رجال حول الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف (لابدال والاوتاد )
اخواني السلام عليكم عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " مَنْ دَعا للمؤمنين و المؤمنات في كل يوم خمساً و عشرينَ مرة ، نَزَعَ اللهُ الغِلَّ من صدره ، وَ كَتَبُه من الأبدال إن شاء الله)(الجعفريات : 223 ، باب فضل الدعاء للمؤمنين و المؤمنات .)
الأبدال والأوتاد هم عباد الله الأبرار الاتقياء الذين ببركة وجودهم يحفظ الله تعالى الأرض ومن عليها ويرزق الخلق وينعم عليهم. ...اخواني ذكرة اغلب الاحاديث ان الابدال من اشرف البشر ولكي نعرف اكثر عنهم علينا ان نعرف صفاتهم ومقامهم عسى ان نكون منهم :..........انظروا اخواني إذا مات منهم واحد أبدل الله مكانه آخر . وهي أخصر من عبارة المصنف . واختلف في واحده ، فقيل : بدل ، محركة ، صرح به غير واحد ، وفي الجمهرة : واحدهم : بديل ، كأمير ، وهو أحد ما جاء على فعيل وأفعال ، وهو قليل ، كما تقدم . ونقل المناوي عن أبي البقاء ، قال : كأنهم أرادوا أبدال الأنبياء وخلفائهم ، وهم عند القوم سبعة ، لا يزيدون ولا ينقصون ، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة ، لكل بدل إقليم فيه ولايته ، منهم واحد على قدم الخليل ، وله الإقليم الأول ، والثاني على قدم الكليم ، والثالث على قدم هارون ، والرابع على قدم إدريس ، والخامس على قدم عيسى ، والسابع على قدم آدم ، عليهم السلام ، على ترتيب الأقاليم . وهم عارفون بما أودع الله في الكواكب السيارة من الأسرار والحركات والمنازل وغيرها . ولهم من الأسماء أسماء الصفات ، وكل واحد بحسب ما يعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول والإحاطة ، وقد ذكرة بعض الروايات اخواني ان الابدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر، وعن القاموس الأبدال: قوم يقيم الله بهم الأرض وهم سبعون، أربعون بالشام وثلاثون بغيرها لا يموت أحدهم إلا قام مقامه آخر من سائر الناس. (مجمع البحرين: ج ٢).والظاهر أن أكثر الأبدال من أهل الشام كون أن إيمانهم وولائهم لأهل البيت عليهم السلام في ظل توجهات معادية تسعى للانقضاض على شيعة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم يُضفي عليهم حالةً من التكريم والاهتمام الظاهر لمهمتهم. والأبدال يمارسون ولاءهم هذا في ظروف قاهرة جديرون بأن تكون لهم المكانة الكبرى والمنزلة العظمى، والنص التالي يشير إلى انضمام الأبدال لنصرة الإمام عليه السلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصف الإمام عليه السلام بقوله: (هو رجلٌ من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة [أي يرى كابن أربعين سنة] فتخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم)....... وفي روايه اخرى عن الخالد بن الهيثم الفارسي أنه قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السَّلام ) إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالا ، فمن هؤلاء الأبدال ؟ قال : " صدقوا ، الأبدال الأوصياء ، جعلهم الله عَزَّ و جَلَّ في الأرض بَدَلَ الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء و ختمهم محمد ( صلى الله عليه و آله ) "بحار الانوار... اخواني والأبدال : قوم من الصالحين ، لا تخلو الدنيا منهم بهم يقيم الله عز وجل الأرض . قال ابن دريد : هم سبعون رجلا ، فيما زعموا ، لا تخلو منهم الأرض أربعون رجلا منهم بالشام ، وثلاثون بغيرها . قال غيره : لا يموت أحدهم إلا قام مكانه آخر من سائر الناس ............. الأبدال : جَمْعُ بَدَلْ وَ بَدِيل ، و هم الزُّهاد ، و العُبَّاد ، و الأولياء المخلصين للّه .كما جاء في علم الرجال (علم الرجال : هو العلم الذي يُبحث فيه عن قواعد معرفة أحوال الرواة من حيث تشخيص ذواتهم ، و تبيين أوصافهم التي هي شرط في قبول روايتهم أو رفضها ، يراجع : أصول علم الرجال : 11 ، للعلامة الدكتور الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي ( حفظه الله ) ، الطبعة الثانية ، سنة : 1416 هجرية ، مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر ) اخواني و يُعتبر عَدُّ الراوي من الأبدال مَدحاً من الدرجة العليا يصل إلى درجة التوثيق ، فمثلاً نجدُ أنَّ الشيخ الطوسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) لدى ذكره لحجر بن عدي الكندي ، يقول : و كان من الأبدال ( راجع : الرجال : 61 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية .).... فبعد هذا الموجز اخواني لابد من سائل يسال منهم الابدال وماذا تعني كلمة ابدال ..اخواني الإبدال : جَمْعُ بَدَلْ وَ بَدِيل ، و هم الزُّهاد ، و العُبَّاد ، و الأولياء المخلصين للّه.لقد ذُكرت مفردة " الإبدال "في سورة الفرقان \ الآية 70 (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) وفي الأخبار و الأحاديث الشريفة في مواضع مختلفة ، لكن رغم اختلاف مواردها فقد جاءت كلها في مقام المدح و الثناء ، بحيث يظهر منها أن الإبدال هم أناسٌ يمتازون عن غيرهم بالصلاح و الدرجة الإيمانية العالية و الرفيعة... واليكم مجموعه من الاحاديث ففي الكافي : ١/٣٤۰ ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة ) . والنعماني/١٨٨ ، وتقريب المعارف/١٩۰ وغيرهما . ونحوه في غيبة الطوسي/١۰٢ ، عن الإمام الباقر عليه السلام ، وفيه : ولابد في عزلته من قوة ) . وعنه البحار : ٥٢/١٥٣.......وفي النعماني/١٧١ ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبتين ، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم يقول قتل وبعضهم يقول ذهب فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ، لا يطلع على موضعه أحد من وليٍّ ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره . قال النعماني : ولو لم يكن يروى في الغيبة إلا هذا لكان فيه كفاية لمن تأمله ) . ومثله عقد الدرر/١٣٤ ، ومنتخب الأنوار/٨١ ، وغيبة الطوسي/١۰٢ ، وفي/٤١ ، عن كتاب علي بن محمد الموسوي ..الخ. اخواني معنى الغيبة التامة للإمام المهدي عليه السلام أن الناس حُرموا من نعمة رؤيته وحضوره بينهم ، حتى يأذن له الله تعالى بالظهور فيبدأ مهمته التي ادُّخر لها .ومعناها أيضاً : أن الله تعالى كلفه بمهمة من نوع آخر ، ومعه أعوانه وهم أصحابه الخاصون الذين يلتقي بهم ومن أصحابه الخضر ، وربما إلياس عليهما السلام .ويدل قول الإمام الباقر عليه السلام : ولا بد له في غيبته من عزلة ، ولابد في عزلته من قوة ) . ( الغيبة للطوسي/١۰٢ ) على أنها ببرنامج وأعوان ، لا مجرد اختفاء كما يتصوره الجاهلون ! وإذا أردنا أن نأخذ صورة عن عمله في غيبته عليه السلام فلنقرأ آيات رحلة نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام ، وما رآه من عجائب عمله في يومين أو ثلاثة ..... معنى قول الإمام الباقر عليه السلام : ( وما بثلاثين من وحشة ) : أن الإمام المهدي عليه السلام يكون له في غيبته ثلاثون شخصاً يلتقي بهم على الأقل ، وهؤلاء هم الأبدال ، لأنهم لا يمد في عمرهم كالمهدي والخضر عليهما السلام بل يعيش واحدهم عمره الطبيعي وبعد موته يستبدل به غيره ولذا سموا الأبدال .. ففي بعض الروايات اخواني أن الخضر (عليه السلام) ممن له مهمة مرافقة الإمام (عجّل الله فرجه)، فعن الحسن بن عليِّ بن فضّال، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول: إنَّ الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة، فهو حيٌّ لا يموت حتَّى يُنفَخ في الصور، وإنَّه ليأتينا فيُسلِّم فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنَّه ليحضر حيث ما ذُكِرَ، فمن ذكره منكم فليُسلِّم عليه، وإنَّه ليحضر الموسم كلَّ سنة فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيُؤمِّن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٩٠ و٣٩١، ب٣٨، ح٤]...و أما كيف يتم اختيارهم واختيار البديل عمن يتوفى منهم فإن الإمام عليه السلام مهديٌّ من ربه في كل أموره ومنها اختيار أصحابه ، حسب القواعد التي علمه الله إياها .وقد نقل الثقاة قصة أحد الأبرار أبلغوه أن الله اختاره ليكون من الأبدال ، وواعدوه عند حلول ظهر اليوم الفلاني ليأخذوه ، فتفرغ أحدهم لمراقبته كيف يأخذونه ، ولما حان الموعد افتقده من أمامه وهو ينظر اليه ! وهؤلاء الثلاثون يأخذون من الإمام المهدي عليه السلام توجيهاته وأوامره ، ويظهر أن الله تعالى يمنح الواحد منهم قدرات منها قدرته على الحركة في أنحاء الأرض ، وقد يكون لكل منهم أعوان أو جهاز ! وقد أخذ هذه الحقيقة المتصوفة فصاغوها بتصوراتهم ، ومن ذلك ما ذكره المجلسي عن الكفعمي ، قال في بحار الأنوار : ٥٣/٣۰١ : ( قال الشيخ الكفعمي رحمه الله في هامش جنته عند ذكر دعاء أم داود : ( قيل إن الأرض لا تخلو من القطب وأربعة أوتاد وأربعين أبدالاً وسبعين نجيباً وثلاثمائة وستين صالحاً ، فالقطب هو المهدي عليه السلام ، ولا يكون الأوتاد أقل من أربعة لأن الدنيا كالخيمة والمهدي كالعمود وتلك الأربعة أطنابها ، وقد يكون الأوتاد أكثر من أربعة ، والأبدال أكثر من أربعين ، والنجباء أكثر من سبعين والصلحاء أكثر من ثلاث مائة وستين والظاهر أن الخضر وإلياس ، من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب . وأما صفة الأوتاد ، فهم قوم لا يغفلون عن ربهم طرفة عين ، ولايجمعون من الدنيا إلا البلاغ ، ولا تصدر منهم هفوات الشر ولا يشترط فيهم العصمة من السهو والنسيان ، بل من فعل القبيح ، ويشترط ذلك في القطب . وأما الأبدال فدون هؤلاء في المراقبة ، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر ، ولا يتعمدون ذنبا . وأما النجباء فهم دون الأبدال . وأما الصلحاء ، فهم المتقون الموفون بالعدالة ، وقد يصدر منهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) . ( الأعراف : ٢۰١ ) جعلنا الله من القسم الأخير لأنا لسنا من الأقسام الأول ، لكن ندين الله بحبهم وولايتهم ومن أحب قوماً حشر معهم . وقيل : إذا نقص أحد من الأوتاد الأربعة وضع بدله من الأربعين وإذا نقص أحد من الأربعين وضع بدله من السبعين ، وإذا نقص أحد من السبعين ، وضع بدله من الثلاثمائة وستين ، وإذا نقص أحد من الثلاثمائة وستين ، وضع بدله من سائر الناس ).راجع الجنة الواقية : ص 534-535 .
اليكم اخواني جمله من اقوال العلماء في الأبدال : قال العلامة الطُريحي : الأبدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر .و في القاموس : الأبدال قوم يقيم الله بهم الأرض و هم سبعون ، أربعون بالشام و ثلاثون بغيرها ، لا يموت أحدهم إلا قام مقامه آخر من سائر الناس (مجمع البحرين : 5 / 319 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 ) .و للعلامة الراغب الإصفهاني تفسيرٌ آخر للأبدال حيث يقول : و الأبدال قوم صالحون يجعلهم الله مكان آخرين مثلهم ماضين ـ و قد أنكر بعض الناس وجودهم ـ .ثم يضيف قائلاً : و حقيقته هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة ، و هم المشار إليهم بقوله تعالى: ﴿ ... فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ... ﴾ (مفردات ألفاظ القرآن : مادة " بَدَلَ " ، للعلامة الراغب الإصفهاني ، المتوفى بحدود سنة : 425 هجرية .) .......و
و لقد ذُكرت مفردة " الأبدال " في الأخبار و الأحاديث الشريفة في مواضع مختلفة ، لكن رغم إختلاف مواردها فقد جاءت كلها في مقام المدح و الثناء ، بحيث يظهر منها أن الأبدال هم أناسٌ يمتازون عن غيرهم بالصلاح و الدرجة الإيمانية العالية و الرفيعة . فمثلاً جاء في وصايا النبي ( صلى الله عليه و آله ) لعلي ( عليه السَّلام ) : " ... وَ إِنْ جَامَعْتَهَا فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ يُرْجَى أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ مِنَ الْأَبْدَالِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ... " (من لا يحضره الفقيه : 3 / 553 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات إسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .).وَ رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " مَنْ دَعا للمؤمنين و المؤمنات في كل يوم خمساً و عشرينَ مرة ، نَزَعَ اللهُ الغِلَّ من صدره ، وَ كَتَبُه من الأبدال إن شاء الله)( الجعفريات : 223 ، باب فضل الدعاء للمؤمنين و المؤمنات .) فمن هم الابدال تحديدا ؟لدى مراجعة الأحاديث و الروايات الواردة فيما نحن بصدد بيانه و دراستها نجد أن مفردة " الأبدال " استُعملت في الروايات و الأحاديث في المعاني التالية :الاول : الائمة المعصومون ( عليهم السلام ) او خواص اصحابهم :فقد رُوِيَ عن الخالد بن الهيثم الفارسي أنه قال : قلت لأبي الحسن الرضا 8 ( عليه السَّلام ) إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالا ، فمن هؤلاء الأبدال ؟ قال : " صدقوا ، الأبدال الأوصياء ، جعلهم الله عَزَّ و جَلَّ في الأرض بَدَلَ الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء و ختمهم محمد ( صلى الله عليه و آله ) " (. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 27 / 48 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .)
.قال العلامة المجلسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) بعد ذكره للرواية السابقة : ظاهر الدعاء المروي من أم داود عن الصادق ( عليه السَّلام ) في النصف من رجب ـ حيث قال ـ : " اللهم صل على محمد و آل محمد ، و ارحم محمدا و آل محمد ، و بارك على محمد و آل محمد ، كما صليت و رحمت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم صل على الأوصياء و السعداء و الشهداء و أئمة الهدى ، اللهم صل على الأبدال و الأوتاد و السياح و العباد و المخلصين و الزهاد و أهل الجد و الاجتهاد " ، ـ إلى آخر الدعاء ـ يدل على مغايرة الأبدال للأئمة ( عليهم السلام ) ، لكن ليس بصريح فيها ، فيمكن حمله على التأكيد .ثم أضاف قائلاً : و يحتمل أن يكون المراد به في الدعاء خواص أصحاب الأئمة ( عليهم السلام )(بحار الأنوار : 27 / 48) .وفي رَوىة طارق بن شهاب عن حذيفة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول : " إذا كان عند خروج القائم ينادي منادٍ من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين ، و ولي الأمر خير أمة محمد ، فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر و الأبدال من الشام و عصائب العراق رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن و المقام )( بحار الأنوار : 52 / 304 ) وَ رُوِيَ عن جابر الجعفي أنه قال : قال أبو جعفر ( عليه السَّلام ) : " يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيف عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر ، و الأبدال من أهل الشام ، و الأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم " .)( الغيبة : 476 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، و بحار الأنوار : 52 / 334) أما من هم الأبدال والأوتاد؟ فنقول أنه من خلال النصوص يظهر أنهم متفاوتون في درجاتهم ومقاماتهم فأعظمهم وأولهم محمد وآله الأطهار ثم الصلحاء من سائر الناس بحسب قربهم من أهل البيت عليهم السلام وإخلاصهم ومن هؤلاء الأبدال من كان له اتصال مباشر بالناحية المقدسة كالسفراء الأربعة. و قد يكون بينهم من يكون قربه من الناحية المقدسة لا بعنوان السفارة وإنما التوجيه والتسديد الشخصي له من الإمام عليه السلام بالمراسلة أو عن طريق الرؤى الصادقة أو التشرف برؤية الامام عليه السلام. هذا وليس بالضرورة أن يكون كل الابدال ممن لهم اتصال بالناحية المقدسة إذ لا مانع حسب الظاهر أن يكون هناك أبدال هم دون هؤلاء في المرتبة... فقدروى الطبرسي عن الخالد بن الهيثم الفارسي قال: قلت لأبي الحسن الرضا : إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالاً، فمن هؤلاء الأبدال؟ قال: (صدقوا، الأبدال هم الأوصياء، جعلهم الله عز وجل في الأرض بدل وعن الباقر عليه السلام، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: (ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمّار وحذيفة (رحمة الله عليهم)، وكان علي عليه السلام يقول: (وأنا إمامهم وهم الذين صلّوا على فاطمة عليها السلام) وروى الكليني عن الباقر قال: قال رسول الله : (إنّي وإثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا) يتبين لنا في الحديث الشريف السابق أنّ الأوتاد الذين لا غنى للأرض عنهم هم الأئمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليه. فقد جاء في نهج البلاغة من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في صفات المتّقين
عباد الله إن من أحبَّ عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن, إلى أن يقول: قد أخلص لله فاستخلصه فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه) ظاهر كلام الامير عليه السلام يشير إلى كون الأوتاد يمكن أن يكونوا عبادا صالحين من سائر الناس وهؤلاء يأتون في المرتبة بعد محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.غير أنّ ما نرجحه أنّ الأوتاد هم خصوص أهل البيت عليهم السلام دون سواهم بقرينة قوله عليه السلام (فاستخلصه) ولكن يمكن بالتنزيل الاعتباري إطلاق ذلك الوصف على سواهم من الصالحين الابرار. قال العلّامة الطريحي : ( الأبدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، إذا مات واحد بدّل الله مكانه آخر ) (٣).
وقال أيضاً : ( لا يموت أحدهم إلّا قام مقامه آخر من سائر النّاس ) (٤).
وفيه احتمالات اُخر من أنّ المقصود بالأبدال هم العترة الطاهرة المعصومون الإثني عشر عليهمالسلام ، كما روى الخالد بن الهيثم الفارسي ، قال : ( قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّ النّاس يزعمون أنّ في الأرض أبدالاً ، فمن هؤلاء الأبدال؟
قال : صدقوا ، الأبدال الأوصياء ، جعلهم عزّوجلّ بدل الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء وختمهم بمحمّد ... ) (١).
ومن المحتمل أنّهم الأنصار الخواصّ للأئمّة عليهمالسلام ، كما احتمله الشيخ القمّي في السفينة ، وقال : ( ويحتمل أن يكون المراد به في الدعاء خواصّ أصحاب الأئمّة ) (٢) ، والدعاء كما يلي :
( اللهمّ صلّ على الأبدال والأوتاد والسّياح والعبّاد والمخلصين والزهاد وأهل الجد والإجتهاد واخصص محمّداً وأهل بيته بأفضل صلواتك ، وأجزل كرامتك ) (سفينة البحار : ١ / ٦٤.).
وضعّف المحدّث القمّي أيضاً أن يكون المراد من الأبدال هم المعصومون ، فقال : ( ظاهر الدعاء المرويّ عن اُمّ دواد عن الصادق عليهالسلام في النصف من رجب يدلّ على مغايرة الأبدال للأئمّة عليهمالسلام ، ولكن ليس بصريح فيها ، فيمكن حمله على التأكيد ) ( نفس المصدر السابق).
لم يقتصراخواني ذكر الابدال على كتب الشيعه بل ورد في بعض تراث المسلمين في كتب اخواننا السنه وجود اشخاص باسم الابدال وقد اختلفت الاراء حولهم وحول وظيفتهم وعددهم ... فعن عبادة بن الصامت: الابدال في هذه الامة ثلاثون رجلا قلوبهم على قلب ابراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل ابدل اللّه مكانه رجلا.وعنه ايضا: الابدال في امتي ثلاثون بهم تقوم الارض وبهم تنصرون وبهم تمطرون.و عن عوف بن مالك: الابدال في اهل الشام بهم ينصرون وبهم يرزقون.
لا بدّ من القول بأنّه يوجد إختلاف في الروايات حول عدد الأبدال ، وأنّه بين الثلاثين إلى الثمانين ، ونشير إليهم آنفاً :
روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبادة بن الصامت ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : ( الأبدال في هذه الاُمّة ثلاثون ، مثل : إبراهيم خليل الرحمن ، كلّما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً ) كما روى الطبراني في المعجم الكبير عن ابن مسعود ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : ( لا يزال أربعون رجلاً من اُمّتي ، قلوبهم على قلب إبراهيم ، يدفع الله بهم عن أهل الأرض ، يقال لهم الأبدال ) .وروى المحدّث القمّي عن الثعلبي ، عن رجل من أهل عسقلان : ( أنّه كان يمشي بالأردن عند نصف النهار فرأى إلياس النبيّ ، فسأله : كم من الأنبياء أحياء اليوم؟ قال : أربعة : إثنان في الأرض ، وإثنان في السماء ، ففي السماء عيسى وإدريس ، وفي الأرض إلياس وخضر.قلت : كم الأبدال؟ قال : ستّون رجلاً ... ) ونقل العلّامة فخر الدين الطريحي : ( بأنّ الأبدال قوم يقيم الله بهم الأرض ، وهم سبعون ) وورد في فرودس الأخبار مرسلاً عن أنس بن مالك : ( الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة ، كلّما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلاً ، وكلّما ماتت إمرأة أبدل الله مكانها امرأة ) ما هي المميّزات التي يتميّز بها الأبدال؟وصف النبيّ صلىاللهعليهوآله الأبدال ببعض الصفات ، منها ما يلي :
١ ـ أنّ قلوب الأبدال كقلب إبراهيم الخليل عليهالسلام : فروى عبادة بن الصامت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : ( الأبدال ثلاثون رجلاً ، قلوبهم على قلب إبراهيم عليهالسلام ) ولعلّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أراد بهذا التشبيه أنّ هؤلاء لشدّتهم وصلابتهم وصبرهم ومقاومتهم ضدّ الباطل ، كإبراهيم عليهالسلام ، حيث أنّه قد وقف ضدّ الباطل وأظهر الصلابة.
٢ ـ جُنّة البلاء : روى ابن مسعود عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : ( يدفع الله بهم عن أهل الارض )
٣ ـ الرضا بالقضاء : ومن المميّزات أيضاً ما قاله النبيّ في شأنهم : ( الرضا بالقضاء ، والصبر عن محارم الله ، والغضب في ذات الله )
٤ ـ المواساة والإحسان والعفو : من جملة الاُمور التي يتحلّى بها الأبدال ما ذكرها النبيّ أيضاً بأنّهم : ( يعفون عمّن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويتواسون فيما آتاهم الله عزّوجلّ )
٥ ـ الجود والسخاء وحبّ الخير : وروى ابن مسعود عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( لا يزال أربعون رجلاً من اُمّتي قلوبهم على قلب إبراهيم ، يدفع الله بهم عن أهل الأرض ، يقال لهم : الأبدال.قال رسول الله : إنّهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا صدقة. قالوا : يا رسول الله ، فيم أدركوها؟قال : بالسخاء والنصيحة للمسلمين ) .
يقول ابن القيم في "المنار المنيف"
" أحاديث الإبدال والأقطاب و الأغواث و النقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله (صلى الله عليه وآله )، وأقرب ما فيها ( لا تسبوا أهل الشام ؛ فإن فيهم البدلاء ، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر ) ذكره أحمد .
• . ذكر حديث الإبدال ابن القيسراني، والسيوطي والفتني وملا علي قاري وغيرهم، في مؤلفاتهم الخاصة بالأحاديث الموضوعة. انظر معرفة التذكرة (ح 647)، اللآليء المصنوعة (2/332)، تذكرة الموضوعات (ص 194)، الأسرار المرفوعة (ح 146( .
• قول الحافظ الجلال السيوطي في (( النكت )) : (( خبر الإبدال صحيح فضلا عما دون ذلك ، وإن شئت قلت متواتر . وقد أفردته بتأليف استوعبت فيه طرق الأحاديث الواردة في ذلك )) .
• وروى احمد بن حنبل في مسنده عن عبادة بن الصامت، عن النبي (صلى الله عليه وآله )، قال: (الإبدال في هذه الأمة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً)(مسند احمد ج5 ص322) .
هناك روايات كثيرة ولكن اكتفي بهذا القدر منها .
(2-2) الأحاديث المروية عن الرسول محمد(صلى الله عليه وآله)من كلا الفرقين (أهل السنة وأهل الشيعة):
(2-2-2) أهل الشيعة :
• وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال: يبايع القائم بين الركن والمقام يبايعه ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر فيهم النجباء من أهل مصر والإبدال من أهل الشام والأخيار من أهل العراق فيقيموا ما شاء الله أن يقيم.
• جاء في وصايا النبي ( صلى الله عليه و آله ) لعلي ( عليه السَّلام ) وَ إِنْ جَامَعْتَهَا فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ يُرْجَى أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ مِنَ الإبدال إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .*
*من لا يحضره الفقيه : 3 / 553 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، طبعة انتشارات إسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
• رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام) أنَّهُ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " مَنْ دَعا للمؤمنين و المؤمنات في كل يوم خمساً و عشرينَ مرة ، نَزَعَ اللهُ الغِلَّ من صدره ، وَ كََتَبُه من الإبدال إن شاء الله*
*الجعفريات : 223 ، باب فضل الدعاء للمؤمنين و المؤمنات.
هناك روايات كثيرة ولكن اكتفي بهذا القدر منها .
اخواني لقد ذُكرت مفردة " الإبدال " في الأخبار و الأحاديث الشريفة في مواضع مختلفة ، لكن رغم اختلاف مواردها فقد جاءت كلها في مقام المدح و الثناء ، بحيث يظهر منها أن الإبدال هم أناسٌ يمتازون عن غيرهم بالصلاح و الدرجة الإيمانية العالية و الرفيعة .وهم قوم من الصالحين لهم ولاء شديد لأهل البيت (عليهم السلام )ويمارسون ولائهم هذا في ظروف مكانية وزمانية حرجة وحساسة مما يكسبهم هذه المكانة المرموقة وحالة التكريم والاهتمام،و لعل الصواب في معنى الإبدال هو أن لهذه المفردة معناً عاماً يُراد به الصفوة الإيمانية و النخبة المتميزة في كل عصر ، و هذا المعنى العام يكون له مصاديق متعددة ، و أبرز هذه المصاديق هم الأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) ، ثم الخواص من أصحابهم ، ثم المؤمنين الخُلَّص .بعد ان عرفنا الكثير عن الابدال لابد لنا ان نعرف اين يسكن الابدال أين يسكن الأبدال؟ اخواني ليس الأبدال من طائفة واُمّة خاصّة ، وليسوا أيضاً من مدينة معيّنة ، بل يحتمل أن يكون بعضهم من بلد واحد ، ويمكن أيضاً أن يكون كلّ واحد منهم من منطقة أو مدينة ، فعلى نقل الطريحي في مجمع البحرين أنّ أكثرهم من أهل الشام ، حيث قال : ( إنّ الأبدال قوم يُقيم الله بهم الأرض ، وهم سبعون : أربعون بالشام وثلاثون بغيرها ) هل يمكن أن نكون من الأبدال كما قال اخي غسان الامارة ؟ اقول : فمع التسليم بأنّ الأبدال موجودون في كلّ الأزمنة والأماكن ، فلا ريب ولا شبهة أنّه يمكن أن نكون من جملتهم ، كما أشار النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى هذه المسألة بأنّ هؤلاء : ( لم يدركوها بصلاة ولا صوم ولا صدقة ، بل أدركوها بالسخاء والنصيحة للمسلمين ) ، وهكذا أجاب جماعة اُخرى عندما سألوه عن الأبدال وعن صفاتهم فقال : ( يعفون عمّن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويتواسون فيما آتاهم الله عزّوجلّ ).وهناك صفات اُخرى إذا وجدت في شخص فإنّه سوف يكون واحداً منهم ، كما قرأت ذلك عنهم ، فكلّ ذلك دليل أنّ من يحمل هذه الصفات فإنّه يكون من الأبدال ، ولكن أين الوصول إلى هذه الصفات العالية ، وقلّ ما يجد ذلك إلّا الأوحديّ من النّاس ، وخصوصاً إذا قلنا إنّ الأبدال هم خدم الإمام المهدي ، فالأمر أشكل وأصعب............الخلاصة : يمكن القول ان وجود الابدال ثابت ولو اجمالا وهم الائمة عليهم السلام واصحابهم الخلص، وسيكونون في اخر الزمان هم بعض انصار المهدي عليه السلام من اهل الشام وحاول الامويون استغلال ذلك وتوظيفه لمصالحهم الخاصة . تحدد علامات الظهور تواجد الأبدال في بلاد الشام ، وهي تشمل مصطلح جغرافية العالم العربي القديمة ، الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين ، ففي رواية عن الإما أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ( ستكون فتنة يحصل الناس فيها كما الذهب من المعادن ، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم ، فإن فيهم الأبدال .. )
والمشهور أن الأبدال من شيعة أهل البيت ومن أنصار الإمام المهدي عليه السلام .
ولو جمعنا الروايات التي تصف الخط الجهادي لحركة الأبدال المقاومين لليهود ، نستطيع الحصول على قرائن قطعية تساعدنا على تحديد تواجد حركة الأبدال السياسية في لبنان بإعتباره البلد الوحيد من بلدان الشام المعروف بكثرة تواجد الموالين لأهل البيت عليهم السلام فيه ، هذا مع غض النظر عن الوجود الفعلي المعاصر للمقاومة الشيعية المتواجدة على الأراضي اللبنانية ضدّ الإحتلال الإسرائيلي .
بداية ظهور الأبدال في الشام :
الأبدال من عباد الله المقربين ، أخفى الله تعالى أمرهم كما أخفى أمر وليّهم الأعظم ، وجعلهم أوتاد الأرض في بلاد الشام ، كما جعل وليهم الأعظم علة الوجود على الأرض ، وهم موجودون في بلاد الشام منذ عصر الغيبة ، وكلما مات رجل منهم أبدله الله برجل آخر مكانه ، يتمتع بنفس صفاته إلى أن يأذن الله تعالى لهم بالظهور ، يوم ظهور وليّهم الأعظم .
لهم ظهوران كما للإمام عليه السلام :
لهم ظهورين خاص وعام ، ويتحقق ظهورهم العام عند قيام الثورة المهدوية ، في الظهور الخاص يظهرون للناس غير معروفين بأنهم من الأبدال ، ولا يعرفون أنفسهم بذلك كما تقول الروايات .
صفات الأبدال :
وصف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وكذلك أهل بيته عليهم السلام الأبدال بصفات عالية كثيرة ، ولكنهم كانوا يركزون على صفتين بشكل خاص وهما بارزتان في حياتهم الفردية والإجتماعية ، صفة أخلاقية وأخرى جهادية ، (.... يسقي بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ... ) ( ..... فإن فيهم الأبدال بهم تنتصرون وبهم ترزقون .... ) ( ..... ويستسقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء )
وتدل الصفات الأخلاقية للأبدال على أنهم قوم متواضعون ، لايعرفون الكبرياء والتعالي على الناس ولا تعرف قلوبهم الأحقاد والضغائن وأن نفوسهم طاهرة مطهرة زاكية خالية من الحسد وحب الدنيا .
وأما صفاتهم الجهادية فإن الله تعالى ينتصر لأهل الشام بهم على أعدائهم وبهم يدفع عنهم البلاء ويوسع عليهم الرزق وينزل عليهم قطر السماء .
مهمتهم السياسية والجهادية في عصر الظهور :
لهم مهمة كبيرة جدا فهم حصن الله الحصين لأهل الشام جعلهم الله تعالى في مجتمعهم عامل حفظ ورعاية ومصدر ردع ورعب وخطر على أعدائهم ، ليس بالمعجزات والكرامات وانما بقوة سلاحهم وعظمة شوكتهم بعيون الأعداء فلا أمان لأهل الشام إلاّ تحت ظلال سيوفهم .
ولكلام يطول حولهم ولكن أكتفي بهذا القدر
( اللهم صلّ على الأبدال ولأوتاد والسياح والعباد والمخلصين والزهاد وأهل الجد والإجتهاد )
اللّهمّ اجعلنا من أنصاره ، وأعوانه ، والذابّين عنه