امعاجز الامام المهدي (اسرار سورة الكهف )(الجزء الثاني )
خواني نكمل لماجاء في الجزء الاول من بحثنا معاجز الامام المهدي (اسرار سورة الكهف ) وناخذ نص اخر من نصوص الامام على عليه السلام كما قال (وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم ، مع كلبهم ، منهم رجل يقال له : مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلمان للقائم) .(بحار الأنوار 52 ).وهذا من احاديث الامام فاذا كنا متدبرين لهذه النصوص نكتشف الاتى اولا ان الكهف فى الزاويه المقابله للقبله امام كهف المسجد الاقصى تماما ثانيا هذا المكان فى منطقة انطاكيا == مع ملاحظه ان الكهف قرب الساحل فى هذه المدينه = وهو موجود فى معبد اثرى مفقود لم يشير له الا الامام المهدى وبعد الدخول = يكون الكهف فى داخل المعبد فى اخر ممراته فى المكان الغربى منه بزاويه تميل لدرجه حادة وهذا تطبيقا لكلام الله عن وصف هذا المكان ===لان نص الايه يوضح ان الشمس لها ترتيب فى الدخول الخروج بعيد عن الكهف وهذا اوضحه الله لنا لكى يخبرنا ان الكهف هذا لم يكتشف بعد فنقراء الايه( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)__وهذا اكبر دليل على ان الكهف لايحدث فيه التعفن لان محور زيارة الشمس له لا يفسد اجساد البشر بهذا الوصف القرانى _}: فالشمس من شروقها لغروبها في كهفهم لتمنع الرطوبة والتعفن. فهذه الشمس تجفف الغار وتمد أجسامهم بالحياة إلى الآن _ ثم يصف المولى للرسول مشهد وجدهم (مع العلم ان الوصف كله مبنى على الفعل المضارع)__ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا _ والدليل على انه فعل مضارع وانهم مازالوا فى الكهف قوله___ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ___ انما لو كان ماضى لكان القول لو كنت اطلعت عليهم_____ انما بهذا الوصف اصبح مضارع_كما اوضح المولى عز وجل ان مكان هؤلاء القوم له فتحه من داخل هذا المعبد الموجود فى الجبل بقطع الشك باليقين حينما قال عن الكلب _وَصيد فالوصيد لها معنى فى المعجم مثل : ( اسم )
الجمع : وصائِدُ و وُصُد ، المؤنث : وصيدة ، و الجمع للمؤنث : وصائِدُ
الوَصِيدُ : النبات المتقارب الأُصول
الوَصِيدُ : بيت كالحظيرة من الحجارة في الجبال للغنم وغيرها
الوَصِيد : ُ فناء الدَّار والبيت
الوَصِيدُ : عَتَبةُ الباب
وَصِيدَةُ الكَلْبِ : بَيْتُهُ الخَشَبِيُّ
وهنا يتبين لنا ان هذا المكان للكلب فى مدخل الكهف فى داخل الجبل لان الوصيد بيت كالحظيرة من الحجارة في الجبال للغنم وغيرها _ ثم قال تعالى مخاطباً رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً: {وتحسبهم أيقاظاً}: الآن يا محمد(ص). {وهم رقوداً}: نائمون وأعينهم مفتحة. {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال}: من جنب لجنب، نقلبهم لكى لا تأكل الأرض جنبهم تلتصق بالارض( بالبلدى لا تاتى لهم قرحة فراش)__ثم نكمل تحليل الايات نجد فى بداية الايه حرف العطف واو__ دليل على تكرار فعل البعث فى كلمة (__وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ )_ ثم يذكر المولى القصه الاولى للبعث لهم (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا فهل هذا كله صدفه فان كان صدفه او خطاء فى التقدير مننا فهل الايه القادمه لوصف واقعة اخر الزمان خطاء ايضا اقراء معى ثم يبداء المولى عز وجل فى سرد قصة اخر الزمان بقوله (وكذلك )قبل بداء الحديث عن العوده الثانيه والعثور عليهم فتجد ) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ __ اى انهم فى هذه الواقعه سيعثر عليهم وهذا ما وضحه الحديث عن مشهد خروجهم الثانى وقت دخول الروم الى الرمله فى الشام والهجوم على منطقة انطاكيا من المهدى والغرب معا فتجد فى السولرة ايتان ايه تتكلم عن واقعة البعث الاول لهم فى الماضى وهى_كَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدً__ وهى تحكى كل تفاصيل البعث الاول اما العثور عليهم فى الثانى تقول فيه الايه __(20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)_ وهى وقت نزاع القريقان كما ذكرت الايه_ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا وهنا يؤكد انه لم يحصى المده التى مكثوها وقت عثور الفريقان عليهم وقت ان يدل عليهم المهدى فى اخر الزمان .. وايه بناء المسجد اعجاز بكل المقايس لان المساجد لم تقام الا فى الاسلام فاذن بعد ان يعثر عليهم ياتى من يشير الى هذا المكان واصلاحه وهو ما ذكرة الامام على فى اول النص بالمعبد وجعله مسجدا فى نفس مكانهم ليتوافق نص القران تماما مع نص الامام على حين قال (مجهل في محضن النائمين ببقية معبد إلى حين بيت المقدس والعبد منتظر له )_ وهذا التفسير هو الذى يتناسب مع الايات لانه لا يمكن ان يقام على كهف فى داخل جبل مسجد دون ان يهدم الجبل انما اذا كان المعبد قد تم بنائه عند اكتشاف الفتيه فى المرة الاولى تجد تكرار سنن الله فى المرة الثانيه وتكمله هذا المعبد ليصبح مسجد فى المرة الثانيه بعد ما كثرة عليه عوامل التعريه الجويه وجعلته جبل كبير من الرمال فوقه ثم نجد تاكيد على وعد الله الذى وعد ربك للامه والناس هو وعد الحق وهذا الوعد فى اخر الزمان وهو كلام موجه الى القوم التى اشار الله لهم فى اول السوره وهم (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)_اى اليهود والنصاره وهم من قال عنهم الحديث انهم سيكتشفوا مكان اهل الكهف ( ليعلموا أن وعد الله حق ) وهو وعد اخر الزمان لا خلاف لقول الله بعد ذلك (وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا ) وهذا تاكيد على انه وعد الاخره ثم نكمل الايه (إذ يتنازعون بينهم أمرهم ) قال ابن عباس : [ ص: 161 ] يتنازعون في البنيان فقال المسلمون : نبني عليهم مسجدا يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا وقال المشركون : نبني عليهم بنيانا لأنهم من أهل نسبنا وانما اتوقع هو حدوث تنازع وشقاق بعد الظهور لهم من مؤيد ومن معارض والمؤيد منشق عن الجيش المتحارب ومطالب بالتسليم للمؤمنين غيره من النزاع واللغط حول ما حدث ومتوقع حدوثه السورة المباركة تشير في بداياتها إلى إنذار الله تعالى لمن قال بأن لله ولد (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) وهم اليهود والنصارى كما جاء في كلام الله تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) ، وأصحاب الكهف عليهم السلام هم نصارى على دين السيد المسيح عليه السلام وبعثهم في آخر الزمان سببه التمهيد لنزول السيد المسيح عليه السلام ، أي لأخبار اليهود والنصارى بقرب عودة السيد المسيح عليه السلام كي لا يكون أمرهم عليهم غمة .
نجد اخواني ان الوعد الإلهي مكتوب في الآية رقم (21) بقوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا)الآية المباركة تخبرنا عن تمكين الله تبارك وتعالى لهذه الجيوش من أن يعثروا على أصحاب الكهف بأنفسهم (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ) أي مكناهم من العثور عليهم أي من قال بأن لله ولد كي يكونون آية لهم ، لعلهم يهتدوا ويتبعوا السيد المسيح عليه السلام ، (إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) في زمن يكثر فيه التنازع. هذا مجمل الشرح والتحليل الذى يستند الى نص احاديث وايات تدعم وتاؤيد نفس الفكر وناتى الى نص الحوار الذى سيحدث بين المهدى والغرب فى وقت اكتشاف الكهف والتى تشير له الايات والاحاديث وتاتى كلمة اعثرنا _ ومعناها فى المعجم أعثره على الأمر : أطلعه عليه ، دلَّه عليه _ وهذا المعنى اعجاز بكل المقايس فهو يدل على ما قاله الامام على رضى الله عنه على ان الامام المهدى سيدل عليهم وعلى مقامهم ومكانهم مدة مكثهم فى الكهف وهو ما قاله المولى عز وجل عن الغرب والمسلمون فى هذا السراع فى اول الايات عندما قال (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) ياتى ويقول لهم المهدى ان عمرهم فى هذا الامكان عدد كذا من السنين احب ان اسمع منكم بالعلم هذا لكى تعلموا ما ارسله الله لكم لكى تؤمنوا به وفى الايه (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ)شىء عجيب يؤكد ما تقوله الايه السابقه عن الفريقان وهى ان هذه الكلمه(أَعْثَرْنَا) انها مثنى اى انه سيدل علىهم فريقان من الناس وهم المسلمون والغرب معا اى ان الحوار سيكون فى هذا الوقت عباره عن رساله من الامام الى العرب يقول فيها عليكم بالتراجع لانكم على باطل وانا على حق وانا قادر ان اتى لكم بمن هو من قوم عيسى وذكر عندكم فى سير الاولين واكد عليه الانجيل الذى بين يديكم باياته مع مجيء يسوع والمهدى سوف تحدث القيامة الأولى حيث ينهض بعض ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا) الاموات لحكمة إليهة) وخصوصا اولئك الذين ماتوا على عقيدة صحيحة راسخة ولم يُغيروا ولم يُبدلوا وكانت آخر امنياتهم ان يُقيمهم الله مع (يسوع والمهدى) لينتقموا من الظلمة وقد اوعدهم الرب بأن يفعل ذلك فيُخرجهم من قبورهم شاهرين سيوفهم مأتزين اكفانهم ملبين الدعوة.هؤلاء لا يموتون بل سينتقلون مع قيادتهم إلى السماء حيث مكانهم يوم الانتقالة الكبرى. (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى)وقال النص الانجيلى عنهم الذى لا ينكرة اى مسيحى . ( لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته). إنجيل متى 16: 28_-___ سير القديسين والشهداء القديسون أهل مغارة أفسس أهل الكهف | النيام السبعة ثم يرسل الغرب وفد منهم مع وفد من الامام مع رجل من رجال الامام مكلف بفك طلاسم هذا الكهف وفتح ابوابه بتوكيل من الامام فى حضور اعلامى كبير ومشاهده على الناس جميعا من كل انحاء العالم لكى يكون دليل على وصول رساله الله لكل الناس دون تحريف وتنفيذا لنص كلام الله (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا فتجد اعثرنا مثنى تجد ليعلموا جمع اى تدل على ان كل هؤلاء المكذبين سيعلموا من خلال هذا الامر ان وعد الله مفعول لا محال وبعد كشف مكان الانجيل والتوراة والكهف يدخل الكثير من الغرب فى الاسلام دون قتال وهو ما ذكره الامام على حين قال يفتح الله للمهدي المفتاح فتدخل الروم في دين الله أفواجاً دون سلاح وهو ما قاله النص القرانى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). ا ذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ﴾) نعود اخواني الى خطبة الامام وفي الكهف سر الفتية وآية عيسى وآية موسى: وآية عيسى وآية موسى : وهي إشارة إلى قوله تعالى الآية الرابعة في سورة الكهف : (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ). أي إن الإمام المهدي عليه السلام هو الوحيد الذي ينذر مسيحي العالم الذين هم مشركون بالله الواحد الأحد حيث هؤلاء قالوا بأن عيسى ابن الله .. فالإمام المهدي روحي فداه هو الذي يقضي على هؤلاء ولا يبقى مشرك ولا كافر على هذه البسيطه .. هناك إشارة لطيفة من سيد الأوصياء عليه السلام حيث لماذا قال ( وآية عيسى ) حيث كان من آيات عيسى عليه السلام هو إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى وكذلك بالنسبة للإمام المهدي عليه السلام فإنه يفعل تلك المعجزات والكرامات بما يفوق بها المسيح نفسه ولهذا تجد سيد الأوصياء عليه السلام وصف ذلك ( وآية عيسى ) إشارة لذلك . فقد وردت الروايات .. بإحياء الموتى ورجوعهم إلى أهليهم عند ظهور الإمام المهدي وشفاء المرضى وطول الأعمار وغيرها وقد ذكرناها فعلاً فراجع . وآية موسى : وهي إشارة إلى قوله تعالى في الآية 65 من سورة الكهف : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا). حيث تبين قصة موسى مع العبد الصالح ( الخضر ) عليهما السلام وكيف إن العبد الصالح عليه السلام وصل إلى هذه الدرجة من العلوم اللدنيه التي تعلمها من الله عز وجل مما جعل نبي الله موسى عليه السلام يبحث عنه وكيف عمل وتصرف العبد الصالح عليه السلام بالأعمال التي فعلها أمام موسى عليه السلام وكلها أعمال باطنية في مكنون الغيب وتخالف ظاهرها الشرعي والأخلاقي مئة بالمئة لهذا كان موسى عليه السلام يعترض بشده على هذه الأفعال وفي كل مره الخضر عليه السلام يقول لموسى عليه السلام ويذكره بالعهد الذي قطع على نفسه... (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (67 )وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)/ الكهف . على الرغم كانت الأفعال التي قام بها هي أفعال بسيطة لا تكلف الجهد الكبير في إنجازها ولكن لها مردودها المستقبلي العظيم والكبير ... وهذه هي الخبايا التي تحدّث عنها الإمام علي عليه السلام في بداية الحديث حيث قال عن المهدي عليه السلام ( يفهم خبايا تصلح أخطاءً جساماً ).. أي إن الإمام المهدي عليه السلام يقوم بأمور بسيطة وتعترض عليه أغلب الناس إلى درجة أن يفكروا في قتله لولا إنه مؤيد من الله عز وجل لكن هذه الخفايا التي يقوم الإمام روحي فداه سيتضح للناس بعد ذلك إنه عليه السلام كان هو المحقق فيها كما اتضح لموسى عليه السلام الأمر بعد ذلك عندما بين له الخضر عليه السلام الأمور الثلاثة التي قام بها حيث قال : (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا) الكهف :78. هذا من جهة ... ومن جهة ثانية ( وآية موسى ) إن نبي الله موسى عليه السلام كانت له معجزات عجيبة وكذلك إن الإمام المهدي عليه السلام له هذه المعجزات أيضاً حيث كانت عند موسى عليه السلام ( العصا ) التي تلقف ما يأفكون .. وآية وأمدد يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء وكذلك غرق فرعون وغيرها كثير ... وكذلك ورد إن الإمام المهدي عليه السلام عنده عصا موسى وغيرها من الآيات والبينات التي كانت موجودة عند الأنبياء . * فعن الصادق عليه السلام إنه قال في ذكر المهدي عليه السلام : ( إن رجلاً من فارس يأتي القائم عليه السلام فيطلب منه معجزة موسى فيلقي العصا فتصير ثعباناً مبيناً فيقول الرجل هذا سحر فتلقفه بأمر شبيه موسى )/ مكيال المكارم ج1 ح471ص189.ويقول الامام في غار الجبل مجهل في محضن النائمين ببقية معبد إلى حين بيت المقدس: وهي إشارة إلى مكان الجبل أو الكهف الذي اختفى فيه أصحاب الكهف فهو فعلاً في غار الجبل المجهول. في محضن النائمين: وهو المكان المحدد والمخصوص الذي نام فيه الفتية ( أصحاب الكهف ). ببقية معبد : وهو إشارة إلى المسجد أو المعبد الذي بني حول أصحاب الكهف وهو مصداق قوله تعالى : ( فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) الكهف :21.ويضيف إلى حين بيت المقدس : إلى مكان بيت المقدس وهذا يعني إن الإمام المهدي عليه السلام ليس فقط عنده معجزات وكرامات الأنبياء وآياتهم العظام بل يعرف أكثر وأكثر فهو يعرف الجبل الذي اختفى فيه أصحاب الكهف وحتى المكان الخاص والصغير الذي ناموا فيه أهل الكهف بالإضافة إلى إنه يعرف حتى المسجد الذي بني عليهم وكذلك يعرف أسرار بيت المقدس وما فيه من خبايا من يوم تأسيسه إلى يوم ظهور الإمام المهدي عليه السلام . ثم يقول والعبد منتظر له : والمقصود بالعبد المنتظر له هو العبد الصالح ( الخضر )عليه السلام صاحب موسى عليه السلام الذي ذكرناه قبل قليل وهو مصداق قوله تعالى : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا )/ الكهف :65. أي إن العبد الصالح ( الخضر ) عليه السلام متشوق إلى ظهور الإمام المهدي عليه السلام وهو من المنتظرين له على الرغم إنه يلتقي به ويأنس به في عصر الغيبة الكبرى .. وإنما إنتظار العبد الصالح للإمام المهدي عليهم السلام هو الطموح الذي يشعر به كل مؤمن مخلص حقاً أن تظهر كلمة ( لا إله إلا الله ) حقاً وصدقاً وأن يرى كل العدل في أرجاء المعمورة متحقق ... هذا من جهه .. ومن جه ثانية : إن العبد الصالح عليه السلام منتظر ليرى علومه الباطنية واللدنيه تتحقق من قبل الإمام المهدي عليه السلام من حيث إنه يحكم بالباطن وهذا بطبيعة الحال يسر ويشرح صدر الخضر عليه السلام أن يرى شخصاً أعلم وأقدر منه يطبق إرادته الحقة في أرض الواقع ... مقام ومقال : فسيد الأوصياء عليه السلام يشير إلى مقام العبد الصالح عليه السلام ومقاله وحواره الطويل الذي سوف يدور بين العبد الصالح والإمام المهدي عليهم السلام وهو بلا شك كله حوار وأسرار عجيبة سوف يظهرها للناس تدهش الجميع .ويقول عليه السلام وآه لو علمتم من ذا ذو القرنين في المآل : إن تأوه سيد الأوصياء عليه السلام على الناس الذين كانوا يصغون اليه وهو يتحدث بهذا الحديث عن آخر الزمان فيقول (آه) لو تعلمون كم هي الأسرار التي يظهرها الإمام المهدي عليه السلام حتى يكشف أسرار السموات السبع وكيف تسخر له الأسباب بحيث أكثر مما سمعتم وعلمتم عن ذي القرنين نفسه وإنما قال عليه السلام : في المآل : أي إذا رجعتم إلى سورة الكهف مره أخرى والآيات التي تشير فيها إلى عظمة ذو القرنين وهو مصداق قوله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83 )إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84 )فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85 ))/ الكهف. فإن تمكين الإمام المهدي عليه السلام أكثر وأعظم من تمكين ذو القرنين نفسه وبما إن ذا القرنين بلغ أسباب السموات سوف يبلغها الإمام المهدي عليه السلام ... * ففي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن الله عز وجل خير ذا القرنين السحابين الذلول والصعب فأختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ولو أختار الصعب لم يكن ذلك له لأن الله عز وجل أذخره للقائم عليه السلام )/ البحار 52/321. ويضيف - وتنام أنطاكية سوريه على السر قريب البحر : وهي إيماءه إلى إن بعض المعجزات أو ظهور الأسرار سوف تكون في هذه المنطقة المعروفة (أنطاكية) وهي الآن نائمه في غفله عما يحدث لها في آخر الزمان . انطاكيه : وهي مدينه ساحليه تقع في جنوب تركيا وشمال الحدود السوريه وكانت سابقاً تابعة لسوريا ولكن بعد الحرب العالمية الأولى ألحقت بتركيا .ثم يتطرق الامام لمايجري في الشام فيقول وتعرك الشام أعجب العرك : أي إن الشام سوف تكون محلاً للعراك والفتن وسوف تكون أعجب المعارك فيها وعندما تحدث في بلاد الشام هذه الفتن والتي يكثر فيها القتل ماذا يحصل بعد ذلك .. وتقبل الروم بعون الترك : أي سوف تتدخل (الروم) وهم الغربيون اليوم بعون ومساعدة من تركيا ... وهي إشارة إلى وقوف الغرب والأتراك إلى جانب السفياني في معركة ضد الإمام المهدي عليه السلام ومن خلال مما تقدم تكشف إن الإمام روحي فداه يستخدم بعض الأسرار التي تنطوي على بعض المعجزات والآيات والبينات في مقاومة هؤلاء الكافرين والمارقين .و يفتح الله للمهدي المفتاح : فيفتح الله عز وجل للمهدي عليه السلام هذه الأسرار العجيبة والخبايا التي تصلح أخطاءً جساماً ... فماذا يحدث بعد ذلك - فتدخل الروم في دين الله أفواجاً دون سلاح : فيدخل أهل الغرب في الدين الإسلامي الأصيل أفواجاً وبدون قتال أو إستخدام السلاح أي إنهم نتيجة هذه الخبايا والأسرار التي يظهرها الإمام المهدي عليه السلام سوف يخضعون لها ويسلمون بدون إستخدام السلاح معهم . ويكون هذا الفتح المهدوي أكبر من الفتح الإسلامي الأول الذي أشارت إليه سورة النصر (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1 )وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2 )) فيكون الفتح المهدوي هو المصداق التام لسورة النصر المباركة . ولا تجمع له الجند والجيش إلا شياطين الروم وفتنة الدجال : بعد هذا الفتح والنصر المهدوي سوف لا يبقى أحد إلا ودخل في الإسلام إلا شياطين الغرب والكذابين والمنحرفين والمخنثين و ( أهل الزواج المثلي ) ... وفتنة الدجال : والذين يمثلون أشبه بالحركة الدينية وهي في واقعها منحرفة وباطله ومن هنا نكتشف إن الذي يواجه الإمام المهدي عليه السلام حركتين وهما : الحركة الأولى : وهي تمثل خط الشياطين وهم المنحرفين أخلاقياً وسلوكياً واليوم الذي يسمونهم بأهل الشذوذ الجنسي وغيرهم من أهل الزواج المثلي وتبدو هذه الحركة غربية بحته . الحركة الثانية : وهي فتنة الدجال والتي تمثل الجماعات الدينية أيضاً المنحرفة والتي لا يسوغ لها الواقع الجديد وهذه الحركة لا شيء تحارب سوى حقداً وكيداً للإسلام أو للإمام المهدي عليه السلام ... فتتحد هاتان الحركتان على محاربة الإمام المهدي عليه السلام - بعدما علم المرسوم : الحركتان إنما يحاربان الإمام المهدي عليه السلام بعدما علم المرسوم أي بعدما صار الواقع الفعلي ظاهر للإسلام أو ربما علم المرسوم أي بعدما نفذ التخطيط الإلهي وصارت الأمور بيد الإمام المهدي عليه السلام . فلا تنهزم راية فيها رقم إسم الله الأعظم : أي في النهاية سيقضي الإمام روحي فداه على هاتين الحركتين لأن رايته فيها تمثل إسم الله الأعظم أو ترفع شعار ( الله أكبر ) أو لأنها راية رسول الله صلى الله عليه وآله التي ينشرها الإمام المهدي عليه السلام عند الحرب لأن هذه الراية إذا رفعت لا بد من تحقق النصر الإلهي . يجمع الله له الرقيم والرقم : أي يجمع الله له ( الرقيم ) والمقصود بهم أصحاب الكهف وهو مصداق قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) . والرقم : هو (313) وهم أصحاب الإمام المهدي عليه السلام والتي عبرت عنهم بعض الروايات بالأمة المعدودة وكعدة أهل بدر . وتقوم قيامة تعجب لها الأمم : أي إن خروج أهل الكهف من كهفهم وهؤلاء الأصحاب الـ (313) وظهور الإمام المهدي عليه السلام وكشفه الأسرار العجيبة للعالم وحلوله للمشكلات المتفاقمة بطريقة سهلة وبسيطة وقيامه بمحاسبة الناس كما فعل العبد الصالح مع موسى عليهم السلام بالأفعال الثلاثة المعروفة ووجود العبد الصالح عليه السلام بجنبه إنها لتذهل الأمم ويعجز عن تفسيرها العالم العليم لما تظهر من آيات وعجائب أرضية وسماوية . وإن تسألوني فإن الكهف بحر المدد : أي وإن تسألوني عن سورة الكهف وما فيها من أسرار وما يظهرها لواقعها الإمام المهدي عليه السلام فإنها بحر المدد والعطاء . مدد البحر ينفد ولا ينفد الكهف بالمدد من نقطة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) أي إن البحر ومداده ينتهي ولا تنتهي أسرار سورة الكهف بل ومداد البحر ينتهي عند أول آية في سورة الكهف وهي : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ) بل وليس عند أول آية بل في أول نقطه من هذه الآية ... ينتهي البحر ولا ينتهي مدد سورة الكهف من الأسرار والعلوم العجيبة والخفايا التي سيظهرها الإمام المهدي عليه السلام فسلام الله عليك يا سيد الأوصياء وعلى أولادك الأطهار وعلى خاتم الأوصياء مولانا صاحب العصر والزمان ما بقي الليل والنهار وإلى يوم القيامة وما بعده .. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .