الشيصباني
اخواني السلام عليكم تلبيتا لطلبكم ايها الاخوة اعيد عليكم نشر موضوع الشيصباني من اجل الوقوف على شخصية هذا الرجل .. اخواني ان المتتبع لأحاديث النبي (ص) وروايات الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين الواردة في أمر الإمام المهدي (ع) يجد إن تلك الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة تتحدث في الكثير من عباراتها عن شخصياتها متعددة لها اثر واضح في أمر الإمام عليه السلام وقضيته سواء كان ذلك الأثر سلبياً أو ايجابياً إلا إن بعض تلك الشخصيات وخاصة التي لها دور ايجابي في قضية المهدي (ع) قد أحيطت بشيء من الرمزية والتحفظ والسرية وذلك لأسباب يأتي لكلام عنها في موضوع أخر إن شاء الله تعالى . إما بالنسبة للشخصيات التي يكون دورها سلبياً في أمره (ع) فأننا نجد أيضا بعض تلك الشخصيات خافية وغامضة وغير واضحة المعالم وان كان ذلك للوهلة الأولى إلا إن الباحث والمتأمل في تلك الروايات إذا ما أمعن النظر فأنه سيتوصل الى الحقيقة . ومن تلك الشخصيات والتي سنتناولها في موضوعنا هذا شخصية (( الشيصباني )) الذي ورد ذكره في الاخبار وتحدث عنه بعض الباحثين ولكن بشيء مختصر ومجمل غير مفصل . حيث سنحاول في هذه السطور الكشف عن هذه الشخصية ومحاولة معرفتها . وقبل الخوض في ذلك لابد لنا إن نعرف معنى كلمة شيصبان فقد ذكر صاحب كتاب شرح القاموس ان الشيصباني: قائد لإحدى الحركات العسكرية التي تخرج قبيل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، والظاهر أنه رجل لا يختلف عن السفياني في عقيدته وتوجهاته السياسية.عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن السفياني فقال: وأنى لكم بالسفياني حتّى يخرج قبله الشيصباني يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء.ومن سياق الرواية فإن توجهات الشيصباني لا تختلف عن السفياني قط. وكونه ينبع كما ينبع الماء إشارة إلى مفاجأة ظهوره وفوريته دون أمر سابق فضلاً عن تسارع جريان الماء، وهكذا هو الشيصباني يفاجئ الناس بظهوره وسرعة تحركه كذلك. [موجز دائرة معارف الغيبة: ص٩٢] في المقطع الأول من جواب الامام الباقر (ع) : وأنّى لكم بالسفیاني حتى يخرج قبله الشیصباني “ وأنى لكم ؟ ھي ضرب من العدم بما معناه لا يكون السفياني حتى يخرج قبله الشیصباني ، ھذا الامر يدلنا على ان ظھور الاخیر مشروط بخروج الأول ، فلا سفیاني إن لم يظھر قبله الشيصباني.هنا يشترط خروج الشیصباني قبل السفیاني .أما السفياني فقد وردت بحقه الروايات من مصادر الفريقين و حددت أوصافه و نسبه و مدة حكمه و خارطة حركته من بداية خروجه حتى مقتله بينما نجد ندرة واضحة بالدلالة على شخصیة الشیصباني ، فلم يتضح اذا كان فرداً أم جماعة ؟ وحتى نستطیع اعطاء البحث حقه يجب علينا التوسع من خلال الشرح والربط بین الروايات الشريفة ، لماذا ؟ لأن أئمة الھدى علیھم السلام قد أحاطوا بكل التفاصیل في مواضع مختلفة . فلنبدأ أولاً بالبحث عن معنى كلمة شیصبان ...اخواني إن التدقيق في كتب ومعاجم التفاسیر اللغوية سبيلنا لمعرفة الشخصيات المستقبلية هي الروايات لا غير، وكلُّ ما يمكن أن يقال في الشيصباني هو التالي:ورد عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن السفياني، فقال: وأنّى لكم بالسفياني حتَّى يخرج قبله الشيصباني، يخرج من أرض كوفان، ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتوقَّعوا بعد ذلك السفياني، وخروج القائم (عليه السلام). [الغيبة للنعماني: ص٣١٣ و٣١٤، ب١٨، ح ٨] وهنا عدَّة نقاط:النقطة الأُولى: أنَّ (الشيصباني) مأخوذ من الشصب والجدب، بمعنى الشدَّة، والشصّاب: القصّاب؛ وهو الجزّار........ وكذلك اخواني ان الشیصبان ھو إسم من اسماء الشیطان أو الجن (البحار52/250.)........ والشيصبان: اسم الشيطان.فوصف ذلك الرجل بالشيصباني يدلُّ على أنَّ توجّهاته سلبية.هذا بالإضافة إلى القرائن الموجودة في نفس الرواية الدالّة على ذلك، من قبيل: (فيقتل وفدكم)، أي وجهاء المؤمنين الذي يتقدَّمون الوفد عادةً، حيث يقال: وفد القبيلة ووفد المدينة بمعنى وجهائها ورهطها. والظاهر أنَّه يقتلهم عدواناً وبدون ذنب وكذالك اخواني الشیصبانیة ھي صفة شیطانیة عدائیة .أما أهل البيت علیھم السلام وبحسب ما ورد في الروايات الشريفة ، فكانوا يطلقون ھذا الاسم أو الصفة على حكام وجلاوزة بني العباس ، و إليكم هذه الرواية عن علي بن إبراھیم بن مھزيار أن الامام الحجة سألني ، قال لي : يابن مھزيار ؛ كیف خلّفت إخوانك في العراق ؟ قلت: في ضنك عیش وھناة ، قد تواترت علیھم سیوف بني الشیصبان .فقال قاتلهم الله أنّي يؤفكون.كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم و أخذهم أر ربهم لیلاً ونھاراً (كمال الدين/469).هنا نجد بأن إبن مهزيار يصف بني العباس ببني الشیصبان والامام الحجة يفھم قصده ويجیبه “ قاتلھم االله “..............و كذلك إليكم هذه الرواية الثانیة التي يصف فیھا دولة بني العباس :عن كفاية الأثر عن علقمة بن قیس قال : خطبنا أمیر المؤمنین على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة ... ثم قال: وتبنى مدينة يقال لھا الزوراء بین دجلة و دجيل و الفرات، فلو رأيتموھا مشیدة بالجص والآجر مزخرفة بالذھب والفضة والأزورد والمرمر والرخام وأبواب العاج والأبنوس والخیم والقباب و الستارات و قد غلبت بالساج والعرعر والصنوبر وشیدت بالقصور وتوالت علیھا ملك بني شیصبان، أربعة وعشرون ملكا .... (إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب. ) و هنا نجد بأن أمبر المؤمنین (ع) بعد وصفه للزوراء يشیر الى امراء بني العباس ويصفھم ببني شیصبان وهذا يدلل ان الشيصباني لا بد ان يحكم العراق وسيتخذ من بغداد مقراً لحكومته ويسكن فيها الا ان له اصلاً في النجف التي هي الكوفة حسب ما يعبر عنها بروايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ومن ذلك نفهم معنى انه ينبع كما ينبع الماء حيث يبدأ من النجف او ان له اصلاً في النجف ثم شيئاً فشيئاًَ حتى يستولي على بغداد ويحكم العراق كما ينبع الماء حيث للماء اصلاً وله مصباً اما ما ورد في الرواية التي ذكرنا في بداية الموضوع من ان الشيصباني يقتل وفدكم ففي ذلك اشارة الى ان هذا الحاكم سيقتل بعض الرجال المعروفين والوجهاء من انصار الامام المهدي (عليه السلام) ويبدوا انه هو من يكون وراء مقتل النفس الزكية والسبعين من الصالحين الذين يقتلون في ظهر الكوفة فأن الكاف ضمير الخطاب في كلمة وفدكم تعني الانصار خاصة فأن الامام الباقر (عليه السلام) كان يخاطب الشيعة الحقيقيين وليس كل من تسمى بهذا الاسم والوفد هم وجهاء القوم وسادتهم واشرافهم او ان المراد بالوفد هم المرسلون الى الحكام في امر معين... النقطة الثانية: أنَّ خروجه يكون قريباً نسبياً من ظهور السفياني وبعده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).ولكن هل سيكون خروج السفياني وبعده الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بعد مقتل الشيصباني أو أنَّهما يخرجان والشيصباني ما زال موجوداً؟الرواية لا تُصرِّح بشيء، بل قالت: عندما يظهر الشيصباني فتوقَّعوا خروج السفياني والإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهذا يُحتَمل فيه أنَّ الشيصباني ما زال موجوداً، ويُحتَمل أنَّه قد هلك آنذاك.النقطة الثالثة: على الفكرة القائلة: إنَّ الشيصباني سيُقتَل، فمن الذي سيقتله؟إنَّ الرواية لم تذكر من يقتله، وهنا احتمالان:الاحتمال الأوَّل: أن يقتله الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، أو أحد الممهِّدين له، كاليماني أو الخراساني، باعتبار أنَّه يُمثِّل خطّاً معادياً للحقِّ.الاحتمال الثاني: أن يقتله السفياني، باعتبار أنَّه وبملاحظة الخطِّ العامِّ للسفياني نجد أنَّه لا يقبل بوجود قوَّة أُخرى في الساحة حتَّى وإن اشتركت معه في منهج العداء لأتباع أهل البيت (عليهم السلام)، ولذلك فإنَّ السفياني سيقاتل الأصهب والأبقع.وبهذا الاعتبار، حيث إنَّ الشيصباني يخرج في الكوفة، والسفياني سيعمل على التوجّه إليها أيضاً، فقد تحدث بينهما معركة، وسيكون النصر من نصيب السفياني باعتبار أنَّ الروايات ذكرت بقاءه إلى ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) دون أن تذكر الشيصباني بشيء من ذلك.وعلى كلِّ حال هذا مجرَّد تحليل، قد يصحُّ وقد يخطئ و كذلك إليكم هذه الرواية الثانیة التي يصف فیھا دولة بني العباس :عن كفاية الأثر عن علقمة بن قیس قال : خطبنا أمیرالمؤمنین على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة ... ثم قال: وتبنى مدينة يقال لھا الزوراء بین دجلة و دجيل و الفرات، فلو رأيتموھا مشیدة بالجص والآجر مزخرفة بالذھب والفضة والأزورد والمرمر والرخام وأبواب العاج والأبنوس والخیم والقباب و الستارات و قد غلبت بالساج والعرعر والصنوبر وشیدت بالقصور وتوالت علیھا ملك بني شیصبان، أربعة وعشرون ملكا .... (-إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب. )و هنا نجد بأن أمبر المؤمنین (ع) بعد وصفه للزوراء يشیر الى امراء بني العباس ويصفھم ببني شیصبان تشبیه الشیصباني بجلاوزة بني العباس و من المعروف لدينا تاريخيا بأن بني العباس ھم احفاد العباس بن عبد المطلب وھو أصغر اعمام النبي (ص) . والیكم ھذه الرواية التي تثبت ذلك :عن ابن عباس، قال رسول االله (ص) لأبي يا عباس : ويل لذريتي من ولدك و ويل لولدك من ولدي( القائم ) فقال يا رسول االله : أفلا أجتنب النساء(أو قال أفلا أجب نفسي) قال :؟إن علم االله عز و جل قد مضى و الأمور بیده و إن الأمر سیكون في ولدي (-الغيبة للنعماني،14/248).و قد رفع بنو العباس زوراً شعارات اسلامیة موالیة لآل البیت (ع) وتظاھروا بحبھم والخروج للطلب بثاراتھم ، وكانت راياتھم سوداء ، وبعدما استولوا على الحكم مارسوا أشد انواع القتل والظلم والتعسف بحق اھل بیت النبوة واتباعھم طیلة مدة حكمھم . “ يخرج بأرض كوفان “ ، ھنا يحدد الامام المعصوم الوجھة التي ينطلق منھا الشیصباني ، او البقعة الجغرافیة التي يتحرك من ناحيتها ذلك الشرير ، ويدل علیھا بأنھا أرض كوفان أي العراق . وقد ذھب البعض من المحللین الى ان كوفان تعني الكوفة المدينة الحالیة ،و لكني وجدت بأن ھذا التحلیل غیر دقیق ، لماذا ؟ لأني وجدت بعض الروايات الصادرة عن رسول االله (ص) وآل البیت (ع) تشیر الى الكوفة ولیس بكوفان والیكم ھذه الرواية :قال أبو سعيد الخدري : سمعت رسول االله (صلى االله علیه وآله) يقول : الكوفة جمجمة العرب ورمح االله تبارك وتعالى وكنز الأيمان (الكافي،6/243).هنا نجد بأن الرسول الاعظم (ص) يصف الكوفة ولیس كوفان برمح االله . يخرج الشیصباني من العراق .أما في المقطع الثالث “ ينبع كما ينبع الماء “ ، فیظھر لنا من خلال وصف المعصوم كأنه يتكاثر وينتشر ، لماذا ؟ لأن من طبیعة النبع أن میاھه تتدفق من باطن الارض بقوة الى خارجھا ويتكاثر ويسیل وينتشر بین السھول والاودية . من صفات الشیصباني بانه يبدأ في العراق ثم يتكاثر وينتشر في اراضیه والى خارجه . “ ويقتل وفدكم “ ، ھنا تبدو صفته واضحة بأنه شرير وقاتل فھو يقتل وفدكم أي ساداتكم وقاداتكم أو علیة قومكم . فأن الامام الباقر (عليه السلام) كان يخاطب الشيعة الحقيقيين وليس كل من تسمى بهذا الاسم والوفد هم وجهاء القوم وسادتهم واشرافهم او ان المراد بالوفد هم المرسلون الى الحكام في امر معين.:" فتوقعوا بعد ذلك السفیاني وخروج القائم "، ھنا يرسم الامام المعصوم خارطة طريق الاحداث التي تسبق الظھور ببراعة لأنه ربط بين خاتمة مرحلة الشیصباني و بداية مرحلة السفیاني وترك الامر للمنتظرين في خانة التوقع الايجابي ، ولم يقل سلام االله علیه فانتظروا و توقع حصول حدث ما ، يدل على قرب حدوثه في كل ساعة ، اما انتظار الحدث فقد يطول اكثر ، كأن تقول : اتوقع وصول ولدي بعد قليل فهي أقرب من قول : انتظر قدوم ولدي . ھنا نستنتج بأن الشیصباني ھو من العلامات الھامة على خروج السفیاني ، ويختم الامام الباقر بكلمة و "القائم “ والواو حرف عطف ، مما يدل بأن مرحلة القائم تلي مرحلة السفیاني مباشرة .
المصدر البحث الممهدون في الأرض