السيف الموعود ومصير اليهود
اخواني السلام عليكم جاء في كتاب إلزام الناصب بسنده عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في خطبة قال: وسيحيط ببلاد الروم في أحد الأشهر الحرم أشدّ العذاب من بني حام فكم من دم يراق بأرض العلائم - أي الشام - وأسير يساق مع الغنائم، حتّى يقال: أروى بمصر الفساد وافترست الضبع الآساد، فيا لله من تلك الآفات والتجلبب بالبليّات واحصنت الربع المساحل حتّى يصمّم الساحل، فهنالك يأمر العلج الكسكس أن يخرب بيت المقدس، فإذا أذعن لأوامره وسار بمعسكره، وأهال بهم الرزمان بالرملة وشملهم الشمال بالذلّة فيهلكون عن آخرهم هلعاً فيدرك أساراهم طمعاً، فيا لله من تلك الأيام وتواتر شرّ ذلك العام، وهو العالم المظلم المقهر ويستكمل هوله في تسعة أشهر، ألا وإنّه ليمنع البرّ جانبه والبحر راكبه، وينكر الأخ أخاه، ويعقّ الولد أباه، ويذممن النساء بعولتهنّ، وتستحسن الاُمّهات فجور بناتهن، ويميل الفقهاء إلى الكذب، ويميل العلماء إلى الريب، فهنالك ينكشف الغطاء عن الحجب وتطلع الشمس من مغربها، هنالك ينادي منادٍ من السماء: اظهر يا وليّ الله إلى الأحياء... إلى آخر الخبر(.بيان الأئمة:١ ٤٧٠) يقول بعض مؤلفين في شرح الخبر: وسيحيط ببلاد الإرم أي ينزل ويحلّ ويفسد ببلاد الإرم وهي دمشق وحواليها، وفي القاموس إرم ذات العماد دمشق أو الاسكندرية - مصر - فيكون المعنى سينزل ويحلّ ويفسد ببلاد الشام دمشق والاسكندرية. قال عليه السلام: في أحد الأشهر الحرم أي إمّا في رجب أو ذي القعدة أو ذي الحجّة أو محرّم، فهذه هي الأشهر الحرم في الإسلام، أشدّ العذاب، أمّا العذاب الشديد ففسّر بالسيف والقتل وأمّا أشدّ العذاب أو العذاب الأشدّ فهو أعظم وأكثر من العذاب الشديد، ولعلّه يراد به القصف بالقنابل النووية المحرقة والقذف بالصواريخ والمدافع الثقيلة والأسلحة النارية ونحو ذلك من إهلاك النفوس بالسلاح الجديد المتطوّر المدمّر، فقال عليه السلام: أشدّ العذاب. وقوله: من بني حام: حام اسم للتوراة، فبني حام أي بني التوراة وهم اليهود الأوغاد، فيكون المعنى: سينزل بدمشق والاسكندرية أشدّ العذاب من اليهود فكم دم يراق بأرض العلائم - الشامات - وأسير يساق مع الغنائم - كما حدث ذلك في الحروب الاسرائيلية كحرب حزيران - فهؤلاء اليهود لا يكتفون بنهب الأموال بل الأموال والأنفس فيأسرون الناس - كالجنود - ويسوقون الأسير مع الغنائم. حتّى يقال: أروى بمصر الفسادن بمعنى شدّة الفساد بمصر أو بمعنى النقل والرواية للفساد بأن يروى الفساد عن مصر بحيث يذكر ويروى وقوع الفساد فيها، والفساد ضدّ الفلاح (وافترست الضبع الآساد) بمعنى أنّ من كان جباناً كالضبع وهم اليهود فإنّهم يفترسون الآساد جمع أسد، فالإمام عليه السلام يمثّل أهل الإسلام بالآساد، ويمثّل اليهود بالضباع، فالأسد سيّد الحيوانات فلا يمكن أن يفترسه الضبع ولكن في آخر الزمان ومن العلائم للظهور: أن يفترس اليهود الذين هم كالضباع الآساد الذين هم أهل الإسلام - وربما إشارة إلى انتشار النعرات اليهودية وكلماتهم المزيّفة بين المسلمين فيسودهم بثقافتهم المقيتة - كالعلمانية والديمقراطية والحرية المزيّفة والوطنية والقومية والتحزّب وما شابه ذلك من الكلمات الجوفاء والفارغة من المحتوى والجوهر - بعدما كان المسلمون بحضارتهم ودينهم وقرآنهم هم أسياد العالم فأخذوا لبّ الإسلام منّا وتركونا والقشور والظواهر. (فيا لله من تلك الآفات والتجلبب بتلك البليّات) كلمة (يا لله) تعجّب من تلك الآفات والمهلكات كالحروب النووية المدمّرة القاتلة للشعوب والمهلكة للمخلوقات والمخرّبة للديار العامرة، كما تعجّب عليه السلام من التجلبب أي لبس وتحمّل تلك البليّات العظام مثل الوقوف والصمود أمام الأسلحة النارية الحديثة. (وأحصنت الربع المساحل) أحصنت أي منعت لأنّ أصل الإحصان هو المنع. والربع هم جماعة الناس. المساحل جمع المسحل وهم الجلّادون من الشرطة الذين يقيمون الحدود. فيكون المعنى ومنعت الجلّادون من الشرطة جماعة الناس من الغدو والرواح، أي صدّروا أمرآ بمنع التجوّل في الشوارع والأزقّة والطرقات.حتّى يصمم الساحل ويصمّ الساحل - بميم واحدة - أي حتّى يسدّ الساحل وهو ريف البحر وشاطئه، فلا يدعون أحداً يأتي إليه، ويمنع التجوّل فيه، فهنالك (يأمر العلج الكسكس أن يخرّب بيت المقدس) أي بعد حضر التجوّل ومنع الناس عن المرور في الشوارع والأزقّة - أو إشارة إلى استقرار حكومتهم الغاصبة ونفوذهم في بلاد المسلمين وفتح سفارات إسرائيل واحدة تلو الاُخرى - يأمر العلج اللسكس، والعلج هو الرجل الضخم القويّ من كفّار العجم، وبعضهم يطلق الصلح على الكافر مطلقاً، والكسكس والكسكاس: القصير الغليظ، فيكون المعنى أنّ هذا الرجل الضخم القويّ من كفّار العجم، والمراد بالعجم - في الروايات - من خالف العرب في لسانه، فيشمل الإفرنج والروم وغيرهم، فهذا الأعجميّ اللسان من الأجانب الغربيين أو هو من اليهود أو النصارى، يامر بخراب بيت المقدس، ولعلّه - لأجل بناء هيكل سليمان كما هو من مخطّط الصهاينة، فعندهم لا يهود بلا فلسطين، ولا فلسطين بلا هيكل سليمان، فمن مخطّطهم تخريب المسجد الأقصى لأنّه أبرز علامة على أنّ فلسطين إسلامية، ولعل التخريب لأجل التنقيب فيه والاطلاع على ما فيه من ذخائر وكنوز وآثار قديمة وثروة عظيمة، وتحف عجيبة فينهبونها، ولذا ورد في بعض رواياتنا أنّ الإمام القائم عليه السلام إذا قام وفتح بيت المقدس وتوجّه إلى الدول الغربية وفتح إيطاليا، أمر بفتح الكنيسة التي فيها مقرّ البابا وهي كنيسة عظيمة، وفتح خزانتها فيخرج ما فيها من كنوز وذخائر وثروة، ويقول مخاطباً للمؤمنين: إنّ هذه الذخائر والكنوز والثروة والزينة كلّها سرقت من بيت المقدس، ووضعت هنا فارجعوها إلى محلّها، أي إلى بيت المقدس، فيحمل منها عشرة بواخر، ويرجع تلك الآثار والزينة والثروة إلى القدس الشريف.
ثمّ قال عليه السلام: (فإذا أذعن لأوامره) أي نفّذت أوامر هذا العلج الكسكس فخرّبوا بيت المقدس، ونهبوا وسرقوا ما فيه من كنوز وثروة عظيمة وذخائر جسيمة وساد هذا العلج من الغربيين ومن اليهود أو النصارى مع جيشه ونزل في الرملة، وهي بلدة في فلسطين شمال شرقي القدس. (وشملهم الشمال بالذلّة) أي شملهم وأدخلوا عليهم أهل الشمال الذلّة وأهل الشمال هو الدول الشرقيّة، فحيث إنّهم قد حطّموا أقوى الدول الغربية، فلا قوّة عندهم تعزّزهم، فأصبح الغربيون - اليهود وأمريكا - أذلّاء خاسرين، لأنّ الذلّة ضدّ العزّة بمعنى الإهانة، فصاروا مهانين لا قوّة لهم ليدفعوا بها عن أنفسهم، ولا ناصر لهم فينصرهم فيهلكون عن آخرهم هلعاً أي جزعاً، لأنّ الهلوع من يفزع من الشرّ والفجور، ومن لا يصبر على المصاب، فيقتلون عن آخرهم. (فتدرك أساراهم طمعاً) أي إذا انعدمت قوّتهم ولم يتمكّنوا من الدفاع عن أنفسهم فيشملهم الهلاك، فقسم منهم يهلك بالقتل، وقسم بالأسر، أي فحينئذٍ يطمع الغير في أسرهم وسلبهم، فيأسرهم غيرهم ويسلبهم ما عندهم، ثمّ يتعجّب الإمام عليه السلام قائلا: فيا لله من تلك الأيام وتواتر شرّ ذلك العام، وهو العام المظلم المقهر، ويستكمل هوله تسعة أشهر