، عن وهب بن منبّه ، قال : كان بخت نصّر منذ ملك يتوقّع فساد بني إسرائيل ، ويعلم أنّه لا يطيقهم إلاّ بمعصيتهم ، فلم يزل يأتيه العيون بأخبارهم ، حتّى تغيّرت حالهم وفشت فيهم المعاصي ، وقتلوا أنبياءهم ، وذلك قوله تعالى جلّ ذكره : {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ} [الإسراء : 4] إلى قوله : {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} [الإسراء : 5] يعني بخت نصّر وجنوده أقبلوا فنزلوا بساحتهم ، فلمّا رأوا ذلك ، فزعوا إلى ربّهم وتابوا وثابروا على الخير ، وأخذوا على أيدي سفهائهم ، وأنكروا المنكر ، وأظهروا المعروف ، فردّ الله لهم الكرّة على بخت نصّر ، وانصفروا بعدما فتحوا المدينة ، وكان سبب انصرافهم أنّ سهماً وقع في جبين فرس بخت نصّر ، فجمح به حتّى أخرجه من باب المدينة.

ثمّ إنّ بني إسرائيل تغيّروا ، فما برحوا حتّى كرّ عليهم ، وذلك قوله تعالى : {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ } [الإسراء : 7] فأخبرهم إرميا عليه السلام وأنّ بخت نصّر يتهيّأ للسير إليكم وقد غضب الله عليكم ، وأنّ الله تعالى جلّت عظمته يستتيبكم لصلاح آبائكم ويقول : هل وجدتم أحداً عصاني فسعد بمعصيتي أم هل علمتم أحداً أطاعني فشقي بطاعتي؟ وأمّا أحباركم ورهبانكم فاتّخذوا عبادي خولاً يحكمون فيهم بغير كتابي حتّى أنسوهم ذكري ، وأمّا ملوككم وأمراؤكم فبطروا نعمتي وغرّتهم الدّنيا ، وأمّا قرّاؤكم وفقهاؤكم فهم منقادون للملوك ، يبايعونهم على البدع ، ويطيعونهم في معصيتي وأمّا الأولاد فيخوضون مع الخائضين وفي كلّ ذلك اُلبسهم العافية ، فلأبدلنّهم بالعزّ ذلاّ وبالأمن خوفاً ، إن دعوني لم أجبهم وإن بكوا لم أرحمهم.

فلمّا بلّغهم ذلك نبيّهم فكذبوه وقالوا : لقد أعظمت الفرية على الله تزعم أنّ الله يعطّل ( معطل ) مساجده من عبادته فقيّدوه وسجنوه فأقبل بخت نصّر وحاصرهم سبعة أشهر حتّى أكلوا خلاهم وشربوا ابوالهم ، ثمّ بطش بهم بطش الجبّارين بالقتل ، والصّلب ، والأحراق ، وجذع الأنوف ، ونزع الألسن والأنياب ، ووقف النّساء.

فقيل له : إنّ لهم صاحباً كان يحذّرهم بما أصابهم ، فاتّهموه وسجنوه ، فأمر بخت نصّر فاُخرج من السّجن ، فقال له أكنت تحذّر هؤلاء؟ قال : نعم. قال : وأنّى اُعلمت ذلك؟ قال : أرسلني الله به إليهم قال : فكذبوك وضربوك؟ قال : نعم. قال : لبئس القوم قوم ضربوا نبيّهم ، وكذبوا رسالة ربّهم ، فهل لك أن تلحق بي فاُكرمك؟ وإن أحببت ان تقيم في بلادك أمنتك ، قال إرميا عليه السلام : إنّي لم أزل في أمان الله منذ كنت لم أخرج منه ، ولو أنّ بني إسرائيل لم يخرجوا من أمانه لم يخافوك.

فأقام ارميا مكانه بأرض إيليا ، وهي حينئذ خراب قد هدم بعضا ، فلمّا سمع به من بقي من بني إسرائيل اجتمعوا إليه ، وقالوا : عرفنا أنّك نبيّنا فانصح لنا ، فأمرهم أن يقيموا معهم ، فقالوا : ننطلق إلى ملك مصر نستجير ، فقال إرميا عليه السلام : إنّ ذمة الله أوفى الذّمم ، فانطلقوا إلى مصر وتركوا إرميا ، فقال لهم الملك : أنتم في ذمّتي ، فسمع ذلك بخت نصّر ، فارسل إلى ملك مصر ابعث بهم إليّ مصفّدين وإلاّ آذنتك بالحرب.

فلمّا سمع أرميا بذلك أدركته الرّحمة لهم ، فبادر إليهم لينقذهم فورد عليهم ، وقال : إنّ الله تعالى أوحى إليّ أنّي مظهر بخت نصّر على هذا الملك ، وآية ذلك أنّه تعالى أراني موضع سرير بخت نصّر الّذي يجلس عليه بعدما يظفر بمصر ، ثمّ عمد فدفن اربعة أحجار في ناحية من الارض ، فسار إليهم بخت نصّر وظفر بهم وأسرهم ، فلمّا اراد أن يقسّم الفيء ويقتل الاسارى ويعتق منهم كان فيهم إرميا.

فقال له بخت نصّر : اراك مع أعدائي بعدما عرضتك من الكرامة ، فقال له إرميا عليه السلام : إنّي جئتهم مخوّفاً أخبرهم خبرك ، وقد وضعت لهم علامة تحت سريرك هذا وأنت بارض بابل ، ارفع سريرك فانّ تحت كلّ قائمة من قوائمه حجراً دفنته بيدي وهم ينظرون ، فلمّا رفع بخت نصّر سريره وجد مصداق ما قال ، فقال لأرميا : إنّي لأقتلهم إذ كذبوك ولم يصدّقوك ، فقتلهم ولحق بأرض بابل.

فأقام إرميا بمصر مدّة ، فأوحى الله تعالى إليه : ألحق بأيليا. فانطلق حتّى إذا رفع له شخص بيت المقدس ورآى خراباً عظيماً ، قال : {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} [البقرة : 259]. فنزل في ناحية واتّخذ مضجعاً ، ثمّ نزع الله روحه وأخفى مكانه على جميع الخلائق مائة عام ، وكان قد وعده الله أنّه سيعيد فيها الملك والعمران ، فلمّا مضى سبعون عاماً أذن الله في عمارة إيليا ، فأرسل الله ملكاً إلى ملك من ملوك فارس يقال له : كوشك ، فقال : إنّ الله يأمرك أن تنفر بقوّتك ورجالك حتّى تنزل إيلي فتعمرها ، فندب الفارسي كذلك ثلاثين ألف قهرمان ، ودفع إلى كلّ قهرمان ألف عامل بما يصلح لذلك من الآلة والنّفقة فسار بهم ، فلمّا تمّت عمارتها بعد ثلاثين سنة أمر عظام إرميا أن تحيى ، فقام حيّاً كما ذكر الله في كتابه (2).

3 ـ وبالإسناد المذكور ، عن وهب بن منبّه أنّه لما انطلق بخت نصّر بالسّبي والاسارى من بني إسرائيل وفيهم دانيال وعزير عليهما السلام وورد أرض بابل اتّخذ بني إسرائيل خولاً ، فلبث سبع سنين ثمّ إنّه رآى رؤيا عظيماً امتلأ منها رعباً ونسيها ، فجمع قومه وقال : تخبروني بتأويل رؤياي المنسيّة إلى ثلاثة أيّام وإلاّ لأصلّبنّكم وبلغ دانيال ذلك من شأن الرّؤيا وكان في السّجن فقال لصاحب السّجن : إنّك أحسنت صحبتي ، فهل لك أن تخبر الملك أنّ عندي علم رؤياه وتأويله؟ فخرج صاحب السّجن ، وذكر لبخت نصّر فدعا به.

وكان لا يقف بين يديه أحد إلاّ سجد له ، فلمّا طال قيام دانيال وهو لا يسجد له ، قال للحرس : اخرجوا واتركوه ، فخرجوا فقال : يا دانيال ما منعك أن تسجد لي؟ فقال : إنّ لي ربّاً آتاني هذا العلم على أنّي لا أسجد لغيره ، فلو سجدت لك انسلخ عنّي العلم فلم ينتفع بي ، فتركت السّجود نظراً إلى ذلك.

قال بخت نصّر : وفيت لإلهك فصرت آمناً منّي فهل لك علم بهذه الرّؤيا؟ قال : نعم رأيت صنماً عظيماً رجلاه في الأرض ، ورأسه في السّماء ، أعلاه من ذهب ووسطه من فضّة وأسفله من نحاس وساقاه من حديد ورجلاه من فخار ، فبينا أنت تنظر إليه وقد أعجبك حسنه وعظمه واحكام صنعته وأصناف الّتي ركّبت فيها ، إذ قذفه بحجر من السّماء ، فوقع على رأسه ، فدقّه حتّى طحنه فاختلط ذهبه وفضّته ونحاسه وحديده وفخاره ، حتّى خيّل لك أنّه لو اجتمع الجنّ والإنس على أن يميّزوا بعضه من بعض لم يقدروا ، حتّى خيّل لك أنّه لو هبّت أدنى ريح لذرّته لشدّة ما انطحن ، ثمّ نظرت إلى الحجر الّذي قذف به بعظم فينتشر حتّى ملأ الارض كلّها فصرت لا ترى إلاّ السّماء والحجر.

قال بخت نصّر : صدقت ، هذه الرّؤيا الّتي رأيتها ، فما تأويلها.

قال دانيال عليه السلام : أمّا الصّنم الّذي رأيت ، فانّها اُمم تكون في أوّل الزّمان وأوسطه وآخره ، وأمّا الذّهب فهو هذا الزّمان ، وهذه الاُمّة الّتي أنت فيها وانت ملكها ، وأمّا الفضّة فانّه يكون ابنك يليها من بعدك ، وأمّا النّحاس فاُمّة الرّوم ، وامّا الحديد فأمّة فارس ، وأمّا الفخار فأمّتان تملكهما امرأتان : إحداهما في شرقيّ اليمن ، واُخرى في غربيّ الشّام. وأمّا الحجر الّذي قذف به الصّنم ، فدين يفقده (3) الله به في هذه الامّة آخر الزّمان ليظهره عليها ، يبعث الله نبيّاً اُميّاً من العرب فيذلّ الله له الأمم والأديان ، كما رأيت الحجر ظهر على الأرض فانتشر فيها (4).

فقال بخت نصّر : ما لأحد عندي يد أعظم من يدك ، وأنا أريد أن أجزيك. إن أحببت أن أردّك إلى بلادك وأعمرها لك ، وإن أحببت أن تقيم معي فأكرمك. فقال دانيال عليه السلام : أمّا بلادي أرض كتب الله عليها الخراب إلى وقت والإقامة معك أوثق لي.

فجمع بخت نصّر ولده وأهل بيته وخدمه وقال لهم : هذا رجل حكيم قد فرّج الله به عنّي كربة قد عجزتم عنها ، وقد ولّيته أمركم وأمري ، يا بنيّ خذوا من علمه ، وإن جاءكم رسولان أحدهما لي والآخر له ، فأجيبوا دانيال قبلي ، فكان لا يقطع أمراً دونه.

ولمّا رآى (5) قوم بخت نصّر ذلك حسدوا دانيال ، ثمّ اجتمعوا إليه وقالوا : كانت لك الأرض ويزعم عدوّنا أنّك أنكرت عقلك ، قال : إنّي أستعين برأي هذا الإسرائيلي لإصلاح أمرك ، فإنّ ربّه يطلعه عليه قالوا : نتّجذ إلهاً يكفيك ما أهمّك وتستغني عن دانيال فقال : أنتم وذاك ، فعملوا صنماً عظيماً وصنعوا عيداً وذبحوا له ، وأوقدوا ناراً عظيمة كنار نمرود ، ودعوا النّاس بالسّجود لذلك الصّنم ، فمن لمن يسجد له اُلقي منها.

وكان مع دانيال عليه السلام أربعة فتية من بني إسرائيل : يوشال ، ويوحين ، وعيصوا ومريوس. وكانوا مخلصين موحّدين ، فاُتي بهم ليسجدوا للصّنم ، فقالت الفتية : هذا ليس بإله ، ولكن خشبة ممّا عملها الرّجال ، فإن شئتم أن نسجد للّذي خلقها فعلنا ، فكتّفوهم ثمّ رموا بهم في النّار.

فلمّا أصبحوا طلع عليهم بخت نصّر فوق قصر ، فإذا معهم خامس وإذا بالنّار قد عادت جليداً فامتلأ رعباً فدعا دانيال عليه السلام فسأله عنهم فقال : أمّا الفتية فعلى ديني يعبدون إلهي ولذلك أجارهم ، والخامس بحر البرد ارسله الله تعالى جلّت عظمته إلى هؤلاء نصرة لهم ، فأمر بخت نصّر فاُخرجوا ، فقال لهم : كيف بتّم؟ قالوا : بتنا بأفضل ليلة منذ خلقنا ، فالحقهم بدانيال ، وأكرمهم بكرامته حتّى مرّت بهم ثلاثون سنة (6).

4 ـ وعن وهب بن منبّه ، قال : ثمّ إنّ بخت نصّر رآى رؤيا أهول من الرّؤيا الأولى ونسيها أيضاً ، فدعا علماء قومه قال : رأيت رؤيا أخشى أن يكون فيها هلاككم وهلاكي ، فما تأويلها فعجزوا وجعلوا علّة عجزهم دانيال عليه السلام ، فأخرجهم ودعا دانيال عليه السلام فسأله؟

فقال : رأيت شجرة عظيمة شديدة الخضرة فرعها في السّماء عليها طير السّماء ، وفي ظلّها وحوش الارض وسباعها ، فبينما أنت تنظر إليها قد أعجبك بهجتها ، إذ أقبل ملك يحمل حديدة كالفاس على عنقه ، وصرخ بملك آخر في باب من ابواب السّماء يقول له :

كيف أمرك الله أن تفعل بالشّجرة أمرك أن تجتثّها من أصلها؟ أم أمرك أن تأخذ بعضها؟ فنادان الملك الأعلى إنّ الله يقول : خذ منها وأبق ، فنظرت إلى الملك حتّى ضرب رأسها بفاسه ، فانقطع وتفرّق ما كان عليها من الطّير ، وما كان تحتها من السّباع والوحوش ، وبقي الحذع لا هيئة له ولا حسن.

فقال بخت نصّر : فهذه الرؤيا رأيتها ، فما تأويلها؟

قال : أنت الشّجرة ، وما رأيت في رأسها من الطّيور فولدك وأهلك ، وأمّا ما رأيت في ظلّها من السّباع والوحوش فخولك ورعيّتك وكنت قد أغضبت الله فيما تابعت قومك من عمل الصّنم ، فقال بخت نصّر : كيف يفعل ربّك بي؟ قال : يبتليك ببدنك ، فيمسخك سبع سنين ، فإذا مضت رجعت إنساناً كما كنت أوّل مرّة.

فقعد بخت نصّر يبكي سبعة أيّام ، فلمّا فرغ من البكاء ظهر فوق بيته ، فمسخه الله عقاباً فطار ، وكان دانيال عليه السلام يأمر ولده وأهل مملكته أن لا يغيّروا من أمره شيئاً حتّى يرجع إليهم ، ثمّ مسخه الله في آخر عمره بعوضة ، فأقبل يطير حتّى دخل بيته ، فحوّله الله إنساناً فاغتسل بالماء ولبس المسوخ.

ثم أمر بالناس ، فجمعوا ، فقال : إنّي وإيّاكم كنّا نعبد من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرّنا ، وأنّه قد تبيّن لي من قدرة الله تعالى جلّ وعلا في نفسي أنه لا إله إلاّ الله إله بني إسرائيل ، فمن تبعني فإنّه منّي وأنا وهو في الحقّ سواء ، ومن خالفني ضربته بسيفي حتّى يحكم الله بيني وبينكم ، وإنّي قد أجّلتكم إلى اللّيلة ، فإذا أصبحتم فأجيبوني ، ثمّ انصرف ودخل بيته وقعد على فراشه ، فقبض الله تعالى روحه.

وقصّ وهب قصّته هذه عن ابن عباسّ ثمّ قال : ما أشبه إيمانه بإيمان السّحرة (7).

5 ـ ولمّا توفيّ بخت نصّر تابع النّاس ابنه ، وكانت الأواني الّتي عملت الشّياطين لسليمان بن داود عليهما السلام من اللّؤلؤ والياقوت غاص عليها الشّياطين ، حتّى استخرجوها من قعور الأبحر الصّم الّتي لا تعبر فيها السّفن ، وكان بخت نصّر غنم كلّ ذلك من بيت المقدس ، وأوردها أرض بابل واستأمر فيها دانيال ، فقال : انّ هذه الآنية طاهرة مقدّسة صنعها للنبيّ ابن النبيّ الّذي يسجد (Cool لربّه عزّ وعلا ، فلا تدنّسها بلحم الخنازير وغيرها ، فإنّ لها ربّاً سيعيدها حيث كانت ، فأطاعه واعتزل دانيال وأقصاه وجفاه.

وكانت له امرأة حكيمة نشأت في تأديب دانيال تعظه وتقول : إنّ أباك كان يستغيث بدانيال فأبى ذلك ، فعمل في كلّ عمل سوءً حتّى عجّب الأرض منه إلى الله تعالى جلّت عظمته فبينا هو في عيد إذا بكفّ ملك يكتب على الجدار ثلاثة أحرف ، ثمّ غابت الكفّ والقلم وبهتوا ، فسألوا دانيال بحقّ تأويل ذلك المكتوب ، وكان كتب : وزن فخفّ ، ووعدنا نجز ، جمع فتفرّق. فقال :

أمّا الأوّل ـ فإنّه عقلك وزن فخفّ ، فكان خفيفاً في الميزان.

والثّاني ـ وعد أن يملك ، فأنجزه اليوم.

والثالث ـ فانّ الله تعالى كان قد جمع لك ولوالدك من قبلك ملكاً عظيماً ثمّ تفرّق اليوم ، فلا يجتمع إلى يوم القيامة.

فقال له : ثمّ ماذا ؟ قال : يعذّبك الله ، فأقبلت بعوضة تطير حتّى دخلت في إحدى منخريه فوصلت إلى دماغه وتؤذيه ، فأحبّ النّاس عنده من حمل مرزبة فيضرب بها رأسه ، ويزداد كلّ يوم ألماً إلى أربعين ليلة حتّى مات وصار إلى النّار (9).

6 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، حدّثنا الحسن بن عليّ السّكري (10) ، حدّثنا أبو عبدالله محمد بن زكريّا الجوهري ، حدّثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر عليه السلام سألته عن تعبير الرّؤيا عن دانيال عليه السلام أهو صحيح؟ قال : نعم كان يوحى إليه ، وكان نبيّاً ، وكان ممن علّمه الله تأويل الأحاديث ، وكان صدّيقاً حكيماً ، وكان والله يدين بمحبّتنا أهل البيت قال جابر : بمحبّتكم أهل البيت ؟ قال : إي والله وما من نبيّ ولا ملك إلاّ وكان يدين بمحبّتها (11).

7 ـ وعن ابن بابويه ، عن محمد بن الحسن ، حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار ، عن عليّ بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد الإصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص ، بن غياث النّخعي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أهتمّ لرزقه كتب عليه خطيئة ، إنّ دانيال عليه السلام كان في زمن ملك جبّار (12) ، فأخذه فطرحه في الجبّ ، وطرح معه السّباع لتأكله ، فلم تدن إليه.

فأوحى الله تعالى جلّت عظمته إلى نبيّ من أنبيائه : : أن ائت دانيال بطعام ، قال : يا ربّ وأين دانيال؟ قال : تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فيدلّك عليه ، فخرج فانتهى به الضّبع إلى ذلك الجبّ ، فإذا بدانيال عليه السلام فيه ، فأدلى إليه الطّعام ، فقال دانيال : الحمد لله الّذي لا ينسى من ذكره ، والحمد لله الّذي لا يخيب من دعاه ، والحمد لله الّذي يجزي بالإحسان إحسانا وبالصّبر نجاة.

ثم قال أبو عبدالله عليه السلام : أبي الله أن يجعل أرزاق المتّقين إلاّ من حيث لا يحتسبون ، وأبى الله أن يقبل شهادة لأوليائه في دولة الظّالمين (13).

8 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمد بن يحيى العطّار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، حدّثنا السيّاري ، عن اسحاق بن إبراهيم ، عن الرّضا عليه السلام قال : إنّ الملك قال لدانيال : أشتهي أن يكون لي ابن مثلك فقال : ما محلّي من قلبك؟ قال : أجلّ محلّ وأعظمه ، قال دانيال : فإذا جامعت فاجعل همّتك فيّ ، قال : ففعل الملك ذلك ، فولد له ابن أشبه خلق الله بدانيال (14).

9 ـ ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ شعيباً جعل لموسى عليه السلام في بعض السّنين الّذي كان عنده كلّ بلقاء تضعه غنمه في تلك السّنة فوضعت كلّها بلق (15).

وفي هذا الخبر ما يحتاج إلى تأويل ، وهو : أنّه لا تأثير لشيء ممّا ذكر في الحقيقة في تغيّر هيئة الجنين ، وأمّا الأنبياء فدعواتهم مستجابة وأمورهم عجابة ، وإذا كان شيء ممّا يتعجّب منه من قبل الله تعالى فلا يستنكر وتعالى على كلّ شيء قدير (16).

10 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، حدّثنا الحسن بن عليّ السّكري ، حدّثنا محمد بن زكريّا البصري ، حدّثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق عليه السلام قال : لمّا حضر سليمان بن داود عليهما السلام الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بأمر الله تعالى ، فلم يزل في بني إسرائيل يأخذون منه معالم دينهم ، ثمّ غيّب الله آصف غيبة طال أمدها ، ثمّ ظهر لهم ، فبقي بين قومه ما شاء الله ، ثمّ إنّه ودّعهم وغاب عنهم ، فاشتدّت البلوى على بني إسرائيل بغيبته وتسلّط عليهم بخت نصّر ، فجعل يقتل من يظفر به منهم ، ويسبي ذراريهم ، واصطفى من أهل بيت يهوداً دانيال عليه السلام ومن ولد هارون عزيراً عليه السلام ، وجعل دانيال في جبّ.

فلما تناهى البلوى به رآى بخت نصر في المنام كأن ملائكة السماء هبطت إلى الارض أفواجاً إلى الجبّ الّذي فيه دانيال عليه السلام مسلّمين عليه ويبشّرونه بالفرج ، والله تعالى جلّت عظمته كان يبعث برزقه إليه على يد نبيّ عليه السلام.

فلمّا أصبح بخت نصّر ندم على ما فعل ، فأتى دانيال فأخرجه واعتذر إليه ثم فوّض إليه الأمر في ممالكه وأفضى الأمر بعده إلى ابنه واشتدّت البلوى على بني إسرائيل ووعدهم الله تعالى بقيام المسيح بعد نيّف وعشرين سنة (17).

( في العلامات )

11 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن علي الصّوفي ، حدّثنا حمزة بن القاسم العبّاسي ، حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، حدّثنا محمد بن الحسين بن زيد الزّيّات ، حدّثنا عمرو بن عثمان الخزاز ، حدّثنا عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق عليه السلام قال : كان في كتاب دانيال عليه السلام أنّه :

إذا كان أوّل يوم من المحرّم يوم السّبت فانّه يكون الشّتاء شديد البرد ، كثير الرّيح ، يكثر فيه الجليد وتغلو فيه الحنطة ويقع فيه الوباء وموت الصّبيان وتكثر الحمى في تلك السّنة ويقلّ العسل وتكثر الكماة ويسلم الزّرع من الآفات ويصيب بعض الأشجار آفة وبعض الكروم وتخصب السّنة ويقع بالرّوم الموتان ويغزوهم العرب ويكثر فيهم السّبي والغنائم في أيدي العرب ويكون الغلبة في جميع المواضع للسّلطان بمشيّة الله.

وإذا كان يوم الأحد أوّل المحرّم فانّه يكون الشّتاء صالحاً ويكثر المطر وتصيب بعض الأشجار والزّرع آفة ، وتكون أوجاع مختلفة ، وموت شديد ، ويقلّ العسل ، ويكثر في الهوى الوباء والموتان ، ويكون في آخر السّنة بعض الغلاء في الطّعام ، ويكون الغلبة للسّلطان في آخره.

وإذا كان يوم الأثنين أوّل المحرّم ، فانّه يكون الشّتاء صالحاً ، ويكون في الصّيف حرّ شديد ويكثر المطر في أيّامه ويكثر البقر والغنم ويكثر العسل ويرخّص الطّعام والأسعار في بلدان الجبال وتكثر الفواكه فيها ويكون موت في النساء وفي آخر السّنة يخرج خارجي على السّلطان بنواحي المشرق ويصيب بعض فارس غمّ ، ويكثر الزّكام في ارض الجبل.

وإذا كان يوم الثلاثة أوّل المحرّم فانّه يكون الشّتاء شديد البرد ويكثر الثّلج والجمد بأرض الجبل وناحية المشرق ، ويكثر الغنم والعسل ويصيب بعض الاشجار والكروم آفة ويكون بناحية المغرب والشّام آفة من حدث يحدث في السّماء يموت فيه خلق ، ويخرج على السلطان خارجي قويّ ، ويكون الغلبة للسّلطان ، ويكون في أرض فارس في بعض الغلاّت آفة ، وتغلو الأسعار بها في آخر السّنة.

وإذا كان يوم الاربعاء أوّل المحرم ، فإنّ الشّتاء يكون وسطاً ، ويكون المطر في القيض صالحاً نافعاً مباركاً ، وتكثر الثّمار والغلاّت بالجبال كلّها وناحية جميع المشرق ، إلاّ أنّه يقع الموت في الرّجال في آخر السّنة ، ويصيب النّاس بأرض بابل وبالجبل آفة ، وترخص الأسعار ، وتسكن مملكة العرب في تلك السّنة ، ويكون الغلبة للسّلطان.

وإذا كان يوم الخميس أوّل المحرّم ، فانّه يكون الشّتاء ليّناً ، ويكثر القمح والفواكه والعسل بجميع نواحي المشرق ، وتكثر الحمّى في أوّل السّنة وفي آخرها وبجميع أرض بابل في آخر السّنة ، ويكون للرّوم على المسلمين غلبة ثمّ تظهر العرب عليهم بناحية المغرب ويقع بأرض السّند حروب والظّفر لملوك العرب.

وإذا كان يوم الجمعة أوّل المحرّم ، فإنّه يكون الشّتاء بلا برد ، ويقل المطر والأودية والمياه ، وتقلّ الغلاّت بناحية الجبال مائة فرسخ في مائة فرسخ ، ويكثر الموت في جميع النّاس ، ويغلو الأسعار بناحية المغرب ، وتصيب بعض الأشجار آفة ، ويكون للرّوم على الفرس كرّة شديدة (18).

( في علامات كسوف الشمس في الاثني عشر شهراً )
12 ـ إذا انكسفت الشمس في المحرّم ، فانّ السّنة تكون خصيبة إلاّ أنّه يصيب النّاس أوجاع في آخرها وأمراض ، ويكون من السلطان ظفر ، وتكون زلزلة بعدها سلامة.

وإذا انكسفت في صفر ، فانّه يكون فزع وجوع في ناحية المغرب ، ويكون قتال في المغرب كثير ، ثم تقع الصّلح في ربيع والظّفر للسّلطان.

وإذا انكسفت في ربيع الأوّل ، فانّه يكون بين النّاس صلح ، ويقل الاختلاف ، والظّفر للسّلطان بالمغرب ، ويضرّ البقر والغنم ، ويتّسع في آخر السّنة ، ويقع الوباء في الإبل بالبدو.

وإذا انكسفت في شهر ربيع الآخر ، فإنّه يكون بين الناس اختلاف كثير ، ويقتل منهم خلق عظيم ، ويخرج خارجيّ على الملك ، ويكون فزع وقتال ، ويكثر الموت في النّاس.

وإذا انكسفت في جمادي الأولى ، فانّه يكون السّعة في جميع النّاس بناحية المشرق والمغرب ، ويكون للسّلطان إلى الرّعية نظر ، ويحسن السّلطان إلى أهل مملكته ويراعي جانبهم.

وإذا انكسفت في جمادي الآخر ، فإنّه يموت رجل عظيم بالمغرب ، ويقع ببلاد مصر قتال وحروب شديدة ، ويكون ببلاد المغرب غلاء في آخر السّنة.

وإذا انكسفت في رجب ، فإنّه تعمر الارض ، وتكون أمطار كثيرة بالجبال وبناحية المشرق ، ويكون جراد بناحية فارس ولا يضرّهم ذلك.

وإذا انكسفت في شعبان ، يكون سلامة في جميع النّاس من السّلطان ، ويكون للسّلطان ظفر على أعدائه بالمغرب ، ويقع وباء في الجبال في آخر السّنة ، ويكون عاقبته إلى سلامة.

وإذا انكسفت في شهر رمضان كان جملة النّاس يطيعون عظيم فارس ، وتكون للرّوم على العرب كرّة شديدة ، ثمّ تكون على الرّوم ويسبي منهم ويغنم.

وإذا انكسفت في شوّال ، فانّه يكون في أرض الهند والزّنج قتال شديد ، ويكثر نبات الأرض بالمشرق.

وإذا انكسفت في ذي القعدة ، فانّه يكون مطر كثير متواتر ، ويقع خراب بناحية فارس.

وإذا انكسفت في ذي الحجّة ، فانّه يكون فيه رياح كثيرة ، وتنقص الأشجار ، ويقع بالأرض من المغرب سبع وخراب في كلّ ارض من ناحية المغرب ، وينقص الطّعام ويغلو عليهم ، ويخرج خارجي على الملك ويصيبه منه شدّة ، ويقلّ طعام أهل فارس ثمّ يرخص في العام الثّاني (19).

( في علامات خسوف القمر طول السّنة )
13 ـ إذا انكسف القمر في المحرّم ، فانّه يموت رجل عظيم ، وتنقص الفاكهة بالجبال ، ويقع في النّاس حكّة ، ويكثر الرّمد بأرض بابل ، ويقع الموت ، وتغلو أسعارها ، ويخرج خارجيّ على السّلطان والظّفر للسّلطان ويقتلهم.

وإذا انكسف في صفر ، فانّه يكون جوع ومرض ببابل وبلادها حتّى يتخوّف على النّاس ، ثمّ تكون أمطار كثيرة ، ويحسن نبات الأرض وحالا النّاس ، ويكون بالجبال فاكهة كثيرة.

وإذا انكسف في شهر ربيع الأول ، فانّه يقع بالمغرب قتال ، ويصيب النّاس يرقان.

وتكثر فاكهة البلاد بناحية ماه ، ويقع الدّود في البقول بالجبل ، ويقع خراب كثير بماه.

وإذا انكسف في شهر ربيع الآخر ، فانّه يكثر الأنداء بالجبال ، ويكثر الخصب والمياه ، وتكون السّنة مباركة ، ويكون للسّلطان الظّفر بالمغرب.

وإذا انكسف في جمادي الأولى ، فأنه تهراق دماء كثيرة بالبدو ، ويصيب عظيم الشّام بليّة شديدة ، يخرج خارجيّ على السّلطان والظّفر للسّلطان.

وإذا انكسف في جمادي الآخرة ، فانّه تقل الأمطار والمياه بنينوى ، ويقع فيها جزع شديد وغلاء ، ويصيب ملك بابل إلى المغرب بلاء عظيم.

وإذا انكسف في رجب ، فانّه يكون بالمغرب موت وجوع ، ويكون بأرض بابل أمطار ، ويكثر وجع العين في الأمصار.

وإذا انكسف في شعبان ، فإنّ الملك يقتل أو يموت ويملك ابنه ، وتغلو الاسعار ، ويكثر جوع النّاس.

وإذا انكسف في شهر رمضان ، يكون بالجبل برد شديد وثلج ومطر وكثرة المياه ، ويقع بأرض فارس سباع كثيرة ، ويقع بأرض مياه موت كثير بالصّبيان والنّساء.

وإذا انكسف في شوّال ، فانّ الملك يغلب على أعدائه ، ويكون في النّاس شرّ وبليّة.

وإذا انكسف في ذي القعدة ، فانّه تنفتح المدائن الشّداد ، وتظهر الكنوز في بعض الأرضين والجبال.

وإذا انكسف في ذي الحجّة ، فانّه يموت رجل عظيم بالمغرب ، ويدّعي فاجرٌ الملك (20).

وجميع ذلك إن صحّت الرّوايات عن دانيال النّبي صلى الله عليه واله يجري مجرى الملاحم والحوادث في الدّنيا وعلاماتها (21).

وقد قال النبيّ صلى الله عليه واله : إذا اراد الله بقوم خيراً أمطرهم باللّيل وشمّسهم بالنّهار (22).

وقال صلى الله عليه واله : إذا غضب الله على أمّة ولم ينزل بها العذاب ، غلت أسعارها ، وقصرت أعمارها ، ولم تربح تجّارها ، ولم تزك ثمارها ، ولم تغزر أنهارها ، وحبس عنها أمطارها ، وسلّط عليها شرارها (23).

وقال صلى الله عليه واله : إذا منعت الزّكاة هلكت الماشية (24) وإذا جار الحكّام أمسك القطر من السّماء ، وإذا خفرت الذّمة نصر المشركون على المسلمين ، وأمثلة ذلك كثيرة ، والله أعلم بحقيقة ذلك (25).

__________________

بحار الأنوار ( 14/374 ) ، برقم : ( 15 ) إلى قوله : وخرج وبعده إلى آخره موجود في أثناء المنقول عن تفسير العيّاشي ص ( 373 ) والآية في سورة البقرة : ( 259 ).
بحار الأنوار ( 14/364 ـ 366 ) ، برقم : ( 6 ) وفيه : كما ذكره الله في كتابه. أقول : ورد ذكره في الذّكر الحكيم في سورتين : البقرة : ( 259 ) والاسراء : ( 4 ـ 7 ).
هكذا في جميع النّسخ ، ولكن في إثبات الهداة : يعقده.
فانتثر فيها : المصدر. ولكنّه وما قبله : فينتثر ، من غلط النّاسخ أو المصّحح والصّحيح ما في المتن عن النّسخ المخطوطة.
في عدّة من النّسخ منها نسخة البحار : ولمّا رأوا ... وهو كما ترى غلط.
بحار الأنوار ( 14/367 ـ 368 ) ، برقم : ( 7 ). وإثبات الهداة ( 1/197 ) من الباب ( 7 ) الفصل ( 17 ) برقم : ( 110 ).
بحار الأنوار ( 14/369 ـ 370 ) ، برقم : ( 8 ). وللعلامة المجلسي هنا بيان يشجب فيه هذه القصص المنقولة عن وهب. إن شئت فراجعه.
كذا في ق1 وفي بقية النسخ : صنعها لنبيّ ابن النّبي يسجد . وفي البحار : صنعها النّبي ابن النبي ليسجد .
بحار الانوار (14/370) ، برقم : (9) .
في البحار في الموردين : الصّدوق عن السّكري ، وهو غلط والصحيح : عن القطان عن السكري ، كما في النص الحاضر .
بحار الأنوار ( 14/371 ) ، برقم : ( 10 ) و( 26/284 ) ، برقم : ( 41 ).
في البحار : جبّار عات.
بحار الأنوار ( 14/362 ـ 363 ) ، برقم : ( 4 ) و( 95/187 ـ 188 ) ، برقم : ( 11 ) و( 103/28 ) ، برقم : ( 46 ).
بحار الأنوار ( 14/371 ) ، برقم : ( 11 ) و( 69/366 ـ 367 ) ، برقم : ( 65 ).
بحار الأنوار ( 13/29 ) عن التّفسير المنسوب إلى القمي. أقول : قوله : ثمّ عبد الله عليه السلام ، غير مناسب مع المنقول عن الإمام الرّضا عليه السلام آنفاً ويظهر من مقطع الكلام هنا سقوط شيء سنداً ومتناً ، وعلى تقدير كونه مرتبطاً بما سبقه ، فالمناسب أن يقال : ثم قال الرّضا عليه السلام. ويأتي في التّعليق الآتي ما يحلّ الإشكال.
نعم إنّ الله على كلّ شيء قدير وإنّه عزيز حيم وحكيم ما يريد وما ذلك عليه بعزيز ولذا ذكر العلاّمة المجلسي في البحار الجزء ( 60/367 ) ذيل الحديث السّابق ما يقرّب وقوع الحقيقة وإن شئت فراجع والغرض من التعليق الإشارة إلى أنّ كلام الشيخ الراوندي هنا يناقض صدره ذيله فأنّ الاعتقاد بالإقتدار المطلق لله سبحانه لا يجامع الجزم بتأويل عمليّة موسى عليه السلام من غرزه عصاه في وسط مربض الاغنام لشعيب عليه السلام تلك الأغنام الّتي قال عنها شعيب لموسى عليهما السلام : ما وضعت في هذه السّنة من غنم بلق فهو لك بعد ما قال له موسى لمّا قضى أجله : لا بدّ لي أن أرجع إلى وطني وأمّي وأهل بيتي فمالي عندك؟ ... فاحتال حينئذ موسى فعمد إلى كساء أبلق والقاه على عصاه المغروز وسط المربض ثمّ أرسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السّنة إلاّ بلقا فايّ بعد في إعطاء الله سبحانه تأثيراً للعمليّة المزبورة على تحوّل نطف الأغنام وصيرورتها عل صورة لون واحد وهو الأبلق حسب نطاق هذه الحكاية التي جاءت في البحار عن تفسير القمي برواية مفصّلة صدرها عن أبي جعفر عليه السلام وقد روي الرّاوي ذيلا هذا المقدار الذي نقلناه عن أبي عبد الله عليه السلام والظّاهر الرّاوندي أراد أن يشير إلى صدر الرّواية عن أبي جعفر عليه السلام ثمّ ينقل المورد المناسب للكلام المتقدم عن أبي عبد الله عليه السلام فذهل عن الصّدر وكتب ما هو المقصود ذيلاً على نحو الاختصار والإقتباس عنه عليه السلام بتعبير : ثم قال أبو عبدالله عليه السلام وبهذا الجري أصبح ما ادعيناه في التّعليق المتقدم من وقوع سقط وارتباك في الكلام والنّقل صادقاً وصحيحاً.
بحار الأنوار ( 14/363 ـ 364 ) ، برقم : ( 5 ) و( 13/448 ـ 449 ) عن كمال الدّين مثله ، وعلى نحو الإقتباس.
بحار الأنوار ( 58/330 ـ 332 ) ، برقم : ( 1 ).
بحار الأنوار ( 58/332 ـ 333 ) ، برقم : ( 1 ).
بحار الأنوار ( 58/333 ـ 334 ) وكان الأولى أن يؤتى في جميع المقاطع الاثني عشر هنا بلفظ : وإذا انخسف ... لكن قد يطلق الكسوف على الخسوف عند أهل اللّسان ولا عكس.
هذا الكلام إلى آخر الباب من بيان الشّيخ الرّاوندي كما صرّح بمعناه في البحار الجزء ( 58/334 ).
ما وجدناه لا في أحاديث الشّيعة ولا العامّة.
تحف العقول في مواعظ النّبي صلى الله عليه واله ص ( 36 ) من طبع النّجف ، والوسائل ( 5/168 ) ، والمستدرك ( 1/440 ).
ورد ما هو بمضمونه في وسائل الشّيعة ( 7/17 ) كتاب الزّكاة الباب ( 3 ) الحديث المرقم ( 29 ).
بحار الأنوار ( 58/334 ).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asd1965.ahlamontada.com
 
» كتاب النبي دانيال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لامام المهدي عج كما ذكره انبياء بني اسرائيل واوجه التشابه مع كتب المسلمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الامام المهدي شمس لاتغطيه سحاب  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: