اولا تدمير بغداد بيد السفياني
اخواني السلام عليكم .أهم أحداث سنة الظهور لكي يترقبها المترقب فهي خراب المدن و البلدان ، فمنها ما يخرب بالحروب و الفتن ، ومنها ما يخرب بالغرق ، ومنها ما يخرب بالأمر الإلهي كالخسف و الزلزلة و الحاصب و الريح الصرصر العاتية و الصيحة و غيرها .ولكي لا اطيل على اصدقائي ومتابعي و ربما اربكهم بكثرة الاحاديث المرويه ، نذكر خراب الزوراء و التي يهمنا أمرها و يتعلق مصيرنا بها لكي نكون على حذر .
خراب الزوراء و المزورة : ورد في احد الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سؤل عن خراب الزوراء وهل المقصود بها " بغداد " انه قال : لا إنما هي الري ، وأما بغداد فهي المزورة ، ولكن المتواتر عن أئمة أهل البيت ابتداء من الإمام علي (ع) أنهم يشيرون بذلك إلى بغداد ، و سمّوها في بعض الروايات باسمها الصريح و قالوا " بغداد " ، ولكن لكي لا نهمل الرواية الأولى وما وراءها فانه بالنتيجة فان الخراب يشمل كل من الزوراء و المزورة ، أي بغداد على حدّ سواء ، للعلم اخواني (سميت بغداد " الزوراء " لازورار النهر فيها " قرب العطيفية .)قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام : الزوراء وما أدراك ما الزوراء أرض ذات أثل يشيد فيها البنيان وتكثر فيها السكان ويكون فيها محاذم وخزان يتخذها ولد العباس موطنا ولزخرفهم مسكنا تكون لهم دار لهو ولعب يكون بها الجور الجائر والخوف المخيف والأئمة الفجرة والأمراء الفسقة والوزراء الخونة تخدمهم أبناء فارس والروم لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منكر إذا أنكروه ( يكتفي ) الرجال منهم بالرجال والنساء منهم بالنساء فعند ذلك الغم العميم والبكاء الطويل والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك وهم قوم صغار الحدق وجوههم كالمجان المطوقة بأسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوري الصوت قوي الصولة علي الهمة لا يمر بمدينة إلا فتح) قواعد الأحكام - العلامة الحلي - ج 1 - ص 14 - 15) لا تتعجب من بقاء سلطة بني العباس فالمعلوم ان اكثر الذين يتسلطون علينا الان هم من بني العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وليسوا علويين كما يدعون . انظروا اخواني وعن حذيفة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «تكون وقعة بالزوراء»، قالوا: يا رسول الله وما الزوراء؟ قال (صلى الله عليه وآله): «مدينة بالشرق بين أنهار، يسكنها شرار خلق الله، وجبابرة من أُمّتي، تعذَّب بأربعة أصناف من العذاب: بالسيف، والخسف، والقذف، والمسخ» (عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (عج)، الشافعي السهيلي، ص: 117.)
الزوراء هي بغداد، ويقال زوراء العرب، وأمَّا زوراء العجم فطهران، وبغداد تقع بين نهر دجلة والفرات، ويجري نهر دجلة من منتصف الزوراء، في زماننا هذا فعلاً، يسكنها شرار الخلق من الشيوعيين والقوميين والبعثيين، وأهل النفاق والملاحدة والعلمانيين، وجواسيس الكفر العالمي، وهذا لا يعني أنَّها تخلو من الأخيار، نزل بها على عهد هولاكو أشدَّ العذاب، وشملها طغيان نهر دجلة مرّات عديدة، ولكنَّ الإشارة إلى أنَّها تُعذَّب في آخر الزمان بأربعة أصناف من العذاب: بالسيف ; فكم من مرّة أذاقها السيف حرارته حين وقعت الخلافات بين السُّنة والشيعة، وكم من مرّة في الإنقلابات المفتعلة أذاقها السيف حرارته ; وأمَّا التي دُبِّت مثل الحرب مع الأخوة الأكراد، ومحاربة الشيعة في الجنوب وحرب الثمان سنين وحرب الكويت، وهذه المواقف التي تنمو وتترعرع في مخيلة العدوّ، ويسعى جاهداً لتنفيذها الهمج الرعاع، أذاقها السيف حرارته، وأمَّا الخسف فما زالت هذه الأحداث ستكون مدعاة للخسف آجلاً أو عاجلاً، والقذف على قدم وساق، فطائرات الأباتشير تصبّ مئات الأطنان من المتفجّرات هنا وهناك بين آونة وأُخرى، والمسخ حاصل في الأفكار والأجساد والتصرّفات، وهناك حالات مسخ جرى التعتيم عليها، ولابدَّ يوماً تنكشف أكثر فأكثر، حتّى يعلم المجتمع البشري ما هو عليه.
الزوراء تعرّضت كثيراً منذ سقوط الدولة العبّاسية وإلى يومنا هذا، إلى وقعات، ولعلَّ المراد بالوقعة هذه: سقوط الحكم العفلقي حيث كانت من قبيل العجب، لأنَّ بغداد كانت قاعدة عسكريّة محصنة ومحكمة بأسلحة حديثة وجيوش مدرّبة وحزب متماسك، ولكن مشيئة الله فوق مشيئة البشر، خرج القادة على القيادة، وجاءت قوّة تعرف مكامن القوّة، فضربت في الصميم، فجعل الله تعالى بأسهم بينهم، وفي الحقيقة كانت وقعة خياليّة، سقطت فيها القوانين العسكريّة والتوقّعات وسقطت البراقع عن الوجوه الكالحة من مصاصي الدماء. ولا يمكن توقّع وقعات أُخرى إلاّ من خلال: «وخراب الزوراء من السفياني»( بشارة الإسلام، ج 38، ص: 28.)، «وخراب دار الفراعنة ومسكن الجبابرة ومأوى الولاة الظلمة وأُمّ البلاء، وأُخت العار تلك ورب عليّ يا عمر بن سعد بغداد...»( بشارة الإسلام، ج 38، ص: 28.)، «بغداد يصير عاليها سافلها»( بشارة الإسلام، ص: 43.)، وأظنّ إنَّ الذين ضُربت مصالحهم يصعدون من أعمالهم في بغداد وبعقوبة، فيستعمل الأمريكان والجيش العراقي أسلحة ثقيلة لمواجهتهم، وبالنتيجة يكون بغداد عاليها سافلها. يُقتل فيها الكثير وتُخسف الأرض من وقع القنابل الثقيلة، وتُقذف بالصواريخ الثقيلة، وأمَّا المسخ فقد وقع فيها: تكتَّمت عليه وكالات الأنباء والصحف المحليّة والعالميّة، حين وقع الإعتداء على قبور الأئمّة (عليهم السلام) في النّجف وكربلاء.
قال المفضل: يا سيّدي فالزوراء التي تكون في بغداد ما يكون حالها في ذلك الوقت؟ فقال (عليه السلام): «تكون محلّ عذاب الله وغضبه والويل لها من الرايات ومن رايات الغرب...، ومن الرايات التي تسير إليها من كلِّ قريب أو بعيد، والله لينزلنَّ بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأُمم المتمردّة من أوَّل الدهر إلى آخره، ولينزلنَّ بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت بمثله، ولا يكون طوفان أهلها إلاّ بالسيف، فالويل لمَن اتَّخذ بها مسكناً، فإنَّ المقيم بها يبقى بمقامه، والخارج منها يرحمه الله ليبقى من أهلها في الدنيا، والله إنَّ بغداد لتعمر في بعض الأوقات حتّى أنَّ الرائي يقول: هذه هي الدنيا لا غيرها، لكثرة أهلها ونعيمها، ويظنّ حتّى يقال أنَّها هي الدنيا، وإنَّ دورها وقصورها هي الجنّة، وإنَّ بناتها هي الحور العين، وإنَّ ولدآنهاهم الولدان، وليظنن أنَّ الله لم يقسِّم رزق العباد إلاّ بها، وليظهرن من الإفتراء على الله وعلى رسوله، والحكم بغير كتاب الله، ومن شهادات الزور وشرب الخمور والفجور وأكل السُّحت، وسفك الدماء، كما لا يكون في الدنيا كلّها إلاّ دونها، ثمَّ ليخربها الله بتلك الفتن وبتلك الرايات، وعلى هذه العساكر والجيوش، حتّى لو مرَّ عليها مارّ لقال: هيهات كاانت هذه أرض بغداد...» ولكن مالذي يدعو السفياني لإقتحام بغداد؟ في موضوع دخول السفياني للعراق أن جيش السفياني القادم الى العراق من الشام ينقسم الى قسمين: قسم يدخل العراق من ناحية الموصل نحو سامراء للقضاء على مركز قوة الإقليم الغربي في تكريت بإلقاء القبض على عوف السلمي، والقسم الثاني يدخل من ناحية البو كمال نحو المدن الأنبارية الفراتية حتى يصل الفلوجة ومن هناك يعبر الفرات عبر جسر الفلوجة، بيد أن الروايات تتحدث عن كفر السفياني، ومحو الإيمان من قلبه عند عبوره الفرات، فقد ورد في الرواية عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله قال ( إذا عبَر السُّفيانِيُّ الفُراتَ ، وبلَغ مَوضِعًا يُقالُ له عَاقِرْقُوفَا ، مَحا اللهُ الإيمانَ مِن قلبِه ، فيَقتُلُ بها إلى نَهَرٍ يُقالُ له: الدُّجَيلُ سبعينَ ألفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيوفًا مُحَلاةً ، وما سِواهم أكثَرُ منهم ، فيَظهَرونَ على بيتِ الذهَبِ فيَقتُلونَ المُقاتِلَةَ والأبطالَ ويَبقُرونَ بُطونَ النِّساءِ يَقولونَ: لعلَّها حُبلَى بغُلامٍ ، وتَستَغيثُ نِسوَةٌ مِن قُرَيشٍ على شاطِئِ دِجلَةَ إلى المارَّةِ مِن أهلِ السُّفُنِ يَطلُبنَ إليهِم أنْ يَحمِلوهُنَّ حتى يُلقوهُنَّ إلى الناسِ فلا يَحمِلوهُنَّ بُغضًا ببني هاشِمٍ ، فلا تُبغِضوا بني هاشِمٍ فإنَّ منهم نبيَّ الرحمةِ ومنهمُ الطيَّارُ في الجنَّةِ ، فأمَّا النِّساءُ فإذا جَنَّهُنَّ الليلُ أَوَينَ إلى أَغوَرِها مَكانًا مَخافَةَ الفُسَّاقِ ، ثم يَأتِيهِمُ المَدَدُ منَ البَصرَةِ حتى يَستَنقِذوا ما معَ السُّفيانِيِّ مِنَ الذَّرارِي والنساءِ مِن بَغدادَ والكُوفَةِ، يخرج السُّفْيَانِيّ حتى ينزِلَ دمشقَ ، فيبعثُ جيشينِ إلى المدينة خمسةَ عشرَ ألفا ينْتَهبونَ المدينةَ ثلاثةَ أيامٍ ولياليهنّ ، ثم يسيرونَ متوجّهينَ إلى مكةَ وذكرَ الحديث ، وقال : ثم يسيرُ جيشهُ الآخر في ثلاثينَ ألفا وعليهم رجلٌ من كَلْبٍ حتى يأتوا بَغْدادَ ، فيقْتُلونَ بها ثلاثمائة كبشٍ من ولدِ العباسِ ، ويبْقُرون بها ثلاثمائةِ امرأةٍ ، قال ثوبان : فسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : وذلك بما قدّمتْ أَيديهِمْ وَمَا اللهُ بِظلّام للعبيدِ ، فيقتلونَ ببغدادَ أكثرَ من خمسمائةِ ألفٍ . وقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد) (64 ، 65 / 1 و الملاحم و الفتن 171
بعد عبور جيش السفياني الفرات وإحداث تلك المجزرة المهولة بسكنة تلك المناطق؛ تستتب له الأوضاع فيطمع فيتوجه نحو بغداد، وبغداد تعني الحكومة العراقية وتعني شيعة أهل البيت عليهم السلام، لذا عبّرت الرواية بعد أن يمحو الله عن قلبه الإيمان، بأنه يكفر.فقد ورد في الرواية (لا يعبر السفياني الفرات إلا وهو كافر) (عقد الدرر في أخبار المنتظر عقد الدرر: ص ٧٩ ب ٤ ف ٢، السنن» بَابُ مَا جَاءَ فِي السُّفْيَانِيِّ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ ص92 رقم الحديث: 548)
ينحدرالسفياني نحو بغداد فيدخل المنطقة الخضراء ويقتل بها ثلاثة الاف من أهلها، ويقتل ثلاثمائة من السياسيين والقيادات العراقية ويغتصبون مائة امرأة. فقد ورد في الرواية: وفي كتاب الزام الناصب نقلاً عن الصادق عليه السلام قال
… فيخرج رجل من ولد صخر فيبدل الرايات السود بالحمر فيبيح المحرمات ، ويترك النساء بالثدايا معلقات وهو صاحب نهب الكوفة ، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفه بها الخير محفوفه قتل زوجها وكثر عجزها واستحل فرجها ) الزام الناصب : 157-158.
وجاء في كتاب معاني الأخبار عن عقد الدرر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال (.. ويبعث جيشه إلى الزوراء مائة وثلاثين الفاً ويقتل على جسرها إلى مدة ثلاثة أيام سبعين الف نفس ويفتضضن اثنتي عشر الف بكر وترى ماء الدجلة محمراً من الدم ومن نتن الأجساد .) الزام الناصب :67
(من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق و المغرب فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق و جيشاً إلى المدينة ، فيسير الجيش نحو المشرق حتى ينزل بأرض بابل في المدينة الملعونة و البقعة الخبيثة يعني مدينة بغداد قال فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف و يفتضون أكثر من مائة امرأة ، و يقتلون بها أكثر من ثلاثمائة كبش من ولد العباس ،ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها) تفسير الطبري22: 72، وذكرها الثعلبي في تفسيره 8: 95
تتحدث الرواية أعلاه عن جيش السفياني الذي في العراق، حيث أنه بعد معاركه في المنطقة الغربية ينزل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة وهي المنطقة الخضراء الحالية، وتسمى بالزوراء لإزورار النهر عليها، أي التفافه عليها، وتشمل منطقة الجادرية، وهي ذاتها البقعة التي تحدث عنها أمير المؤمنين عليه السلام، عندما جاز بالجيش بعد عودته من حرب النهروان، ذاهبا بإتجاه براثا فلما مر بهذه المنطقة وحان وقت الصلاة، لم يصلي فيها حتى وصل الى موقع مسجد براثا فردت له الشمس هناك. فقد ورد في الرواية ففي حديث الإمام الصادق (ع) مع المفضل بن عمر ، قال المفضل : يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت ؟ قال الإمام الصادق (ع) : (في لعنة الله و سخطه ، تخربها الفتن و تتركها جماء ، فالويل لها و لمن بها كل الويل من الرايات الصفر و رايات المغرب و من يجلب من الجزيرة ، ومن الرايات التي تسير إليها من كل بعيد و قريب ، و لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم من أول الدهر إلى آخره , و لينزلنّ بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف ، فالويل لمن اتخذ بها سكنا ، فان المقيم بها يبقى بشقائه ، و الخارج منها برحمة الله .... ثم ليخربها الله بتلك الفتن ، حتى يمر عليها المار فيقول " هاهنا كانت الزوراء " . ) ( مختصر بصائر الدرجات ص 189)
و أحوال بغداد و أهل بغداد الظالم أهلها ، هي اليوم أهول و افزع من أن يتحدث بها متحدث ، ومع ذلك فهم لا يتناهون عن الظلم و البغي و سفك الدماء ، رغم كل الخداع و المكر الإعلامي الذي يمارسونه من اجل إظهار أنفسهم بأنهم ضحية ، وهم لا يعلمون أنهم إنما يخدعون أنفسهم وما يشعرون ، حتى يأتي أمر الله ( ألا لعنة الله على الظالمين ) . ويروي المسعودي أن بغداد أول ما بنيت ، كان من أنقاض مدينة بابل التي قلب الله بها أهلها . ويقول ايضا ان ( الزوراء ) هي غرب بغداد لان الناس تزورّ في الصلاة فيها (وفقا لاتجاهات خطوط الطول والعرض والاتجاه نحو الكعبة الشريفة ) واما شرق بغداد فتسمى (الروحاء) ، ومعلوم من يسكن شرق بغداد ! ومن يسكن غربها !
وفي غيبة النعماني ، عن الحصين بن عبد الرحمن ، عن أبيه عن جده عمرو بن سعد قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا ، وتظهر الحمرة في السماء ، وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض حتى يظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم يدعون لولدي وهم برآء من ولدي ، تلك عصابة رديئة لا خلاق لهم ، على الأشرار مسلطة ، وللجبابرة مفتنة ، وللملوك مبيرة ، تظهر في سواد الكوفة ، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب ، رث الدين ، لا خلاق له ، مهجن زنيم عتل ، تداولته أيدي العواهر من الأمهات " من شر نسل " لا سقاها الله المطر " ، في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء ، والعلم الأخضر ، أي يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت ، ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة ، وخراب دار الفراعنة ومسكن الجبابرة ، ومأوى الولاة الظلمة ، وأم البلاد وأخت العاد ، تلك ورب علي يا عمرو بن سعد بغداد ، ألا لعنة الله على العصاة من بني أمية وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي ولا يراقبون فيهم ذمتي ، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي ) كتاب الغيبة ـ محمد بن ابراهيم النعماني ص 147
ويظهر من هذه الرواية ان سنة الظهور ستشهد ظهور المزيد من الحركات الضالة التي تدعي مناصرة القضية المهدوية وتتبناها ، وترفع شعارات ظاهرها براق خادع وجوهرها الدجل والنفاق والكذب ، وغرضها الباس الامر على الناس وتنفيرهم من قضية الامام المهدي عليه السلام ، ومنهم هذا الاسود اللون والقلب ، فاحذروا امره .ويظن بعض الذين لا يعلمون ان الامام المهدي عليه السلام هو ملك المستقبل الذي يجب عليهم السعي لكي يكونوا هم حاشيته ، على طريقة الحرس الرئاسي والامن الخاص وفدائيي صدام وحواشي الملوك المفسدين ، وتحدثهم انفسم الامارة بالسوء ، ويمنيهم الشيطان بالاماني الزائفة ، بان النفاق والانتهازية يمكن ان تكون سبيلهم لتحيق امانيهم البائسة تلك ، فعدا ان اصحاب الامام المهدي عليه السلام ليس هو الذي يختارهم ، بل الله هو الذي اختارهم له ، واختارهم الله على علم ، فعدا ذلك نبين لهؤلاء ما يقوله ائمة اهل البيت عليهم السلام في هذه الروايات التي تبين شدة وصعوبة امر الامام المهدي والطريق الشاقة جدا لاقامة دولته المباركة :
بسنده عن بشير النبال : (لما قدمت المدينة قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنهم يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا ، ولا يهريق محجمة دم ، فقال : كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين أدميت رباعيته ، وشج في وجهه ، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق ، ثم مسح جبهته " ) كتاب الغيبة ـ محمد بن ابراهيم النعماني ص 284
وبسنده عن معمر بن خلاد قال : " ذكر القائم عند أبى الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال : ( أنتم اليوم أرخى بالا منكم يومئذ ، قالوا : وكيف ؟ قال : لو قد خرج قائمنا عليه السلام لم يكن إلا العلق والعرق ; والنوم على السروج ، وما لباس القائم ( عليه السلام ) إلا الغليظ ، وما طعامه إلا الجشب " ) كتاب الغيبة ـ محمد بن ابراهيم النعماني ص 287 ، الكافي 1 - 333 - 341 ، وكمال الدين : 370
ذكرة الروايات أنّ أمير المؤمنين عند مكوثه في موضع مسجد براثا: صاح فقال: (يا بئر (بالعبراني) أقرب إليّ، فلمّا عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم، فانتضى سيفه وكسح ذلك كلّه وقال: إنّ هاهنا قبر نبيّ من أنبياء الله، وأمر الشمس أن ارجعي، وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه، فأقام القبلة بخطّ الاستواء وصلّى إليها) مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 265
والرواية التالية تشير الى كون تلك البقعة الملعونة في بغداد:
(يخرج السفياني حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشين إلى المدينة خمسة عشر ألفا ينتهبون المدينة ثلاثة أيام ولياليهن، ثم يسيرون متوجهين إلى مكة وذكر الحديث، وقال: ثم يسير جيشه الآخر في ثلاثين ألفا وعليهم رجل من كلب حتى يأتوا بغداد، فيقتلون بها ثلاثمائة كبش من ولد العباس، ويبقرون بها ثلاثمائة امرأة، قال ثوبان: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذلك بما قدمت أيديهم وما الله بظلام للعبيد) الخطيب البغدادي -المصدر: تاريخ بغداد -الصفحة أو الرقم: 1/65
كما ورد في رواية طويلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: .. ويبعث السفياني مئة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق، وموضع مريم وعيسى بالقادسية، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة. ) البحار:53/ 82
تتحدث الرواية عن إحتلال جيش السفياني لبغداد، وإرساله جيشاً الى الكوفة بعد ذلك، وفي بغداد ينقسم جيش السفياني الى ثلاث أفواج، فوج يحتل (الروحاء) والروحاء كما حققناها تنطبق على المنطقة الخضراء، والفوج الثاني يحتل (الفاروق) والفاروق كما حققناه هو المطار، والمظنون أنه مطار بغداد، وبالطبع فإن لأي إحتلال عسكري ينوي السيطرة على بغداد؛ ستكون المنطقة الخضراء ومطار بغداد، منطقتين إستراتيجيتين، أما الفوج الثالث فسوف يحتل موضع مريم وعيسى في المنطقة المقدسة في بغداد، والتي تسمى بالقادسية لقدسيتها.
وقد أشار فضيلة الشيخ علي الكوراني في كتابه عصر الظهور، في هذه الرواية الى مسجد براثا بقوله (ويوجد بعض روايات تذكر أو تشير إلى أن مريم وعيسى عليهما السلام قد زارا العراق ونزلا القادسية، وبقيا مدة في مكان مسجد براثا قرب بغداد، والله العالم) عصر الظهور/ الكوراني ص29
إذن المنطقة الثالثة هي مسجد براثا، ويبدو من ذلك إستراتيجية المسجد في مجاهدة السفياني.
وقد ورد في رواية تأكيد على أن الزوراء هي ليست مدينة بغداد وإنما منقة الحكم فيها:
(عن أمير المؤمنين عليه السلام: تبنى مدينة بين الفرات ودجلة يكون فيها شر ملك بني العباس وهي الزوراء يكون فيها حرب مقطعة تسبى فيها النساء ويذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم قال أبو قيس فقيل لعلي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين : قد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوراء ، فقال : لأن الحرب تزور في جوانبها حتى تطبقها أما هلاكها على يد السفياني كأني بها ، والله قد صارت خاوية على عروشها) التذكرة للقرطبي -الصفحة أو الرقم: 597
تؤكد الرواية على أن خراب منطقة الحكم في بغداد سيكون على يد جيش السفياني, حتى لا يبقى منها الا السور, وحتى يمر المار فيقول ها هنا كانت الزوراء:
عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام قال المفضل: (يا سيدي فالزوراء التي تكون في بغداد ما يكون حالها في ذلك الزمان؟ فقال: تكون محل عذاب الله وغضبه .. بعد ذلك يخرجها الله تعالى بالفتن، وعلى يد هذه العساكر حتى إن المار عليها لا يرى منها إلا السور.) (بحار الأنوار ج53 ص14 و15، بشارة الإسلام ص143، يوم الخلاص ص701).
كذلك نؤكد هذه الرواية أن الزوراء هي منطقة من مناطق بغداد، وتخرب على أيادي العسكر، وهم عسكر السفياني كما أشارت الرواية السابقة، ويبدو أن معاركاً ضارية تحدث فيها، حتى تخرب فلا يبقى شاهقاً فيها سوى السور
وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام واصفاً ما يجري على الزوراء قال: حتى لو مر عليها المار فيقول: ها هنا كانت الزوراء. وقد أشار أحد الفضلاء الباحثين في القضية المهدوية الى تلك الرؤيا:
(القرائن الحافة ككلمة المدينة الملعونة أو البقعة الخبيثة لا يعقل أن تطلق على مدينة بغداد، وفيها ما فيها من مواطن الهدى ومكامن الإيمان، فهي أما أن تطلق على خصوص المنطقة القديمة من بغداد، أو ما يرمز للعاصمة من الناحية السياسية، وعندئذ ستكون منطقة الزوراء التي يطلق عليها المنطقة الخضراء هي المقصودة ...) (علامات الظهور للشيخ جلال الدين الصغير ج2 ص 262)
وعلى إثر إسقاط جيش السفياني للحكومة العراقية، يخرج رجل من النجف الأشرف تسميه إحدى الروايات (علي) حيث يتخذ ذلك الرجل موقفاً صارماً من الاحتلال السفياني، فيبعث له السفياني فوجاً عسكريا فيقتله، فتثور عشائر النجف على جيش السفياني. ارجوا المتابعه والله تعالى هو العالم بمجرى الامور يمحوا مايشاء ويثبت مايشاء